30.2 C
Khartoum
الثلاثاء, سبتمبر 16, 2025

سفر القوافي محمد عبد الله يعقوب ( المتحول حميدتي الربوت ) وحكاياتنا الشعبية في العام 2040م !!

إقرأ ايضا

ترى ماذا ستقول الحبوبات في العام 2040 م لاحفادهن عن مأساتنا في اعوام البعاتي المتحول حميدتي الربوت( 2023 – 2025 م وما بعدها لا قدر الله ) وعن فظائع مليشيا الدعم السريع في الولايات التي اجتاحتها ؟ وكيف ستبدو الحكاية الشعبية بعد أن توارى الحصان الابيض وفاطمة السمحة والغول وحلت محلهما المسيرات والبنادق الآلية والمدافع الطويلة والقنابل والمتفجرات والالغام ؟
تذكرت هذه الصورة وانا استرجع ما دار في منتدى المجلس القومى للتراث الثقافي وتطوير اللغات بأم درمان وهو يطرح(الحجا) معبرا ويسترجع فاطمة السمحة والغول وتاجوج والمحلق وبالطبع الدنيا كانت آمنة مطمئنة ۔
حينها ناقش البروفسور محمد المهدى بشرى عملية جمع التراث بينما الدكتور أحمد المعتصم أخذ يجمع أحاجي الرباطاب ۔
وتعرف الحكاية الشعبيّة بأنها عمل أدبي يتم نقله من جيل إلى جيل شفهياً وبذلكً فإنّه يتغير نتيجة هذا التناقل وهذا سبب تغير الحكاية من جيل إلى آخر ، كنتيجة طبيعية لهذا التناقل الشفهي الدائم ، والحكاية نص شبه ثابت ، أي أن هناك قسم ثابت و آخر متحول يتغير بحسب ظروف الراوي أو العصر الذي يعيش فيه ، وقد تكون الاحداث الملقاة واقعية أو خيالية بشكل نثري أو شعري ، لجذب انتباه المستمعين أو القارئين ، ولا يعرف عادة مؤلف نص الحكاية ، و تستند الحكاية لوقائع قد حدثت بالفعل و اكتسبت نوعا من البطولة والإدهاش ، وعلى مر العصور ظلت الحبوبة هي القناة الثابتة لنقل الحكاية الشعبية في السودان ، داعمة بسردها لها دواخل وعقول الصغار من البنين والبنات عبر جرعات تربوية أضاءت لهم طريق النجاح في كل المجالات .
فقد تناول المجلس القومى للتراث الثقافي وتطوير اللغات في منتداه الثقافي الشهرى ( اعاده الله بعد الحرب ) حول التراث واللغات السودانية  موضوع ” تجارب جمع الحكاية الشعبية” برعاية البروفسور الامين أبومنقة رئيس المجلس وبمشاركة عدد من  الباحثين والمختصين من أهل الثقافة والاعلام .
البروفسور محمد المهدى بشرى اوضح ان التجربة السودانية في جمع التراث بدءا من محمد نور بن ضيف الله صاحب كتاب الطبقات ، وتجربة بابكر بدرى في كتابه عن الامثال ، وبالرغم من أنهم لم يكونوا اكاديميين مختصين إلا انهم انتبهوا إلى الفلكلور كعلم ومسألة ثقافية ، وقد شكل ما جمعوه قيما ثقافية وحصيلة غنية تفيد كل دارس للفلكلور ، واتي من بعدهم جيل البروفسور عبد الله الطيب من الاكاديميين غير المختصين في جمع الاحاجي السودانية بلغة مبسطة للأطفال، وكتابات الدكتور عبد المجيد عابدين ، والبروفسور سيد حامد حريز في المسدار والحكايات شعبية عند الجعليين، وضرار صالح ضرار الذي أول من أظهر حكاية تاجوج والمحلق ،وقد ظل المنهج العلمي يترسخ وظهر في مقالات الطيب محمد الطيب في المجلات، بالاضافة إلى مشاركته في إصدار كتاب ارشادى في وزارة الثقافة وبقيام قسم الفلكلور بمعهد الدراسات الاسيوية والافريقية بجامعة الخرطوم في السبعينات تم وضع منهج صارم جداً لكل باحث فلكلورى ، ويتسم هذا المنهج بالمصداقية والوثوقية .
اما الدكتور أحمد المعتصم الشيخ فقد كشق عن تجربته في جمع أحاجى الرباطاب ، مؤكدا ان الحجا متوارث وقديم ، وعرف لدى النساء أكثر من الرجال، مشيرا إلى أشكاله المتمثلة في حجا الأطفال ، وحجا الاعمار المتوسطة ، وحجا الكبار، وحجا النساء الكبيرات في أمور النساء. ومن جهة  اعتبر المتحدثون كتابات حريز ، واحمد المعتصم ، وشرف عبد السلام ، والطيب محمد الطيب من المصادر المهمة والتجارب المفيدة ، وأكدوا على ضرورة الاهتمام بالفلكلور في اطار تأصيل اللغة ،بالاشارة إلى دور المجلس في مجال حفظ اللغات والتراث.
اذا على حبوبات اطفالنا ان يكن اكثر عمقا في حجا فلذات اكبادنا في العام 2040م ومابعده من سنوات ، لأن ما شهدناه في اعوام ( البعاتي المأفون حميدتي ) ومليشيا آل دقلو الاجلاف لن يستوعبه عقل بالغ ناهيك عن طفل في الخامسة في ذلك الزمان ، اذ مررنا جميعا بأحزان يعجز عنها الوصف فاقت ماحل بسكان الأرض في الحربين العالمتين ( 1914م _ 1938 م ) ۔
خروج اخير
يجب ان يهتم وزير الثقافة والاعلام والسياحة الاستاذ خالد الإعيسر بالثقافة عموما وبالحكاية الشعبية على وجه الخصوص ، لأنها تغرس في اطفالنا قيم التوحيد والشجاعة والكرم والاخلاق والاستقامة وعفة اليد وقبول الآخر ، وهذه القيم مجتمعة لايعرفها آل دقلو ولاكلابهم ولامرتزقتهم الاوغاد ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة