نحن في السودان دولة مثل غيرنا نجتهد في بناء مجتمع ودولة وفق الإرث والتطور التاريخي الخاص بشعبنا وامتنا..
والخارج يمور ببناء مؤسسات اممية تمثل حكومة عالمية يراد لرؤيتها وبرامجها وهياكلها ان تتنزل الي الخارج مُنجّمة، من أجل شد الوثاق واحكام الرباط لتحقيق التبعية ومصالح السادة المتفوقين الغالبين..
الداخل يُفرِغُ جهدَه بسعيٍ دؤوب ليحقق التلاحم والترابط والوحدة الوطنية لتحقيق السيادة والاستقلال..
والخارج يفتأ يرقبُ ويتابع حتي يُفتت ويمزق اي محاولات لوحدة الصف والشعار والوجهة التي لا تتسق مع المخطط الهندسي الذي ارتسمه ويحرسه بقوة..
الحكومة العالمية لها هوية غير تلك التي تخص كل دولة علي حدة ولا تشكل حبة في المسبحة،، كما ولها ثقافة خاصة في الماكل والمشرب والملبس، والأسرة والعائلة، والتعبير والفنون وغير ذلك كثير وكثير مما خططه الآباء المؤسسون والمستتبِعون..
هذه المنظومة العالمية لها مؤسسات اممية للقانون الدولي (المجلس العالمي لحقوق الانسان) ومحاكمه القضائية (محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية) وشرطته السِرّية (الانتربول) ، وجهاز امنه (مجلس الأمن الدولي) ، بل وجيشه الذي يتدخل لحمايته،،
كما وأن لها منظومات مكتملة الأركان من الوزارات الدولية في مجالات التعليم (اليونيسكو)،، والصحة (منظمة الصحة العالمية)،، والزراعة (الفاو)،، والسياحة (المنظمة العالمية للسياحة)،، والبيئة (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)،، ولرعاية المبدعين (المنظمة العالمية للملكية الفكرية)،، وأما في عالم المال والاقتصاد فيوجد (صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي) و(ومنظمة التجارة العالمية)،، وغير ذلك مما يغطي كافة المجالات والأنشطة ويستوعب المستجدات والتحديثات المتحركة..
هذا النظام العالمي مدروسٌ ومحروسٌ، وله انياب وخناجر، تتوجه بلا رحمة صوب كل متمرد علي هذا النظم الذي استخلفته واستخلصته وصنعته نخب الحربين العالميتين،،
ولذلك فإن الحناجر لا تقوي علي مواجهة الخناجر،، وإنما الواجب الكفائي والعيني يجب أن يتفاعلا للمقابلة والتكافؤ المدروس والذي يقفز خارج صندوق التغني والتباهي بالتاريخ، وينبري لا ليَقُل( كان ابي) ، وإنما ليقول( ها انا ذا) ، ويتفاعل مع المنظومات ذات الطابع المعولم بما يناسبها، (ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض)،،
إن التورم والانتفاخ الأجوف لا ينتج الا اصواتاً مجلجلة، وضجيجاً بلا طحين،، إذ ليس هذا زمان الصراخ والعويل، بقدر ما هو زمان الطحين والعجين، فاعدوا لهم مثلما يعدون لكم، وخالطوهم ليتميز لكم الخبيث من الطيب،، أما الهروب، والاعتزال من وراء الحجب والحجرات، فهذا لا يجدي نفعاً..
ومن لا يمتلك حاضنة داخلية متينة وحصينة، فإنه ولا ريب سيكون صيداً سهلاً لحواضن الخارج الذين يجيدون مكر الاستقطاب والاستلاب، وسرقة الضمائر وغسل الأدمغة،، فلابد من مواجهة الخناجر بالخناجر، والحناجر بالحناجر (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)