43 C
Khartoum
الأحد, يونيو 8, 2025

بنانى كبور: سقوط عبد السطوة في زمن اليقظة بقلم: خليفة جعفر على

إقرأ ايضا

في لحظات مفصلية، تكشف الشعوب عن وعيها، وتغربل المشهد من أوهام القوة والبطولة الزائفة. وفي قلب هذه المأساة، برز اسم النكرة بنانى كبور، أحد قادة ميليشيا الدعم السريع، الذين لم يكونوا أكثر من أدوات في يد الماهرية، أولاد دقلو، الذين حوّلوا بعض أبناء الوطن إلى عبيدٍ لمشروعٍ مليء بالدم والنار.

لم يكن بنانى قائداً بالمعنى الأخلاقي أو الوطني للكلمة، بل كان حلقة من سلسلة القمع، مجرد تابع مأمور، يستقوي بالبندقية بينما يُستضعف في ولائه لمن يستعبدونه باسم العرق والسلطة. استخدموه لإشعال الحرائق في مدن آمنة، وزرع الفوضى في أرضٍ كانت تحلم بالسلام.

وفي الخوي، كانت البشاعة أوضح ما تكون. مدينة واجهت القهر بصدور عارية، ودفع أهلها ثمناً باهظاً نتيجة همجية من لا يملكون مشروعاً سوى الهدم. لكن الزمان دار، وسقط بنانى… ولم يبكِ عليه إلا من زرعوه وأشعلوا به الحرائق.

اليوم، لا نرثي رجلاً مات، بل نحاكم سيرةً من الخنوع للمستبد، ومن الخدمة العمياء في مشروعٍ لم يكن يومًا وطنياً. لقد هلك عبدٌ في بلاط الطغيان، وبقيت الخوي وأهلها أحراراً، يدفعون ثمن كرامتهم ولا يبيعونها.

سيكتب التاريخ عن بنانى ومن على شاكلته، لا بوصفهم قادة، بل كأدوات استُخدمت لتدمير نسيج الوطن، ثم تخلّى عنهم أسيادهم حين انتهت صلاحيتهم. أما الخوي، فهي تنهض كل يوم، تحيي شهداءها، وتلعن من خذلوها.

—-مايو 2025

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة