” تسألني ؛ لِمَ لمْ تُعاتبهم هذه المرَّة كعادتِكَ ..؟
” فأقولُ لك ؛ كنتُ أعاتبهم لأني كنتُ أريدُ أن أبقى ..!
” أما الآن فقد إكتفيتُ وأريدُ أن أغادر ..
” وأنا حين أُغادرُ أقفلُ الباب خلفي بهدوءٍ وأمضي ..
” يُصبحُ المرءُ بارداً لشدَّةِ ما إحترقَ ..!
” العِتابُ يا صاحبي هو تطهيرٌ للجرحِ ..
” فلا يصِحُّ أن تخيطَ جرحَكَ دون أن تُنظِّفه ..
” ولكنَّ الأمر مختلفٌ هذه المرَّة ..
” ليست كل الجروح قابلة للشفاء ..
“فأحيانًا يبترُ الأطباء العضو الذي أصابه التَّلفُ ..
” حفاظاً على ما تبقَّى ..
” وهذا بالضبط ما أفعله الآن .. أُلملمُ ما تبقَّى مني وأمضي ..!
” لستُ ضدَّ مراعاة المشاعر ..
” بشرط أن لا تُداس مشاعري في المقابل ..!
” ولستُ ضدَّ جبر الخواطر ..
” بشرط أن لا يكون كسر خاطري هو الثمن ..!
” قلتُ لهم مرَّةً ؛
” إذا وضعتموني بمقارنة مع أحدٍ فلا تختاروني ..
” فهذه إساءة لي ولو تمَّ إختياري ..
” فأنا لا أُقارِنُ ولا أقارَن ..!
” ثم إنَّ هناك ما هو أسوأ من هذا يا صاحبي ..
” وهو أنهم إختاروا غيري ..
” فأي بقاءٍ بعده ..
” وأي عتابٍ يجدي ..
” المهزوم لا يُعاتبُ .. ولقد هُزمتُ ..!
” يا صاحبي ؛
” عندي ثلاثمئةٍ وستين عظمة .. وقلب واحدٍ ..
” تركوا عظامي كلها .. وكسروا قلبي ..!
” ليتهم كسروا لي عظمةً ..!
” وتركوا لي قلبي لأحبهم به ..!
” والسّلام لقلبك ..
اوراق نفسية ،،، د. بشير الياس يكتب: عاتبتهم فقط هذه المرة
