35 C
Khartoum
Tuesday, June 24, 2025

الحرب الإيرانية الإسرائيلية: صراع التدمير وتضاريس التحولات لتقسيم الشرق الأوسط بقلم:أسامة الصادق ابو مهند

إقرأ ايضا

ما يحدث اليوم فى الشرق الأوسط لم يكن محض الصدفة،
بل مخطط له منذ وقت طويل وهي حرب التقسيم تقسيم الشرق الأوسط كما وصفها(برناد لويس) الذي عرف في الأوساط بمهندس تقسيم الشرق الاوسط الذي ذكر في إحدى المقولات المنسوبة إليه ذكر فيها الحالة العامة والوضع الكلي لحال العرب والمسلمون حيث وصفهم بعد التقدم والتطور اذا تركوا وحدهم وربما حدث منهم ما يدمر العالم بصنيع أفعالهم، لذا لا بد من السيطرة على مقدراتهم، حتى لا يحدثوا اي عنف أو تدمير مرتقب، لذا لابد من تفكيك بنية مجتمعاتهم الي مجموعات متنازعة وطوائف منقسمة على نفسها، وهذا ما حدث بالضبط في هذه الفترة حتى وإن لم تطبق هذه النظرية أو الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة ملتهبة، تسودها الاضطرابات والانقسامات هنا وهنالك، مع بروز الفتن العرقية والدينية التي تسعى الي تفتيت عضدد الهوية الوطنية، مع انتشار الصراعات ذات التجاهات الطائفية في كثير من
الدول العربية، تعكس ما وصل إليها هذا الحال ويصب ما خطط له من قبل لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة صراعات، يتبعها بلا شك تدمير في المباني ويعقبها تراجع كبير في الاقتصاد، بجعل شعوب هذه المناطق في حالة يرثى لها من تآكل في لحمتها الوطنية، وتصدع الثقة ما بين حكام هذه الدول، فالحروب الحديثة لا تبدأ بطلقة بل بإشاعات يروج لها بالهواتف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لجعل هذه الشعوب مسلوبة القدرة والمقدرة في التحكم في هذا المشهد، بخلق حالة من الإرباك للمواطن وضعها في حالة(شاهد ما شاف حاجة) هذه الحالة المرتعدة تقود الي نشوب الحرب ضد هذه الحكومات حتى يكتب لها الانهيار من الداخل بواسطة أبناء هذه الشعوب يخربون أوطانهم بأياديهم.

_ التطور الذي حدث في الحروب الحديثة يرجع إلى الثورة التكنولوجية الكببرة، التى تنتهج منهج مغاير وغير مألوف في السابق حيث إستبدلت (البنادق) بلوحات الهواتف، والقازفات بالمحتوى (المفبرك) والغزوات (بالبوستات) والسلاح الأبرز هو (المعلومات) مع قليل من الحقائق كثير من تلفيق الأكاذيب، وهى حرب من نوع آخر لا تعرف أي هدنة، ولا تقيم الي اي مواثيق عهد ووعد، حتى إذا حان وقت اسكات البنادق لا تسكت الشائعات، وهذا يندرج تحت ما يسمى بالحرب النفسية تقودها في هذا التوقيت كتائب هذه الحروب النفسية إلكترونية، ترسم معالم تشكيل العبارات والكلمات، لتتحول بكل أسف من أدوات تواصل إلى أدوات تفتيت، وأيضا تصاحبها عوامل أخرى تتمثل في العبث بسعر الدولار، وصناعة الأزمات، وضرب السياحة، وتشويه صورة الدولة فى الداخل والخارج، والهدف واضح: جعل هذه الدولة في حالة توهان ومشهدها مرتبك حتى لا تنهض،كما يلجأون الي أسلوب جعل المواطن في حالة ودوامة مستمرة من التشكيك فى كل ما يحدث حتى يفقد ثقته بنفسه ومؤسساته، ومن اخطر الأهداف المتبعة في هذه الحرب زعزعة الثقة فى مؤسسات الدولة النظامية(الجيش والشرطة) وفى مجالي الاقتصاد والقيادة، وتبخيس اي إنجاز مهما كان ملموساً، كل هذه الأساليب المتبعة للأسف الشديد لا تتوقف عند هذا الحد، بل تصل إلى تدريب (التنظيمات الإرهابية) على استخدام أحدث منظومات (وسائل التكنولوجيا) لنشر الخوف والزعر، والتأثير على المشهد بغرض توجيه من بعد.

_ كلما زادت قوة ومناعة الشعوب، بالتأكيد يصعب اختراقها، و اليقظة هي السلاح الفعال للمواجهة هذه الأخطار المحدقة، بحسبان أن الخطر الحقيقى لا يختفى، بل ينتظر الانقضاض عليه في لحظات التيه والغفلة.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة