29 C
Khartoum
الأحد, ديسمبر 14, 2025

شهداء جبل الأبايتور… منارات المجد ورايات العز … خليفة جعفر على .. …يكتب

إقرأ ايضا

في صباحٍ مضمّخٍ بالفداء، ومساءٍ معطّرٍ بعبق الشهادة، ودّعت أرض السودان الطاهرة، اليوم ١٨ مايو ٢٠٢٥، ثمانيةً من أطهر الرجال، ترجلوا عن صهوة الواجب وارتقوا إلى ربهم في حادث الهجوم الغادر بمسيراتٍ إماراتية استهدفت جبل الأبايتور بمنطقة البطانة. هؤلاء هم رجال درع السودان، سيوف العدل، وحصون الكرامة، استشهدوا في سبيل الوطن وعلو رايته.

قائمة الشرف والخلود:

المقدم سند عبد الله العوض، المستشار القانوني لدرع السودان بقطاع الجزيرة – رفاعة، رجل القانون والشرف، خريج المبادئ والمواقف.

جعفر محمد عبد الرحمن (أبو سامية)، من قرية العزيبة، أحد المخلصين الصامتين، الذين يعملون بصمت ويضحون بعظمة.

الرائد عمر محمد علي، من الصقيعة/رفاعة، فارسٌ لا تلين له عزيمة.

الملازم مدين عثمان سر الختم، ابن رفاعة، شاب الوطن المضيء بأحلامه وطموحه.

محمد وهبي محمد مردس، من قرية جُبُر، الجندي المجهول الذي كتب اسمه في دفتر الخلود.

المصور الشيخ السماني (شيخو)، من شرق النيل، عين الوطن التي كانت ترصد وتسجل الحقيقة.

الصديق الشريف معروف، من قرية الرواشدة، صاحب السيرة النظيفة واليد البيضاء.

فتح الرحمن محمد عبدالله كرور، أحد النبلاء الذين لم يتراجعوا يوماً عن درب الشرف.

وقد وُرِيَ جثمان خمسةٍ من الشهداء في مقابر الشيخ طه بتمبول، في مشهدٍ مؤثرٍ تنحني له الجباه، وتذرف له العيون، وترتفع فيه الأكف بالدعاء أن يتقبلهم الله في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

لكم المجد يا شهداء، ونحن على دربكم سائرون…

وفي ذات السياق، نسأل الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يعوّضهم عن آلامهم رفعةً ورفقاً ونصراً. فهؤلاء الأبطال قدّموا أرواحهم مهراً لوطنٍ يستحق كل غالٍ.

كلمات في حق العقيد أركان حرب يوسف البلال: العقيد يوسف البلال، قائد تكتب صفحاته بالذهب، هو ابن الميدان، ورفيق المعركة منذ أن بدأت حرب الكرامة ، ولا بد أن تذكر هيئة الاستخبارات التي كانت، ولا تزال، العين الساهرة والسهم الدقيق لإجراءت الأمن والسلامة يثبت هذا ما فعلوه في إدارة الأزمة واحتواء الموقف بعد الاستهداف مباشرة، لهو دليل على عظمة التدريب، ونقاء العقيدة القتالية، وسمو الولاء.

زيارة القائد كيكل إلى جبل الأبايتور: أن يتحرك القائد كيكل إلى الجبل بعد ساعات فقط من الهجوم، فذلك ليس مجرد عمل عسكري، بل هو رسالة. رسالة مفادها أن القادة ليسوا بعيدين عن الصفوف الأولى، وأن الجرح واحد، والقلب واحد، والوطن فوق الجميع. تلك الزيارة كانت بلسمًا للنفوس، ومصدرًا للطاقة المعنوية، تثبت أن الحق لا يُغتال، وأن درع السودان باقٍ، ما دام فيه رجال كهؤلاء.

ختاماً…
أيها الشهداء، نمتم في أعلى مراتب العز، وستبقى دماؤكم قناديل طريقٍ لا يُطفأ، ونقطة انطلاق نحو سودانٍ لا يُستباح.
ويا وطن، إنْ مات أبطالك، فإنهم أنجبوا أبطالا جُدُد، لا ينامون على المذلة، ولا يقبلون الهوان.

“اللهم تقبّل الشهداء، واشفِ الجرحى، وبارك في قادتنا، وثبّت أقدام رجال القوات المسلحة وقوات درع السودان…”

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة