خلال فترة سيطرة قوات مليشيا آل دقلو الإرهابية على محلية ام رمته، عانى المواطنون من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية، حيث أُغلقت المستشفيات والمرافق الخدمية والتعليمية، وتعرضت الأسواق والمحلات التجارية للنهب والسلب، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية والخدمات الطبية، ومع تحرير المحلية، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها، حيث أستأنفت الأسواق عملها بصورة كبيرة من خلال عودت التجار لممارسة نشاطهم التجاري، وهذا الأمر يشير لتحسن الأوضاع الأمنية بإستعادة الاستقرار في المحلية.
• لقد عاشت ام رمته ايام عصيبة إبان تواجد مليشيا أسرة دقلو الإرهابية في مناطقها حيث توقفت عجلة الحياة في كل جوانبها تماماً وتعرضت اغلب مؤسساتها الي التخريب الممنهج من مستشفيات ومراكز صحية وحتى مؤسسات الزراعة المورد الرئيسى لم يسلم من التخريب وأصبح الوضع متردي كثيراً من ناحية توفر الخدمات الضرورية التي تساعد في استقرار المواطن، مما يتطلب إعادة البناء والتعمير لإستعادة الاستقرار للمواطنين ما بعد التحرير وهي تحديات كبيرة أمنية واقتصادية وخدمية، إذ لابد من إحداث تطور كبير في معاش المواطنين يقابله إهتمام متعاظم بقطاع (الصحة والتعليم) علاوة على ما ذكرت آنفاً تعزيز الأمن والطمأنينة حتى يشعر المواطن بالارتياح والسعادة والأمن، مع إيلاء الخدمات الأساسية حيز كبير من العناية والاهتمام لجوانب ومناحي التنمية المختلفة، من إعادة إعمار ما دمرته الحرب على مختلف الأصعدة إقتصادية وإجتماعية وثقافية لكي تسهم اسهاماً كبيراً في استعادة الاستقرار والتنمية للمناطق والقرى والحلال والتي تفتقد في غالبها الأعم لمقومات الحياة لتصبح أفضل من حيث الخدمات المتاحة والمقدمة وفق رؤية صائبة تراعي المصلحة العامة للمواطنين بإنتهاج نهج قويم يراعي التوزيع العادل للتنمية، ولتحقيق تنمية مستدامة لابد من التفاكر برؤية علمية لتحقيق التعافي الاقتصادي المستدام لأم ام رمته، ويشارك في وضع هذا التصور نخبة من الخبراء من أهل الاختصاص بالمحلية وهم كثر… وإستجابة لضروريات حتمية فرضتها تداعيات الحرب والتي تسفرت عن واقع يتطلب معالجات اقتصادية آنية عاجلة وأخرى مستقبلية متوسطة المدى لتحقيق عدة أهداف أهمها تحليل وتشخيص الوضع الاقتصادي الراهن الناجم عن تداعيات الحرب المستمرة في السودان وبوضع رؤية واضحة لحلول عملية تسهم في معالجة التدهور في الخدمات ولتحسين الأداء على أن يتم ذلك وفق برنامجين أحدهما إسعافي عاجل والآخر متوسط المدى.
• من الملاحظ أن الكثير من المشكلات في الوقت الراهن تعد انعكاسات للتراكمات وتأثيرات طويلة، فخلال تلكم الحقب الماضية طرأت على المحلية تطورات كبيرة وعميقة، لتتناسب انعكاسا لتطورات اقتصادية واجتماعية، وعلى وجه التحديد، والتأثير، فأثرت بشكل سلبي على جوانب الخدمات المقدمة لمناطق المحلية ونسيجها التنموي بكآفة جوانب التنمية المتعددة، يتمثل جل هذه المعضلات في عدم وجود رؤية محددة للتنمية بجود برنامج موضوع لتحقيق التنمية ومتطلباتها.
• بات في حكم المؤكد من التجارب السابقة عدم الإستفادة القصوى من الامكانيات الموجودة وتفجيرها نفعاً طيباً لأهل ام رمته من خلال إشراك المجتمعات المحلية السياق الريفي لعملية التنمية المتوازنة في مجال الزراعة والصحة والتعليم والرعي، ولكن الملاحظ أن الأزمة الحقيقية تكمن في مكون ام رمته بعدم وجود رؤية تنموية وخطه مشتركة للنهوض والتقدم وهي إزمات نقولها بكل صراحة أزمة ضمير في المقام الأول وليست ازمة (حكومات) كما يدعي البعض ولا (دخل قومي) كما يعتقد الآخرون ولا (انتاج) ما يتوهم البعض، إنما يرجع جل ذلك إلى فساد العقول الضمائر وبروز آفة الحسد والنظرة المناطقية الضيقة والغير مبرره إطلاقاً عبر المحاولات المستميتة هنا وهناك للنيل من البعض،
والشواهد كثيرة طوال الفترات الماضية، كل هذه الأشياء المقعدة عن ركب التقدم هي التي ساهمت في اقعاد (ام رمته) ردحاً من الزمن من النهوض والتقدم (كونوا سواعد للوطن لا تكونوا متفرجين) الأوطان تبقى قوية بوعي شعوبها.
• مرحلة ما بعد التحرير تختلف كلياً ما قبل الحرب والتحرير وهي تحتاج إلى الوحدة والتضامن وتقديم رؤية تنموية تخاطب كل مشاكل المناطق من الخدمات وتقديم مراجعة شاملة لكل مفاهيم الفشل
وتحويل مسار الفشل المتكرر إلى سلسلة من النجاحات العظيمة لو فقط توفرت قوة العزيمة والإرادة القوية والوحدة… لذلك يجب ان لا نستسلم مهما كانت الصعوبات لنهض ونواصل مسيرة البحث عن آفاق التنمية فبتضامنها نصبح اقوىاء أشداء، وإحسب إنهاالطريقة المثلى للتعلم من قراءة الحياة، بالإستفادة من التجربة وما صاحبها من إخفاقات، وبعدم تغيير تلك النظرة تقعدنا الي ما نحب فيه الآن وبخلاف ذلك لن نترقي ونتقدم (قيد أنملة)
فالذي يبني الوطن هو الشعب وليس الدولة.