35.9 C
Khartoum
الخميس, سبتمبر 18, 2025

ثالوث الأمان لما يستقبل من الزمان ○○○ بقلم : محمد أبوزيد مصطفى

إقرأ ايضا

إن أرض السودان يكتب لها الأمان يوم ان تضع حرب الكرامة أوزارها وتتطهر من دنس الغزاة الوحوش، وتبسط القوات النظامية سلطانها على الثغور والحدود.
ولكن سوف تُمني بلادنا بحرب طويلة الأمد، ما دامت أرضها مليئة بالثروات المغرية، فمكر الطامعين لن يتوقف،وكيدهم سيستمر، مما يتطلب يقظة مستدامة، تحرسها مصدات ومطافئ في المرافي.

إذا امنت أرض الوطن فلسوف تصبح سماؤه مهددة مستهدفة من أعداء الخارج بعد أن استيأسوا من الداخل واختبروا الشعب علي الأرض فوجدوه ملتحماً ابياً عصياً. فليس أمامهم بعد هذا الخذلان الا ان يهددوا امن سمائه ليظفروا بنصر آفل لا محالة ، فإذا كانوا في الغزوة التي اعدوا لها منذ أمد بعيد، واجروا عليها اختبارات بالداخل وفي دول أخري، وقد كان سلاحهم هو ذاته نفس السلاح وهم (اعراب الشتات) لكنهم فوجئوا ان الشعب ليس هو من يقبل المهانة والاذلال والاستعمار، كيف لا، وهو صاحب حضارة عريقة ضاربة جذورها في عمق التاريخ وقد امتزجت دماؤه بكل جينات العراقة والاصالة، إذ هو {اصل البشرية، واصل الحضارة الإنسانية، واصل اللغة العربية} ، شعب بهذه المكونات لا يستهين به الا جاهل بالتاريخ، راسب في علم النفس الاجتماعي.

ربما يستخدمون هذه المرة سياسة الذراع الطويل عبر سلاح الجو، مما يحتم علي قيادة الدولة والقوات المسلحة ان تجتهد وبسرعة في اقالة عثرة منظومة الصناعات الدفاعية. وتطوير قدرات سلاح الجو بشرياً وتقنياً وسرباً، إسرائيل التي امتد ذراعها مرسلة وكلاءها ليسخروا المرتزقة والعصابات، هي الأخري متفوقة في المجال مما دعا الجارة لأخذ الحيطة والحذر وفي صمت ومن سكات فجأة كشرت عن انيابها واظهرت القوة المخبوءة التي قلبت الموازين واحدثت الذعر والصراخ.

الجواسيس العملاء اندسوا في المؤسسات والمنظمات علي حين غفلة وأحدثوا خللا كبيراً امتد من القاع الي القمة الأمر الذي اعيا من يداويه، إلا بالجراحة المؤلمة، أما وقد حدث ما حدث، فإن الأجهزة المعنية هذه المرة التي وعيت الدرس لسوف تقوم بتطهير الأجسام من الجراثيم المؤذية وتأهيل العيون ليكون نظرها سليماً معافي يري بعيون زرقاء اليمامة ويتحرك بسرعة طائر البطريق وهدهد سليمان صادقاً اميناً علي مملكته بعنقوديته المعهودة واخطبوطيته المرتجاة.

الخطة كانت مدروسة بعناية، إذ رتبت أمرها بعد الاستيلاء على السلطة واكتمال الاحتلال ان تتنادي إليها دول اقليمية ودولية بالاعتراف الفوري، وبذا يسدل الستار عن تاريخ وحضارة وشعب ودولة كانت ثم بادت،
تبدّي لنا كشعب من خلال المبادرات تلو المبادرات، والمؤتمرات وجلسات المنظمات الإقليمية والدولية المنعقدة في كل حين والتي كانت تخصص لمناقشة الشأن السوداني العسكري والسياسي والانساني مشفوعة بالمواثيق والقوانين الداعمة، والتحركات الدبلوماسية المحمومة للمبعوثين الدوليين، كل ذلك من أجل الالتفاف علي هزيمة الحليف لتحويلها الي نصر أو شبهه، وكذا اللحاق بانتصار الخصم لتحويله هو الآخر الي هزيمة أو انتصار منقوص، ولكن انتصرت الدبلوماسية السودانية القديرة المقتدرة مستشفعة ومستزيدة بالقوانين والمعاهدات واستخراج المتناقضات والمعايير المزدوجة التي احرجت واخرصت كل الخصوم.
الآن وبعد كل هذا الجهد المضني الذي ادي الي قلب المعادلة، خاصة بعد أن كسبت الدبلوماسية السودانية حلفاء اقوياء استنصرت بهم في افشال كثير من المؤامرات وتجاوزت عبرهم الفخاخ المنصوبة، فإن المرحلة القادمة تحتاج الي عملقة البعثات الدبلوماسية في الخارج وتوسيع مظلتها كماً وكيفاً لان الحرب القادمة ستكون مع الخارج أكثر من الداخل..

إن ثالوث {سلاح الجو، وجهاز المخابرات، والبعثات الدبلوماسية} يجب ان يكون له دور فاعل في المعركة القادمة، بل ولربما يكون مستداماً لبلد وشعب سيكون له شأن عظيم في المستقبل بعون الله وحفظه ورعايته

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة