الهروب والخوف والوجوه الكالحة البئيسة الواحلة في الكآبة، مشهد يختصر لمن يري الاحداث والأشياء ويسمع وقعها، عظم (النهاية المزرية) لقطعان التمرد (الخرقاء)، وكيف تجرعت كؤوس الهزيمة و(لعقت القتل) الذي تستحقه واستقرت تحت التراب تلفها (أكفان) منسوجة من القبح والدناءة والوحشية والوضاعة..ثم تأتي معركة صالحة في شكل (صاعقة مدوية) لتقضي علي مابقي من الجرذان (المختبئة) في البيوت والأزقة..ومن نجا منهم يحدث عنه لسان (المنبوذ بقال) وقد تاه في صحراء مصيره (الأسود)، يترقب أن (تلتهمه) رصاصات من أحد أشباهه في مليشيا الأوباش، فتهوي به بحول الله وقدرته في جهنم وبئس المصير…ومعركة صالحة هي خلاصة (الدروس العظيمة) التي تلقاها الأوباش من (فرسان) الجيش الباذخ ومن (الأسود) المقاتلين الآخرين تحت رايته وقد اكتسوا جميعهم بالشرف والمجد والرجولة والثبات..!!
ومعركة صالحة كتاب جديد في (عبقرية) القتال، يصدر من لدن هؤلاء الضباط والجنود المقاتلين بمختلف مسمياتهم، ويضيفونه لمدرسة (العلوم العسكرية) في وطنهم وليكون (مرجعاً متاحاً) لكل المدارس العسكرية في العالم، وقد شهد منها خبراء بالحرفية القتالية (العالية) لجيش السودان و(قدرته) الفائقة في تخطيط العمليات الحربية، وهي (شهادة مستحقة)، ربما أن أوباش التمرد قد سمعوا بها واكتشفوا مدي (ضحالتهم) أمام جيشنا القومي وأنهم كانوا بالفعل يناطحون (صخوراً فولاذية)، تكسرت عليها قطعانهم وتمزقت (إرباً إرباً) وهل كان أصلاً بالإمكان أن تصارع الفئران الأسود..؟!!…فمن صالحة والخوي وجبل موية والمدرعات وغيرها من معارك الخرطوم والجزيرة والنيل الابيض، مايكفي أن تكتب (المجلدات) عن فنون القتال وصناعة النصر التي يهديها جيش السودان (بسخاء) لكل من يرغب، ومنه سيأتي المزيد كلما أطل (متنطع ومغامر) علي هذا الوطن (الوثاب) وشعبه الحر الأبي..!!
والآن تضحك سماء الخرطوم وتصفا بعد أن (تطهرت) من رجس الأوباش الأنجاس..وغداً يكتمل بدر التمام فيها وتسطع (شمس المجد) والنهارات الوضيئة، وتدب الحياة و(تنتعش) الشوارع التي (لاتخون) من مشوا عليها من أبناء وبنات شعبنا الشرفاء..ثم هناك علي أرصفة (الخيانة والعمالة) يعاقر المغيبون الأرزقية كؤوس (الحنظل والخيبة)، وهم في (غيظ) قاتل يشاركهم فيه (أولياء نعمتهم) الذين قادوهم (كالأنعام) ليخاصموا ويخونوا وطنهم وشعبهم…ألا تبت أياديكم ياعملاء وتب شتاتكم وخابت مساعيكم ..!!
سنكتب ونكتب…!!!