د. محمد تبيدي
في الوقت الذي تُعيد فيه حكومة الأمل رسم ملامح الدولة السودانية، نُوجِّه نداءً صادقاً، نابعاً من قلب الوطن المُثقل بالجراح، إلى دولة رئيس مجلس الوزراء البروفيسور كامل إدريس، أن يُعيد تعيين الدكتور هيثم محمد إبراهيم وزيراً للصحة، ليُكمل ما بدأه من مسيرة إصلاح شجاعة ومسؤولة.
الدكتور هيثم لم يكن اسماً عابراً في دفتر الوزراء، بل كان علامة فارقة في زمن الانهيار. في قلب الحرب، حين انهارت البنى التحتية، وتوقفت الخدمات، وتبعثرت المؤسسات، ظل واقفاً كالطود الشامخ، يقود فرق الإنقاذ، ويدير الأزمة بكفاءة وشجاعة، ويؤسس لما يمكن أن نسميه بحق “النواة الأولى للتعافي الصحي الوطني.”
فهل ننسى مبادراته في تأهيل المستشفيات الميدانية؟
هل ننسى صموده مع الكوادر الطبية وسط الرصاص؟
هل ننسى أنه لم يُغادر مربع المسؤولية، بل ظل خادماً لهذا الشعب في أقسى الظروف؟
🕊️ “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه” – حديث شريف
إننا إذ نُخاطب البروفيسور كامل إدريس، فإننا نخاطب رجل دولة يؤمن بالكفاءة ويقرأ التاريخ بعين المسؤولية، ونعلم أن في صدره متسع لصوت الشعب ونبض الوطن، ونثق أن هذا النداء لن يذهب سُدى.
إن وزارة الصحة تحتاج الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى قائد ميداني جرّبته المحن، وامتحنه الوقت، وخرج منها أصلب وأقرب إلى وجدان المواطن.
فليعد الدكتور هيثم محمد إبراهيم وزيراً للصحة، لا مجاملةً، بل لأن المرحلة تحتاجه… ولأن السودان لا يملك ترف التجريب ولا رفاهية الانتظار.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة.