29.4 C
Khartoum
الثلاثاء, سبتمبر 16, 2025

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ( خرخرة ) قادة المؤتمر الوطني ( المحلول ) وأنين البرقيق الثانوية السابق !!

إقرأ ايضا

دخلت مدرسة البرقيق الثانوية ضمن قافلة وزارة الثقافة الإتحادية في اسبوع التعريف بدنقلا عاصمة الثقافة السودانية قبل أربعة أعوام – أي قبل اندلاع حربنا مع الجنجويد – ، وقال لي مديرها بأن هذه المدرسة درس فيها نفر مقدر من قادة الإنقاذ ( المقبورة ) مع عدد آخر من أبناء الولاية جلهم يقودون البلاد سابقا والآن ويصنعون القرار ولكن أياديهم ( قصرت) في حق مراتع صباهم ومركز تأهيلهم الثانوي الذي كان جواز مرورهم قبل نصف قرن أو يزيد لدخول الخرطوم عاصمة البلاد للدراسة ثم العمل ، ولكن مدرستهم قد شاخت وتصدعت حيطانها وأصابها الوهن وقريبا ستجثو على الأرض إن لم يدركوها بنفرة عاجلة لتظل منارة للعلم عبر الأزمان .
حضرة الناظر قال لى أنه تم تعيينه ذلك العام فقط مديرا لمدرسة البرقيق الثانوية وحدثني طويلا عن تاريخها الناصع وأشار الى مزرعة نموذجية في خلفية المدرسة مبينا أنه من قام بإحيائها بعد موات ، حيث قسم طلابه الى مجموعات ، وكل مجموعة عليها مهمة من مهمات الزراعة ، حتى إخضرت ونبت زرعها جازما بأنه في القريب العاجل سيدخل إنتاجها من الخضروات الى السوق لدعم ميزانية المدرسة من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه بالمواد المحلية .
هذه المدرسة رغم تصدع حيطانها العملاقة إلا أنها تقف في عزة وشموخ عليه يجب على خريجيها بداية من ( كل أبناء الولاية الشمالية ) نهاية بخريجي العام 2025م أن يكونوا رابطة بإسمها ويعملوا على إعادتها للحياة مرة أخرى ، لأنها سجل ناصع لتاريخ قل أن يتكرر وبالطبع نفر كريم من قيادات القوات المسلحة جميعهم مناط بهم دعم هذه المدرسة التي بناها المستعمر في أربعينات القرن الماضي .
خروج أول
طريق عبري حلفا وهو إمتداد للطريق القومي ( حلفا الخرطوم ) يحتاج الى صيانة عاجلة ، فقد مررنا به عقب مغادرتنا لمحلية البرقيق ووجدنا السيول قد جرفته في أكثر من مكان وبمساحة كبيرة أزالت معها الردميات الضخمة كاشفة عيب التشييد إذ أن الردميات الأساسية خلت من الحجارة والخرصانة المتوفرة بالمنطقة بجانب الأخطاء الهندسية الجسيمة بإغلاق منافذ السيول ، والمثل السوداني يقول ( الخور ما بخلي مجراه ) والتي تم سدها خيران معلومة لأهل المنطقة تماما ومنهم من قال للشركة المنفذة لحظة التنفيذ ( الخيران دي ما حتخلي الشارع ده سليم ) ولكن المهندس المقيم والمشرف والهيئة الإستشارية ( سدت دي بي طينة ودي بي عجينة ) حتى وقع الفأس في الرأس وهي سمة لازمت جميع إنجازات الإنقاذ في الطرق ، تفتتح سريعا وتنهار بإسرع مما شيدت به من وقت والشواهد كثيرة وآخرها طريق أم درمان بارا الذي جرفته سيول العام 2019م لتقوم الحكومة ( البرهوحمدوكية ) آنذاك بصيانته من جديد مكلفا نصف المبلغ الذي شيد به .
والآن مطلوب الصيانة العاجلة بجهة أكثر تخصصية في بناء معابر كبيرة للسيول ومعالجة الأسفلت الذي ( طار ) تحت عجلات الشاحنات المصرية الثقيلة لجميع الطرق التي تم تشييدها سابقا وخاصة القومية منها على وجه التحديد إذ لا وجود للسكة الحديد في بلادنا وهي الناقل الأوحد للبضائع بجميع أقطار العالم .
خروج ثان
محلية حلفا تبدو أكثر أمنا وإستقرارا وتعايش سلمي ، فالأحوال هناك هادئة والناس يعملون في كل شئ إلا أن الأسعار متقلبة بالطبع بسبب حركة النزوح والعودة ، إذ تباع كباية الشاي بثمن بخس ( سادة ) و( شاي اللبن ) بضعف الثمن او أقل حسب حجم الكباية وكذلك القهوة ، أحد عازفي فرقة الفنون الشعبية المرافقة لنا دخل السوق وعاد وكنت قد قلت له عن الأسعار أعلاه ، جاءني ضاحكا وقال أمام أعضاء البعثة ( يا استاذ عليك الله أكتب و( حجر الشيشة ) برضو زي الشاي ، إذن على مديرها التنفيذي أن يضع قائمة للأسعار بالتراضي مع التجار وأصحاب الحرف وأن ينزل أسعار الطيبات ويرفع أسعار ( السطلنجيات) كالشيشة طالما أن قانونه المحلي يقرها إكراما لأولاد ( بمبة ) من سائقين وتجار و( سواح ) الذين أضحوا مواطنين من الدرجة الأولى بحلفا عقب نزوح أكثر من مليوني سوداني الى مصر أم الدنيا وحلفا ( دغيم ) وبالطبع ( ولا عبود ) .
خروج ثالث
على منسوبي المؤتمر الوطني ( المحلول ) أن يرضوا بالواقع ( المرير بالنسبة لهم ) ويقتنعوا بأن زمانهم قد ولى مثلما مضى زمن حكومات ( 17نوفمبر و25 مايو ) وهم يمثلون الآن ( 30 يونيو المنقرض ) بكل مآسيه وجوعه وفقره وعوزه ومرضه ، إنها مسيرة الحياة و( لودامت لغيرك لما آلت إليك ) وعليهم أن يتركوا ( الخرخرة) فإن مقولة ( يا نلعب فيها ولا نفسيها ) لاتشبه الراشدين من أصحاب اللحى والذقون ، وتقول الحبوبات ( كل زمن وليهو رجالو ) خاصة بعد أن أعلن منسوبي الدعم السريع إستهداف قبائلهم في أماكنها فعليهم أن يقفوا خلف الجيش حتى لايفقدوا إرث أجدادهم ومعلوم أن أغلبهم من ولايتي الشمالية ونهر النيل وأقصد ( قادة المؤتمر الوطني المحلول ) .
خروج أخير
نأمل ان يكون والي الولاية الشمالية قد اصلح ما افسده الدهر بمدرسة البرقيق الثانوية وطريق حلفا دغيم القومي.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة