31.5 C
Khartoum
الأحد, يونيو 8, 2025

مسارب الضي .. د محمد تبيدي : الخرطوم تنتصر للكرامة والصحة والوالي يهزم الكوليرا بخطة حاسمة

إقرأ ايضا

في خطوة تاريخية تؤرخ لفصل جديد في سجل الإنجازات التنموية والخدمية بولاية الخرطوم، تمكن السيد أحمد عثمان حمزة، والي ولاية الخرطوم، بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة الولائية متمثله في وزير الصحة المكلف لولاية الخرطوم د. فتح الرحمن محمد الأمين والوزارة الاتحادية، من دحر وباء الكوليرا الذي كانت تلوح ظلاله على العديد من أحياء العاصمة. لقد جسّد هذا النجاح نموذجاً للمسؤولية الميدانية والتنسيق الفاعل بين الجهات الحكومية والطبية، مؤكداً أن إرادة العمل والإصرار على حماية صحة المواطن تتغلبان على أصعب التحديات.

منذ توليه مهام وحدة القيادة، حرص الوالي أحمد عثمان حمزة على ترجمة توجيهات القيادة السياسية العليا إلى إجراءات عاجلة وشاملة، فكان أول خطوةٍ فتح خط اتصال مباشر مع قيادة وزارة الصحة الاتحادية، لتشكيل غرفة عمليات مشتركة، تضم خبراء في مكافحة الأوبئة وإداريين صحيين يمثلون الحكومة الولائية والاتحادية. وبذلك جرى وضع خطة عمل تتضمن نشر وحدات متنقلة للاستجابة السريعة، وضمان تزويدها بكافة التجهيزات الطبية والإمدادات اللوجستية الضرورية.

على المستويين الرسمي والشعبي، حظيت هذه الخطة بإشادة واسعة، فقد أشاد أطباء ومختصون بدور الوالي في تذليل العقبات البيروقراطية، وتسهيل إجراءات المرور أمام فرق التدخل السريع داخل الأحياء الأكثر تضرراً. وأكدوا أن هذا التنسيق قلما نشهده في دول الجوار، حيث يؤمّن التناغم بين السلطات المتعددة وتفادي ازدواجية الإجراءات، الأمر الذي جعل الاستجابة أكثر سرعة وفعالية.

كما كان لاهتمام السيد الوالي بأوضاع العاملين في الميدان وقع خاص؛ فقد تابع بنفسه توفير المستلزمات الوقائية من ملابس وأدوات تعقيم للكوادر الصحية، وحرص على تذليل صعوبات تنقلهم بين المرافق الصحية والمراكز الميدانية، مما برهن على تقديره الشخصي للتضحيات التي يقدمها هؤلاء الأبطال. وبموازاة ذلك، أطلقت وزارة الصحة الولائية حملة توعوية واسعة، تجاوزت حدود العاصمة لتشمل الضواحي والمناطق النائية، حيث أخذت في الحسبان العادات والتقاليد المحلية، واعتمدت على اللغات واللهجات القريبة من الجمهور، ما ساهم في استجابة المواطنين وإقبالهم على التعاون مع فرق الرصد والمراقبة الوبائية.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة الاتحادية على أن تجربة ولاية الخرطوم تحت قيادة الوالي أحمد عثمان حمزة ستكون نموذجاً مرجعياً لتطبيقه في الولايات الأخرى، لافتة إلى أن سرعة اتخاذ القرار والمرونة الإدارية كانت من أهم أسباب احتواء الحملة والقضاء على بؤر المرض. وبيّنت أن جلسات التنسيق الدوري التي عقدت في الخرطوم ضمّت ممثلين عن المنظمات الدولية، التي أثنت على الشفافية في تبادل المعلومات واليقظة الدائمة للكادر الطبي الميداني.

وقد شهدت ساحات العاصمة أجواءً من الاطمئنان والفرح لدى انحسار حالة الخطر؛ إذ بدأ المواطنون يستعيدون نشاطهم اليومي ويزورون الأسواق والمرافق العامة بثقة متجددة في قدرة الدولة على الحفاظ على صحتهم. وقد غدت محطات ضخ المياه ومراكز التعقيم في كل حي رمزاً للتلاحم بين الحكومة والناس، تعبيراً عن نجاح الجهود المشتركة في افتكاك الحياة من براثن هذا الوباء.

ولئن بدا النهاية المنتصرة لوباء الكوليرا تتويجاً لمهام ميدانية وتنظيمية، فإنها في جوهرها شهادة جديدة على نهج القيادة الحكيمة التي يقودها السيد أحمد عثمان حمزة، وما يتسم به من جهد مستمر وعطاء متجدد لخدمة الإنسان وإعلاء قيمة الصحة العامة. واليوم، وقد اعتُمدت وشهادات الأطباء صادرة بأن الولاية باتت خالية من أية بؤر نشطة، ترفع ولاية الخرطوم الراية عالياً في سماء الأمان الصحي، شاعرة بفخر يليق بمن كان رائد هذا الانتصار على أرض الواقع.

وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة