قال أبو الطيب المتنبي :
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ۔۔ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ ۔۔ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ ۔۔
فكل أهل السودان يحتاجون الى دعم من ديوان الزكاة ، ويستحقون الصدقة في حياتهم اليومية دون انتهاكات للمليشيا وافقارها لهم بالسلب والنهب ،اوالمناسبات أو الطوارئ أو المفاجآت الأخرى ، آنية أو لاحقة ، فقد بلغ صلف المليشيا سقفا بعيدا في تخريب بلادنا بل اكبر من السيل حين يبلغ الذبى ، مثلما ماكان فيضان النيل يجتاح بيوت الطين والقش والحصير التي تحاصر ضفتيه من حدوده الدنيا الى العليا في الولاية الشمالية الشامخة برجالها .
فهذا الفقر والعوز و( الجري ورا الرغيف)جعل الناس لايدركون أن اياما معدودات تفصلنا عن سماع تكبيرات عيد الأضحى المبارك ، فبعضهم يقول لك ( يا شيخنا انت مانصيح .. عيد شنو البتحسب أيامو ونحن ما لاقين غموس الليلة ) وآخرون أقل إحباطا يقولون ( غايتو بنلقى ناس من أهلنا ضابحين نسوق شفعنا ونعيد معاهم وما في حل غير كدا ) وفئة ثالثة تفتي بقولها ( والله لو أبيع التلاجة والتلفزيون بى فت حمل مامكن أفوت الشعيرة) ۔
علما بإن ثلاجته موضع القسم يعود تاريخ إنتاجها الى العام 1979م أما التلفزيون فهو من ماركة سوني الذي يعمل الرسيفر فيه بوصلة الفيديو القديمة جدا ، وأن باعهما مجتمعين سيحصل على 140000 جنيه كأعلى سعر ( وزدناه شوية موية ) فإن سعر أصغر الخراف ( دفعة شفع الروضة ) يزيد عن هذا المبلغ بثلاثمائة وخمسين الف جنية حسب أسعار العشرين من مايو المنصرم ۔۔ ( وجاري لاحق شنو والله ما عارفين زاتو) ،
إذن ثلاجة ( القسم ) زائد تلفزيونها غير مبرئة للذمة في إمتلاك حمل (بج) كما يقول يصفه أستاذنا الصحفي الراحل ومعلم الأجيال كمال حسن بخيت ( رحمه الله ) ۔
علما بأن هذا البج لايضحي حتى في العام القادم إن تم الحصول عليه الآن ، وهو يكفي وجبة لثلاثة من( الإكيلة) من ( وزن الريشة) بحسب أوزان الملاكمة ، ورحم الله أخانا في الإسلام محمد علي كلاي .
فهل إستعد ديوان الزكاة الإتحادي لفقراء الخرطوم أولا ومن ثم لفقراء السودان ؟ وهل لديه خطة محكمة لتنال كل أسرة في صباح أول أيام العيد السعيد عدد ( واحد كيلو جرام من الضأن ) السوداني ذو الشهرة العالمية ، بعد أن نالها بسبب دخوله طوعا في ( بطون ) الحبان والجيران بفضل حقائبهم الدولارية التي يسيل لها لعاب الرعاة وبنك السودان وجبريل ابراهيم بدون كدمول طبعا والموازنة العامة ، ولا يمكن أن يقتات من هذا الضأن أحد من العامة ۔
إذن على الديوان أن يحول أضاحيه المنادى بها ككأس أفريقيا من لاعبي المنتخب القومي وأمم أفريقيا لي ناس قريعتي راحت ( مريخ – هلال – أمل عطبرة – أهلي شندي – نسور – مريخ الفاشر – هلال دمازين – أهلى مدني – رابطة كوستي ووووو) وخارج القوسين هلال السودان ( لسة فيهو رقشة ) والموردة بتلعب ( أعاد الله صحتها ) ،
نعود لديوان الزكاة نصير الفقراء في السودان ( وحده) فعليه أن يحول الأضاحى المخصصة للفقراء الى ( بقر) عوضا عن ( الضأن) حفاضا على النظام الغذائي لجموع المساكين حتى لا تستنكر ( بطونهم ) فتحدث أزمة في عقار ( الفلاجيل ) – والمعنى واضح .
سألني جاري بهل تجوز الأضحية بـ( النعجة ) ؟ وهو يمتلك نعجة منذ عامين أنجبت رضيعا ونشأ في الكوش ومكبات القمامة حتى كاد أن يبلغ الحلم ليصبح خروفا ( محترما) ولكنه أضطر لبيعه بسعر عال لرجل في الشارع المقابل له ليصبح ( كرامة ) في اليوم الثاني من وفات زوجته فغطى له الراحل (هدوم ) المدارس وعيد الفطر لعياله و( ما قصر معاه) ۔
فقد أبلغني حينها بقوله ( والله خروفي الصغير ده وقف معاي أكتر من أخواني ) .
قلت للجار ( ابونعجة ) بأنني لست فقيها ونصحته أن يسأل الفقهاء – وهم كثر هذه الأيام – وزدت في نصيحتي بأن يترك النعجة بلبنها القليل هذا لأبنائه ، وأن يحسب (حسابات) للزمن فربما اتتك المنية فجأة فلا يجد أهل بيتك ذبيحة لـ(الكرامة) فهز رأسه وقال لي ( معاك حق والله الموت أهم ) .
لقد أخافني الرجل بعد أن أدخلني في قائمة الفقهاء سريعا ، ولكنني في الأساس لا أحب ذبح الإناث فهذه سياسة دولة ويجب أن تنفذ في جميع الأحوال ۔.
خروج اخير
ونحن ندخل السنة الثالثة للحرب الملعونة وقد دمرت المليشيا دور الصحف جميعها ونهبت محتوياتها وسرقت المطابع ورحلتها الى دول الحوار واصبحنا نحن قبيلة الصحفيين بلا رواتب وبلا دليل هاد ، فإتحاد الصحفيين في الخارج ، ونقابة الصحفيين في الخارج وملاك الصحف في الخارج أو في العاصمة الإدارية بورتسودان ، فأسقط في ايدينا نحن الصامدون في ولاية الخرطوم ، لامعين لنا الا الله عز وجل ، نهبت منازلنا بعد ان اخرحنا منها فليس لدينا مال ولاثاث ونقطن في منازل الآخرين كالخفراء تماما ورغم ذلك لهم منا الشكر والتقدير فقد أوتما منازلهم بعد ان فروا من صوت المدافع وسقوط الدانات ، فهل يفعلها وزير الثقافة والإعلام الاستاذ خالد الإعيسر ويجد لنا بندا في ميزلنية وزارته يزيل به غبن لسنوات الثلاث لنمتلك فقط اربعة أسرة ( بي لحافاتها ) لتصبح ( روابا ) نبني عليه عليه اثاثا لمأوى نعيش فيه ، فقد تحررت الخرطوم وغدا سيأتي من نقيم في منزله وعلينا أن نكون في وضع الإستعداد للمغادرة دائما ۔
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ونحن بلا دار أو خراف أواثاث !!
