35.5 C
Khartoum
السبت, يونيو 7, 2025

رحلة البحث عن السعادة عادل عسوم

إقرأ ايضا

ما من انسان إلا ويرغب في السعادة ويبحث عنها حثيثا، ولاجدال أن للمال أثره الكبير في اسعاد الناس، كيف لا وقد اسماه الله زينة الحياة الدنيا ومعه البنون!.
في ذلك وجدت الكثير منا مولع بنصائح المرشدين النفسيين، والعديد منا يحرص على الكتابات والمواقع الاسفيرية التي ترشد إلى السبل الموصلة إلى السعادة وكل ما يزيد من الطاقة الايجابية، ولكن ومن خلال قراءاتي وجدت غالب هذه المصادر والكتابات لغربيين يندر أن تجد فيهم مسلما.
منهم (وليم جلاسر) مؤلف كتاب قانون السعادة، ومنهم (فيكتور فرانكل) مؤلف كتاب قانون تجديد الحياة، وكذلك كتب عديدة تتحدث عن قانون الجذب الفكري الذي سأفيض فيه ان شاء الله في خاطرة أو مقال جديد.
وللأسف فإن الكثير منا لايعلم أن كل ماورد في هذه الكتابات الغربية -وأكثر منها- موجود في آيات القرآن الكريم وفي نصائح وردت في أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم!، ويمكن تلخيص ماورد عن السعادة وكيف يمكننا كسب المال والتصالح مع النفس، بمفهوم اسلامي عام اسماه البعض ب(قانون الارتداد، أو قانون العطاء الإلهي)، التبسيط لهذا القانون أن تسعى أو تقوم بعطاء أو فعل، مقابل ان تحصل على المال والسعادة، وذلك من خلال البنود الآتية:
1- الاستغفار:
هل تعلم أنك ان استغفرت الله كثيرا تحصل على المال؟!
والمال زينة للدنيا وموصل للسعادة
إليك الدليل:
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} سورة نوح.
في هذه الآيات الكريمات ذكر الله المال بصورة صريحة، وهذا وعد إلهي والله لايخلف الوعد.
2- صنائع المعروف:
قال نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (صنائع المعروف تقي مصارع السوء).
كلنا يرغب ويسعى لأن يعيش حياة سعيدة بلا مرض عضال وأن لايكون موتنا مصرع سوء، وأن لا تحدث مصيبة مهلكة لنا أو لأحد من أبنائنا، هنا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم بأن كل معروف نفعله يقينا مصارع السوء.
3- الصدقة:
ما أعظم مرد ومآل الصدقات يا أحباب!
لقد فرض الله الزكاة لتزكية النفس من الكثير المعاصي، قال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} التوبة 103، ولإن أوجب الله الزكاة كصدقة؛ فقد حث تعالى في آيات أخرى وكذلك حث نبينا صلى الله عليه وسلم على التصدق دوما، وجعلت -حتى- الابتسامة وشق التمرة صدقات!.
فالصدقة طهارة للنفس، وكلما طهرت النفس اصبحت أقرب وألزم لأن تسعد.
4- النفقة:
والانفاق هنا بغير التصدق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً).
الإمساك للمال والبخل به يهلك الإنسان حتى في صحته وعافيته وهو يشقى لجمعه ثم يبخل حرصا عليه، فيذهب المال المجموع هباء منثورا إن كان في علاجه أو تتوزعه الورثة عندما يموت أو يحجر عليه، بعكس المنفق فإنه يعيش سعيدا، والقول الوارد في حديث رسول الله (ما نقص مال من صدقة)، و(الصدقة تطفىء غضب الرب)، انما مآلات بالسلب او الايجاب.
5- صلة الرحم:
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
إنه وعد نبوي وإلهي، فالرحم وصلها الله باسمه الأعظم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)، وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
اللهم اكتب لنا رضاك وأعنا على أنفسنا لنسعد وأبناءنا وبناتنا وذريتنا في هذه الدنيا وفي الآخرة.
adilassoom@gmail.com

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة