30.2 C
Khartoum
الثلاثاء, سبتمبر 16, 2025

مصر تفتح شرايين الأمل للسودانيين: علاج القصور الكلوي مجاناً ✍️ خليفة جعفرعلى

إقرأ ايضا

لا تبدو الخطوة المصرية الجديدة مجرد مشروع صحي عابر، بل هي رسالة سياسية وإنسانية بليغة، تؤكد أن مصر ما زالت تنظر إلى السودان باعتباره الامتداد الطبيعي والأخوي الذي لا تحدّه حدود ولا تفصله الأزمات.

فبإطلاق مشروع صحي متكامل بقيمة 3.6 مليون دولار، لعلاج السودانيين المصابين بالقصور الكلوي مجاناً، اختارت القاهرة أن تحوّل التضامن إلى فعل ملموس، يلامس حياة الناس مباشرة، ويعيد إليهم بعض الطمأنينة وسط معاناة النزوح والحرب والمرض.

المشروع، الذي جاء بتعاون ثلاثي بين وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يشكّل نموذجاً عملياً للشراكة الإقليمية التي تتجاوز البيانات الرسمية إلى خطوات واقعية تنقذ الأرواح وتخفف المعاناة.

وتكمن أهميته في كونه يغطي المحافظات التي تضم الكثافة الأكبر من السودانيين مثل: القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الأقصر، وأسوان، ويوفر:

أكثر من 90 ألف جلسة غسيل كلوي مجانية.

3200 وصفة طبية لمرضى زراعة الكلى.

بهذا المعنى، فإن المشروع لا يقدّم العلاج فقط، بل يفتح أمام آلاف السودانيين شرايين حياة جديدة، وينقل رسالة واضحة أن مصر لا تتعامل معهم كلاجئين أو مقيمين مؤقتين، بل كأشقاء يتقاسمون معها المصير والتاريخ والجغرافيا.

وإذا كان المرض في أصله امتحاناً قاسياً، فإن الاستجابة المصرية تمثل بوصلة أخلاقية تذكّر بأن العلاقات بين الشعوب لا تُقاس بالتصريحات، بل بما يُقدَّم وقت الحاجة. كما أن دعم الرياض عبر مركز الملك سلمان يضيف بعداً عربياً لهذه المبادرة، ليؤكد أن التضامن الحقيقي لا يعرف حدوداً سياسية، بل يضع الإنسان أولاً.

إنها لحظة فارقة تكشف أن المستقبل العربي يمكن أن يُبنى على التعاون الصحي والإنساني، وأن التكامل بين الدول ليس حلماً بعيداً، بل واقعاً يبدأ من مبادرات كهذه، تنقذ الأرواح وتعيد الثقة بأن الغد قد يكون أفضل رغم قسوة الحاضر .

سبتمبر 2025

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة