في زمن تتراجع فيه بعض المؤسسات التعليمية أمام تحديات الواقع، تبرز مؤسسة المورد الأصفى التعليمية الخاصة (بنات) كواحة للعلم والتميز، حيث اجتمع حسن القيادة مع إخلاص المعلمين وتعاون أولياء الأمور في نسيج واحد صنع بيئة تربوية ملهمة، تعكس المعنى الحقيقي للتعليم الراقي.
فقد أثبتت الإدارة الأكاديمية التي تقودها الأستاذة منال محمد أحمد، بوعيها ورؤيتها الثاقبة، إلى جانب الأستاذ محمد عبد الله المدير المالي والإداري، أن التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة. وبمنهجية دقيقة وإدراك عميق لأهمية التهيئة النفسية والتربوية، وضعت إدارة المؤسسة امتحانات تجريبية مطابقة لوضعية امتحانات الشهادة المتوسطة الرسمية (بنين وبنات)، فجاءت النتيجة تعزيز الثقة في نفوس التلميذات والطلاب، وتحقيق نسبة تحصيل بلغت ٩٦٪، في إنجاز يليق بالمؤسسة وطاقمها.
ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة جهود متواصلة من كوكبة من الأساتذة الأجلاء، الذين اجتمع فيهم العلم والأدب وحب المهنة: الأستاذة مروه العاقب، الأستاذ عمار هاشم، الأستاذ أحمد حسين، الأستاذ سامي برهان، الأستاذ محمود، الأستاذ بكري، والأستاذة منى، ومعهم بقية العقد الفريد من المعلمين والمعلمات، الذين جعلوا من الفصول الدراسية بيئة محفّزة على الإبداع والتفوق.
وما يميز المؤسسة حقاً هو التناغم الإيجابي بين الإدارة والمعلمين والتلميذات وأولياء الأمور، ليشكّل الجميع أسرة واحدة تعمل بروح التعاون والمسؤولية المشتركة. إدارة واعية تخطط، معلمون مخلصون يغرسون القيم وينقلون المعارف، تلميذات نجيبات ينهلن من معين العلم، وأولياء أمور داعمون يمدّون المسيرة بالقوة والثبات.
وإذا كان التعليم هو البوابة الأوسع لصناعة المستقبل، فإن مؤسسة المورد الأصفى قد تجاوزت حدود المدرسة لتصبح جزءاً فاعلاً من المجتمع المحلي بمدينة القضارف. فقد أسهمت بإنجازاتها في رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم النوعي، ودفعت أولياء الأمور للاطمئنان على مستقبل بناتهم، بل وأضحت نموذجاً يُحتذى به في إدارة المدارس الخاصة. وبذلك لم تعد مجرد مؤسسة تعليمية، بل صارت منارة إشعاع تربوي تمدّ المجتمع بالعلم والقيم والأمل.
إنها مؤسسة لا تكتفي بتعليم المناهج، بل تصنع الأمل وتبني المستقبل، وتغرس في بناتها قيم التميز والانتماء. لتصدق فيها الآية الكريمة:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾.