بمشاركة كل من : الباحث / محيي الدين جمعة، كاتب من دولة السودان و أ/ سمر إبراهيم، صحفية مصرية متخصصة في الشؤون الأفريقية وأدار النقاش الباحث خليل منون- منسق مجموعة افريقانيون عضو لجنة تضامن الشعوب الأفريقية الاسيوية.
مقدمة،
يشهد إقليمي دارفور وكردفان في السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يتزايد عدد الضحايا المدنيين وتتدهور الخدمات الأساسية بشكل كبير. كما أدى تفاقم النزاع إلى نزوح جماعي، ونقص حاد في الغذاء، وانهيار الرعاية الصحية.
يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣ حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من ٢٠ ألف شخص ونزوح ولجوء نحو ١٥ مليوناً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو ١٣٠ ألفاً.
أزمة غذاء،
منذ العاشر من يونيو ٢٠٢٤، تخضع مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، أدى إلى عزل نحو ٣٠٠ ألف مدني عن الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية. فالنصف الأول من عام ٢٠٢٥ وحده شهد تسجيل أكثر من ١٠ آلاف و٢٤٩ حالة إصابة بسوء التغذية، معظمهم أطفال، ناهيك عن ارتفاع انسب وفيات الأطفال بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية.
نقص الرعاية الصحية،
منذ يوليو ٢٠٢٤، تسببت الكوليرا في أكثر من ٩١ ألف إصابة و2300 وفاة بالسودان، ففى يونيو ٢٠٢٥ أُحصيت بدارفور أكثر من 6.119 إصابة، توفي ٢٦٠ منها، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية ونقص حاد في أدوية الطوارئ يُقدّر بـ70% في مدينة الفاشر. أما فى كردفان، فقد تم تسجيل أكثر من 7 آلاف و٨٠٠ حالة كوليرا فى يوليو ٢٠٢٥، وسط قدرة طبية محدود جدا لعلاجها.
تفاقم نسب النزوح،
لا يزال أكثر من ١٠ ملايين شخص نازحين في السودان، منهم ٧,٧ مليون نزحوا منذ أبريل ٢٠٢٣. كما أعلنت منظمة الهجرة الدولية، فى يوليو ٢٠٢٥، عن نزوح ٧٠٠ أسرة سودانية من مدينة بارا بولاية شمال كردفان نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية .
مخاطر جسيمة حول الأطفال والنساء،
يواجه السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث أجبر أكثر من ٥ ملايين طفل على النزوح من ديارهم منذ أبريل ٢٠٢٣. كما تعرض أكثر من ٢٤ مليون طفل لانتهاكات جسيمة للحقوق، وتم التحقق من أكثر من ٢٠٠٠ حالة في عام ٢٠٢٤، بما في ذلك القتل والاختطاف والعنف الجنسي والهجمات على المدارس والمستشفيات. ناهيك عن تفاقم أزمة التجنيد القسرى للاطفال، وارتفاع نسب اغتصاب النساء من قبل قوات الدعم السريع فى اقليمي دارفور وكردفان.
حول الندوة،
انطلاقاً من هذا، أشار أ. محى الدين جمعة – الكاتب الصحفى السوداني- بأن إقليمي دارفور وكردفان في السودان يشهدان أزمة انسانية حادة ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، حيث تم قطع الامدادات الغذائية والطبية عن تلك الاقاليم فهناك اكثر من ٩٠٠ الف مواطن محاصرين ومحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، ناهيك عن ارتفاع نسب الانتهاكات الأخلاقية والإنسانية بحق المدنيين. مضيفاً بأن اتفاق “جوبا” عام ٢٠٢٠ لم يتم تنفيذ أغلب بنوده والتى ارتبطت بتحسين الوضع الإنسانى بدارفور.
فى المقابل، أشارت أ. سمر إبراهيم – صحفية مصرية متخصصة فى الشأن الأفريقي – بأن الأزمة الانسانية بالسودان لم تحظ بالاهتمام الدولي الكافى على عكس أزمتي غزة وأوكرانيا.
مضيفة بأن معسكرات النزوح في دارفور رغم استقرارها منذ سنوات إلا أن الأوضاع الانسانية بها لم تكن جيدة وبعد الحرب، امتدت كره اللهب إلى بقية أنحاء السودان واشتد سوء الوضع الإنساني بفعل الحرب حتى شهور قليلة مضت قبيل تحرير مدن وولايات استراتيجية من الدعم السريع، مشيرة إلى أن الحصار الذي يفرضه الدعم السريع على ولاية الفاشر ينذر بكارثة إنسانية كبيرة ولابد من تضافر الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لإنقاذ الوضع هناك.
كما استعرضت الصحفية المصرية المتخصصة فى الشأن الأفريقي، عدد من النماذج التقت بها من السيدات التي تم الاعتداء عليها من قبل قوات الدعم السريع وأوضاعهم الاجتماعية والإنسانية الصعبة التي تسببت في زيادة معانتهن.
وخلال مداخلته أشار الباحث حسن غزالي مؤسس مشروع تضامن شعوب وادي النيل بأهمية تحويل تلك النقاشات إلى أوراق سياسات وحركات قابلة للتنفيذ ومن الأهمية أن يتحدث المجتمع المدني مع المنظمات السياسية الإفريقية القارية مثل الاتحاد الإفريقي وغيرها من المنظمات الإقليمية لتقديم رؤى الشعب السوداني تجاه الحرب مع الميليشيات والتي تلقى دعم سياسي من نخب مدنية لا تمتلك الأرضية الشعبية الحقيقية بين السودانين مقارنة بالقوات المسلحة السودانية.
كما نوه الحضور لدور الفواعل الخارجية فى تأجيج الحرب بالسودان عبر دعم قوات الدعم السريع بالأموال والأسلحة وتجنيد المرتزقة وكان آخرهم المرتزقة الكولومبيين. بينما أكدت بعض الآراء على ضرورة الالتفات الي المقاربات الاقتصادية في حل الأمور.
#وادي_النيل #النيل #مصر #السودان #شعوب_النيل