تطل على اليوم ذكرى ميلادى وقد اكلت منها الحرب قرابة العامين، توقفت فيها عن كتابة هذا العمود {حكاوينا} الذي كنت أشارك به كل حين في صحيفتي الغراء «الأهرام اليوم» ، تحت اهتمام من صاحب صفحة الثقافة والفنون استاذي وصديقي الأستاذ محمد عبد الله يعقوب، متعه الله بالصحة والعافية ، وهو يواصل الأن عموده «الكاااارب» و« الدسم جداً» سفر القوافي بمنصة عبق نيوز ..
كثرت الحكاوي والحكايات التى عاشها الناس في ظروف الحرب ، فأصبح لكل منا سجلا ضخما لما مر به من ظروف واهوال ومواقف إنسانية مؤثرة، مبكية في معظمها و مضحكة أحيانا ..
خرجت من بيتى بمنطقة حلفاية الملوك في يوم الجمعة ١٦ يونيو ٢٠٢٣م وانا اقصد اولادى بالكدرو شمال لأوصل لهم بعض المال ، بعد ان تعثر التواصل معهم بالهاتف لخطورة الاتصال في ظل وجود المحتلين الدعامة ، وكذلك بسبب عطل في الموبايل الذي يحملونه ، ومما يحمد له ان التطبيق البنكي الشهير كان يعمل طيلة تلك الايام فلهم منا التحية والتقدير ..
خرجت وانا احمل غيار ملابس ليومين فقط بنية العودة ، وها انا اليوم لم تكتب لي العودة بعد مرور قرابة العامين.. ، وقد عاد من الأهل الى حلفاية الملوك إلا من ارتبطوا ببعض الامور التى تأخرهم عودتهم .. وانا بهذا الصدد أتقدم بشكري وتقديري لجهود والي الخرطوم الهمام وهو بالأمس القريب يشجع أهالي جيراننا بمنطقة شمبات الحلة بالعودة الى ديارهم بعد تطهيرها وتأمينها بواسطة الجيش وجنودنا البواسل المنتصرين دوماً بإذن الله.
وفي أثناء الحرب ، وانا (أطق الحنك) مع محدثي تذكرت عنوان قصتي الفائزة بالمركز الاول على مستوى الوطن العربي «خرج ولم يعد» العام ٢٠٢٢م ، حيث لم تمر شهور على إعلان الفوز حتى «خرجنا ولم نعد» حتى الأن..!؟ والحمد لله..
ومن طريف الحرب التى لم توقف حتى الأفراح ، ومراسم الزواج ان ذوى احد العرسان لما لم يجدوا تلك العربات الفارهة التى تنقلهم مع «شيلة الزواج» كما اعتادت معظم الأسر السودانية، فاضطروا ان تكون سيرتهم على عدد من عربات الكارو وسط زغاريد النساء والصبايا اللائي كن يرافقن السيرة وهن سعيدات بالركوب على (تاكسيات الغرام) !!
حكاوينا ○○○ حاتم الأمين داموس
