في لحظات معينة من العمر، تعود بنا الذكريات إلى محطات صنعت وجداننا وساهمت في تشكيل وعينا، ومن بين تلك المحطات تظل المدرسة التي نهلنا منها العلم والقيم والمبادئ راسخة في وجداننا واستقينا منها القيم والاخلاق الكريمة واستمدينا منها الحق والحقيقة وليست هي مدرسة ابتدائية او ثانوية بل اقصد هنا المدرسة الفكرية التي شكلت شخصياتنا المحورية في المجتمع السوداني ، وأجد نفسي متأثراة وممتنة لحدث تاريخي حمل في طياته أسمى معاني الوفاء والعرفان لما انتجته الحركة الاسلامية من شخصيات تستحق الوقوف والتامل والاندهاش بافكارهم ورؤيتهم المبهرة في تنظيم الحياة العامة وصياغة الشخصية المسلمة ذات البعد الاخلاقي والحضاري والقيمي وتنظيم السياسة السودانية
ونحن ابناء الحركة الاسلامية اليوم نصطف في صفوف الجهاد الحق ونقدم ارتال من الشهداء والجرحي والاسري ونساء يحملن السلاح ويقودن التكايا ويضمدن الجراح وهم يكتمن النحيب والحزن علي من فقدن ويتجدد العهد بهم ونحن اليوم نتحدث عن مولانا احمد هارون ابن التبلدية والنخيل وهو يقود الحرب ويحقق النصر هو واخوته في حرب الكرامة وهم يكبرون ويهللون ويعقدون العزم اليوم الي فاشر السلطان التي تنتظرهم شامخة وصابرة ومحتسبة ومتاكدة انهم قادمون وبراؤون يارسول الله
وانتجته الحركة الاسلامية وصدرته للمجتمع السوداني مدافعا عن الحق وقائدا للفكرة وللعلم ومحبا لاخوانه وسندا لاخواته وصاحب راي سديد ومرعبا للعدوا استهدفته الجنائية وثبت ثبات الابطال وصدق الوعد وانتظر وما زال يحمل الشجاعة وسام علي جبينه والكلاش علي كتفه والنصر نور وضياء وهو كخالد بن الوليد في صولاته وجولاته في المعارك وفي محاور الاستهداف الجنجويدي القذر
ويعتبر مولانا احمد هارون امتداد لجيل الرساليين والاوفياء ابناء واخوان د.حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي ود.حسن عبدالله الترابي و هم الذين ارثواء ادبيات الادب والاخاء وقادوا التجديد وكتبوا علي صفحات التاريخ اروع المواقف واقوي البطولات واشرف التضحيات ولعل المجايلة امتداد لذلك الصفاء والنقاء الروحي المعتق بالاخاء والمحبة والسند وهذا ما لم يستطيع العالم اختراقه والنيل من نبل اخلاقه وفضائله لتفرقة الاخوان لان ما بينهم هو عهد وميثاق مكتوب بدماء الشهداء الاخيار وممهور بالاعتقالات والسجون والرهانات بالبقاء أو الزوال!!!
ومنتصرون ليست عبارة تطلق جزافا ولكن هو ايمان بيقين التحقيق والنصر المبين الذي نراه رؤي العين وقريبا باذن الله
ودعونا نحتفي اليوم بابن التبلدية والنخيل والنيل ومنزلته الامدرمانية ووجهته الاسلامية واهدافه السامية للزود عن الارض والوطن والشعب ويقاء الدين ونكرمه باخلاقه الكريمة ونبله ومجده وشموخه كشموخ جبل مرة وتوتيل
وما دايرالك الميتة ام رمادا شح
دايراك يوم لقاك
بدميك تتوشح
الميت مسولب والعجاج يكتح
احي علي سيفه البسوي التح
وهو مولانا احمد هارون القانوني الضليع الذي ادهش المحاميين وهو يسوق لهم مقررات الدفاع من داخل سجن كوبر والاعتقال الذي أعاد اليه ذاكرته القانونية وفطنته السياسية ، وله في المعتقل قصص وحكايات
تنظرها الاجيال وننتظرها لنوثقها في كتاب رواد السياسة السودانية وسفر حرب الكرامة وانتصار الجيش والمستنفرين والبراؤون والقوات المشتركة واعلان السودان خالي من الجنجويد والتمرد
ولعله وفاء لا يزول لأهل العطاء من اخوان الشهداء علي عبدالفتاح وعبدالحليم الليبي ومحمد الحسن ابنعوف واخرين كثر سنذكرهم وندعوا لهم دوما ما بقيت حياة
والتحية لمولانا وصحبه الكرام والنصر لقواتنا وسوداننا الحبيب
دمتم بالف خير🌹


