حسناً تم ربط التربية الوطنية بالتعليم لتكون وزارة التعليم والتربية الوطنية في التشكيل الوزاري المرتقب، إذ أن تربية الأبناء على حب الوطن يعتبر من المعاني المهمة التي يجب أن تسعى لها الأسرة والدولة معاً من أجل ترسيخ روح الانتماء والولاء الذي يلعب دوراً مهماً وحيوياً في استقرار الوطن وتماسكه، وهى من المعاني المهمة التي يجب على الآباء والأمهات غرسها في نفوس ابنائهم بحب الوطن والولاء له منذ الصغر، فحب الاوطان يكبر في قلوب أبناؤنا كلما كبرت أعمارهم، وكلما تربو على حب الوطن كلما كانو صالحين في المستقبل يشاركون في بناء وطنهم، ومحصنين ضد التيارات المنحرفة التي تحاول أن تغزو عقول الشباب فتحولهم لقنابل موقوتة ولا شك أن للآباء والأمهات دوراً كبيراً جداً في تعزيز انتماء وولاء الأبناء للوطن، فالأسرة هي لبنة المجتمع الأولى ومنها يبدأ تحصين الأبناء وتعزيز روح الوطنية فيهم وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن يلتفت لها الآباء والأمهات عند تربية أبنائهم على حب الوطن .علموا أبناءكم أن الوطن لا يعوض، وأن من يخسر وطنه يفقد الأمن والأمان والسعادة والراحة وأن النعمة التي نعيشها في هذا الوطن يفتقدها الكثير ممن خسروا أوطانهم بسبب الحروب وانعدام الأمان، اغرسوا فيهم حب الوطن وشاركوهم كل معلومة عرفتموها عن هذا الوطن أخبروهم أن النشيد الوطني(نحن جند الله جند الوطن) ليس فقط كلمات نرددها كل يوم بل هو حب وانتماء فسروا لهم معاني النشيد الوطني
_ من الواضح أن مفاهيم الولاء والانتماء للوطن والمؤسسة متعدد ولكن نجد أن أحد أهم هذه المفاهيم انتشاراً هو انها عبارة عن استثمار متبادل بين الموظف والمؤسسة، بحيث تزداد رغبة الموظف في العطاء والتفاني في العمل والاسهام في نجاح المؤسسة وتخطيها لأي عقبات أو مشاكل أو أزمات تطرأ، ولا يمكن تحقيق اي نجاح لأي شركة أو كيان به بشر مجتمعون لتحقيق أهداف أو خطط مشتركة للصالح العام دون الاعتماد عَلِي عنصر الولاء والانتماء للوطن ولهذه المؤسسة والتي هي لا شك جزء لا يتجزأ من حب الوطن، الذي ينبع من النفس مع معرفة المسئول أو صاحب العمل أو مجلس ادارة المؤسسة كيفية صناعة هذا الولاء حتي تتلاقي الأفكار وتتآلف القلوب في بيئة عمل آمنة أساسها المشاركة والتكاتف الايجابي.
_ من هنا نجد أن صناعة الولاء والانتماء المؤسسي يحتاج إلي أسلوب إداري و تنظيمي سليم يعتمد عَلِي طريقة علمية في وضع السياسات والأنظمة واللوائح والتعليمات بأنواعها بكل شفافية وبعيداً عن أي محسوبيات أو إلتفافات أو تناقضات حتي يسمح لهذة التوجه الوطني أن يجد المناخ الجيد والهواء النقي للتطويره وتنميته وتحسينه داخل هذه المؤسسات ومن ثم تستمر العلاقة بين الموظف والمؤسسة عَلِي أسس قيمة وبيئة عمل جيدة
وانطلاقاً مما سبق يكمن التحدي الكبير لأصحاب الأعمال وقيادات المؤسسات في كيفية وضع العوامل المناسبة والمساعدة في بناء و تدعيم الولاء والإنتماء داخل هذه المؤسسات ومن هذة العوامل :
أولاً: وجود و زيادة الثقة المتبادلة بين الرؤساء والمرؤوسين
ثانياً: توفير المناخ الانساني والعلاقات الاجتماعية الطيبة بين أفراد المؤسسة.
ثالثاً: إعطاء الموظف المكانة الوظيفية المناسبة لمستواه بكل شفافية والعمل عَلِي تنمية مهاراته.
رابعاً: الحرص عَلِي تحقيق الرضا الوظيفي لدي كافة العاملين بكافة المستويات
خامساً: اتاحة الفرص الحقيقة للعاملين في المشاركة في وضع الرؤي والخطط و عمليات صنع القرار داخل المؤسسات.
سادساً: وجود نظام حقيقي وفعال للحوافز والترقيات
فالمؤسسات الناجحة لا بد لها من معرفة أهم الركائز التي يقوم عليها العمل كقيم ثابتة والمتمثلة في القيمة الاقتصادية والقيمة الاجتماعيـة وأيضاً قيمة الدافعية لتحقيق الأهداف وانجازها بالإضافة إلى قيمة حب وفخر الموظفين واعتزازهم بانتسابهم للمؤسسة و ولاؤهم لها، حيث أن تحديد هذه الركائز يساهم في الوقوف على درجة ونسبة الولاء والانتماء ، ومن هنا تبدأ المؤسسة في العمل عَلِي تحسين هذه الركائز لتحسين قيمة الولاء للوطن والمؤسسةَ.
_ آن الأوان للوقوف على غرس هذه القيم المهمة للوطن والمؤسسات بإعادة صياغة ما يعرف بعلم الادارة في الولاء والانتماء وإيجاد المفاتيح المناسبة لدفع هذا السلوك وهذه الصناعة إلي الامام دون خجل أو خوف واحتواء و تحويل هذه الازمة الي فرصة حقيقة إيجابية … وآن الاوان أن تقتنع مؤسساتنا أن الانتماء والولاء سلعة أساسية و معيار محوري في التطوير والارتقاء وليست من الكماليات أو من ملامح الرفاهية فهذا الإنتماء وعكسه عملياً يمثل الان في كافة الشركات العملاقة والعالميةوهو العمود الفقري للاستمرارية والنجاح.