36.8 C
Khartoum
الأربعاء, سبتمبر 17, 2025

الأستاذ هشام التهامي… تاج المروءة وفارس ميادين العطاء ✨ ✍️ خليفة جعفرعلى

إقرأ ايضا

الأستاذ هشام التهامي عبد الله سليمان اسمٌ إذا جرى على الألسن، لمع في سماء الفضائل كالبدر في تمامه، وإذا سُطِّر في الصفحات، ازدانت به سطور المجد والكرامة. رجلٌ تنساب من سيرته أنفاس العراقة، وتنبعث من ملامحه مهابـة الأصالة، هو الامتداد الحي لجذوره الكريمة الضاربـة في عمق الوفاء، والثمرة الناضجة لشجرة عائلةٍ مجدها موصول وسيرتها مشرقة، ابن عمِّى المغفور له بإذن الله التهامي عبدالله سليمان، صديق والدي ورفيق دربه، طيب الله ثراهما وأعلى منازلـهما في جنات النعيم.

هو رجلٌ إذا حضرت المروءة كان في مقدمتها، وإذا نُودي إلى فعل الخير كان سبّاقًا إليه؛ واصلٌ لرحمه، حاضنٌ لأهله وأحبابه، باذلٌ للخير بيدٍ لا تعرف المنع، وقلبٍ لا يعرف الجفاء، ولسانٍ لا يعرف إلا القول الطيب. ومن كان على شاكلته، كان محطّ الإجماع، ومهوى قلوب الناس، فهو الكريم ابن الأكرمين.

وفي ميدان العمل العام، لم يكن الأستاذ هشام من المتفرجين على صناعة الخير، بل كان في صفوف الرواد وصناع المبادرات. حمل على عاتقه دعم طلاب وطالبات القضارف في الخرطوم، متفقدًا أحوالهم بنفسه، مسخرًا شبكة علاقاته المديدة لتذليل الصعاب أمام مسيرتهم العلمية. وإذا أطلّ هلال رمضان، أشرقت مبادراته الرمضانية المباركة؛ يُحيي موائد الإفطار الجامعة التي تلمُّ القلوب، ويُطلق وسلال رمضان المحمّلة بخير الأرض وبركة السماء، لتصل في صمت النبلاء إلى بيوت الأسر المتعففة.

أما في محراب العمل المهني، فقد نقش الأستاذ هشام اسمه في سجل القيادة المصرفية بأحرفٍ من كفاءة وحكمة؛ جمع بين الخبرة العميقة والرؤية الثاقبة، وتوّج ذلك بكاريزما القائد الذي يفتح أبوابه وصدوره للجميع. وفي زمن الحرب العاتية، حين فقد أبناء القضارف العاملون في الخرطوم ما يملكون، كان هو الحصن المنيع والسند المتين، لا يُغلق بابه في وجه طارق، ولا يردُّ صاحب حاجة إلا مُعانًا مؤيدًا.

إن الأستاذ هشام التهامي ليس مجرد رجلٍ في سجل الأحياء، بل هو صفحة شامخة في كتاب المروءة السودانية، وعنوان لقيادةٍ تمزج الحزم بالرحمة، ومثال للرجل الكريم الذي يترك أثره قبل أن يترك مكانه. هو فخرٌ لأسرته، وزينةٌ لمدينته، وذخرٌ لوطنه، وأحد أولئك النادرين الذين إذا غابوا بقيت آثارهم عطرًا في الدروب، وذكرى في القلوب، ودرسًا تتوارثه الأجيال.

وختاما، نسأل الله العلي القدير أن يُبارك في عمره وعمله وذريته، ويزيده رفعةً ومهابة، ويجعله مناراتٍ للخير في كل سبيل، وأن يجزيه عن أهله ووطنه خير الجزاء، ويجعله دائمًا من مفاتيح البر ووجوه العطاء.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة