ويحكي الدكتور محمد الخواجا الطبيب النفسي قائلا :((
في إحدى حلقات الكاميرا الخفية، لعب الممثل دور جزار خشن، ووقفت أمامه امرأة فقيرة مع ابنتها الصغيرة، تحمل نقودًا قليلة بيدٍ ترتجف.
طلبت شراء كيلو من اللحم، فأعطاها الجزار كمية من الدهن والفضلات، كما تقضي حيلة الحلقة، ووضعها في كيس بلاستيكي دون أن يعلّق، ثم واصل عمله.
نظرت المرأة إلى الكيس في حيرة، ولم تجرؤ على الاعتراض.
قالت الطفلة لأمها: “هذا ليس لحمًا!”
فردّت الأم بصوت خافت: “أخاف أن أتكلم… شكله يخيف”.
بعد لحظات، ظهر احد الممثلين المساندين في نفس المشهد، واشترى لحمًا، وتلقى نفس المعاملة.
لكنه لم يسكت، وتوجه للمرأة وألحّ عليها وشجعها على الاحتجاج، وقال لها: “هذا لا يليق، علينا أن نرفض”.
لكن المرأة استمرت في التردّد والخوف.
قالت له: “تكلم أنت”، فقال لها: “سأتكلم إن ساندتِني”. وكرر الرجل الالحاح عليها بعدم تقبل الأمر.
وهنا، وبدون مقدّمات، أمسكت المرأة بالكيس وقذفته في وجه الرجل اللحوح، وليس الجزار، وهي تصرخ بعصبية شديدة!
لكن السؤال هو: لماذا غضبت عليه هو؟
مع أنه لم يظلمها، بل حاول أن يساعدها.
الجواب: لأنها لم تحتمل أن يُواجهها أحد بحقيقتها.
لم تستطع أن ترى نفسها خائفة وضعيفة، فغضبت على من ذكّرها بذلك، لا على من ظلمها فعلًا.
وهذا ما يُعرف في علم النفس بـ”الإزاحة”:
حين نخاف من الشخص الحقيقي الذي سبب لنا الأذى، فنصبّ غضبنا على شخص أضعف، أو أقرب، أو آمن.
وهذه الحيلة النفسية شائعة:
الزوج يفرغ غضبه في زوجته،
الزوجة تغضب على أولادها،
الأولاد يكسّرون ألعابهم،
والألعاب تبقى مكسورة، بلا صوت.
لكن حين تستخدم هذه الآلية النفسية من قبل جماعات أو أنظمة، فتصبح تواطؤا ًوتضليلاً لا مجرد حيلة.
وهذا ما نعيشه اليوم بوضوح في واقعنا:
كثير من الناس لا يطيقون من يُشعل النور في الغرفة المظلمة، لأنهم اعتادوا على الظلام.
يهاجمون من يقول لهم: أنتم تستحقون أفضل… لأن هذه الجملة تضعهم في مواجهة سؤال صعب: “لماذا رضينا بالأقل طوال هذه السنين؟”
حين يأتي من يطالب بالإصلاح، لا يُقابل بالتأييد بل بالاتهام.
وحين يتحدث أحد عن الكرامة أو الوعي أو التحرر، يُقال له: “تنظير، مثالية، تخريب، فتنة…”
الناس غالباً لا تهاجم الظالم لأنه مخيف أو قوي أو يملك السلطة، لكنهم يهاجمون من يذكّرهم بأنهم سكتوا، بأنهم شاركوا في القبول، وساهموا بالصمت، وبنوا جدار الذلّ بأيديهم.
بمعنى آخر:
المجتمع لا يعاقب من أفسده، بل يعاقب من فضحه.
لا يواجه من سرق خبزه، بل من سأله: لماذا رضيت الجوع؟
لذلك، في كثير من مجتمعاتنا، يكون الناصح هو العدو، والصامت هو الحكيم، والمجرم هو “الواقع الذي لا مفرّ منه”.
نحن لا نرتاح لمن يوقظنا، لأن الاستيقاظ مؤلم.
لكننا نطمئنّ لمن يخدّرنا، حتى لو كان سارقًا أو كاذبًا… فقط لأنه لا يطلب منا أن نتحرك. )) ۔
خروج أول
هذا هو حالنا منذ ان سمى السيد رئيس مجلس السيادة البروفيسور كامل إدريس رئيسا للوزراء ، اذ ظهر عدد من شذاذ الآفاق يقللون من قدرات البروف وآخرين يأتون بفيديوهات مدبلحة لشخص من الحنسية المصرية يرقص في حفل خاص ويقولون انه رئيس وزرائكم الجديد ، وغيرهم يتنبأون له بالفشل الذريع ، وبعض الفاشلين المجربين في الوظائف الحكومية سابقا وفي أكثر من مرفق اتحادي او ولايي ظهروا ككتاب اعمدة وأخذوا يوجهون عالمنا كامل ادربس في كيف يدير دفة البلاد ، وهم غي الأصل أس البلاء الذي بسببه قامت ثورة ديسمبر المقبورة ، بينما سكارى اوروبا من المعارضين السودانيين قالوها بوضوح مفضوح ( لا يحق للبرهان تعيين رئيس وزراء لأنه تعيين غير دستوري ) ونقول لا تآخذوا السكارى بما يقولون ۔
خروج أخير
بعض الواهمون من ادعياء السياسة من الناشطين ومن كبار السن بكل اسف يريدون ان يطبقوا المثل الدارفوري في حكم البلاد حسب امزجتهم الخربة وهو ( تشربي ولا نكسر قرنك ) ، فعلى دولة رئيس الوزراء البروف كامل ادريس ان يجد مكانا ل( تالف المكنة ) وهي النسخ التي تخرج معيوبة من مطابع الصحف وملطخة بالحبر ولايمكن بيعها للجمهور والمعنى واضح ، فهم كثر في سوداننا الحزين ۔
سفر الثوافي محمد عبدالله يعقوب كامل ادريس و توالف المكنة و( تشربي ولا نكسر قرنك ) !!
