27.7 C
Khartoum
الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أحمد الرويان يكتب : بتوع الأتوبيس

إقرأ ايضا

في الفيلم المصري الشهير (بتوع الأتوبيس) ركاب الحافلة وبلا سابق إنذار زج بهم في معتقل سيئ السمعة ، وكان كل ذنبهم أنهم عاشوا في زمن الاشتباه ، فالكل مشتبه فيه ومتهم ما عدا (الريّس)..
وهنا في السودان يتجسد السيناريو من جديد لكن بصورة أبشع.. فبتوع الأتوبيس هذه المرة لن يودى بهم إلى المعتقل ثم يعذبون ويطلقون أو لا يطلقون.. بتوع الأتوبيس ها هنا حيث كرري الرجال ؛ متهمون ومدانون ومحكوم عليهم بالإعدام الجماعي في نفس اللحظة ……
فبأي ذنب قتلوا ؟؟!!
قتلوا لأنهم صمدوا وصبروا في هذه الحرب.. إرتضوا بالقليل الذي يقيم الأود ويسد الرمق طالما أنهم أحرار في كنف بلادهم…
قتلوا لأنهم لم ينساقوا كما القطيع خلف من يدعون أنهم دعاة ديمقراطية ، حرية ، سلام وعدالة…
قتلوا لأنهم لم ينصتوا يوماً لأولئك الذين يملأون الدنيا ضجيجاً ب(لا للحرب) ثم يتوارون في الفنادق وفي الحانات ليزيدوا من أوارها…
قتلوا لأنهم ضحكوا من شر البلية وهم يشاهدون اذيال الجنجويد يزعمون أن من أشعل الحرب هم الفلول.. وأن من خرب الأعيان والمنازل هم الفلول.. وأن من سرق وقتل ونهب اغتصب هم أيضاً الفلول ؛ لكنهم غيروا من زيهم ومن لهجتهم..! ولو كان باستطاعتهم أن يقولوا إن من أشاع الكوليرا وحمى الضنك وأجرى السيول لتهدم القرى هم الفلول… لقالوها !!
قتلوا لأنهم رغم بساطتهم وأنهم أصحاب (رزق اليوم باليوم والشهر بالشهر) كانوا يدركون جيداً حجم المؤامرة والإستهداف…

حسبهم أنهم عاشوا شرفاء ومضوا شهداء..
وحسبنا الله ونعم الوكيل

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة