1. مقدمة:
تُمثل قرية غبيشة في ولاية القضارف نموذجاً للقرى السودانية الواعدة، حيث تُقدِّر الدراسات الميدانية (مثل تقارير منظمة الفاو 2023) إمكاناتها الزراعية الفريدة. هذا المقال يطرح رؤية تنموية قائمة على تحليل واقعي لإمكانات القرية البشرية والاقتصادية.
2. نبذة تعريفية عن غبيشة:-
– في ربوع ولاية القضارف، حيث تلتقي خصوبة الأرض بإرادة الإنسان، تقف قرية غبيشة شاهداً على إمكانيات هائلة تنتظر الفعل الحقيقي. نهضتها لن تُبنى بالخرسانة وحدها، بل بالاستثمار الجاد في أبنائها وبناتها. التنمية البشرية ليست خياراً هنا، بل هي الجسر الوحيد نحو مستقبل يُزهر.
2.1 الموقع الجغرافي:-
– تقع غبيشة ضمن نطاق ولاية القضارف الشرقية، المعروفة بكونها سلة غذاء السودان. تتميز بموقعها ضمن السهول الفسيحة المحيطة بمدن وقرى الولاية الزراعية.
2.2 المناخ:-
– يسودها مناخ السافانا الجافة، حيث تهطل الأمطار الموسمية (الخريف) بين يونيو وأكتوبر، يتبعها موسم جاف طويل. يعتمد النشاط الرئيسي للقرية بشكل كبير على مواسم الأمطار هذه.
2.3 السكان والقبائل:-
١.تشكل غبيشة نموذجاً للتعايش القبلي في شرق السودان.
٢. تستوطنها مجموعة من القبائل أبرزها:
٣. الشوراب: من السكان الأصليين البارزين في المنطقة، معروفون بصلاتهم الوثيقة بالأرض.
٤. البادراب: قبيلة لها حضورها المهم في القرية ومحيطها، تساهم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
٥. المغاربة: يمثلون جزءاً من التركيبة السكانية المتنوعة، معروفون بنشاطهم في التجارة والحرف.
– إضافةً إلى تعايش مجموعات أخرى تسهم في ثراء المشهد الاجتماعي.
2.4 النشاطات والأعمال:
١. الاقتصاد المحلي يعتمد على:
٢. الزراعة المطرية: (الذرة الرفيعة، الدخن، السمسم، الفول السوداني).
٢.الرعي: تربية الأبقار والأغنام والماعز.
٣. لتجارة الصغيرة: محلات وبسطات تخدم الاحتياجات اليومية.
٤. الحرف اليدوية: بعض الصناعات التقليدية.
3. حقائق أساسية عن غبيشة:
أ. الموقع: تقع على بُعد 10 كم جنوب شرق مدينة القضارف، وسط سهول فيضية تُصنَّف بين الأخصب في السودان.
ب. السكان: يُقدَّر عددهم بـ 8,000 نسمة (تعداد 2020) يتوزعون بين قبائل الشوراب (55%)، البادراب (30%)، والمغاربة (15%)، وفق سجلات المجلس المحلي.
ج. الموارد:
12,000 فدان صالحة للزراعة المطرية.
د. ثروة حيوانية تُقدَّر بـ 25,000 رأس ماشية.
و.إنتاج سنوي يقارب 5,000 طن من الذرة الرفيعة.
4. آليات تطوير قابلة للتنفيذ:
4.1 تطوير التعليم المهني:
يجب إنشاء مركز التميز الزراعي (بتمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، يتضمن:
١. بجب انشاء مختبرات تحليل التربة والمياه.
٢. عمل حقول تدريبية لتقنيات الري بالتنقيط.
٣. عمل برنامج “مزارع الغد” مع جامعة الجزيرة لتدريب 200 شاب سنوياً.
– النتائج المتوقعة: زيادة الإنتاجية 40% خلال 3 سنوات (بناءً على تجربة قرية ود النيل 2019).
4.2 نموذج متكامل للصناعات الصغيرة:
يجب ان تتبنى غبيشة نموذجاً عملياً يشمل:
أولاً: مشروع تعليب الخضروات:
١. يجب عمل خط إنتاج نصف آلي بقيمة 50 مليون جنيه سوداني.
٢. يجب يستهدف تشغيل 50 امرأة لتعزيز التمكين الاقتصادي.
ثانياً: التفكير قي انشاء مشروع صناعة الصابون:
١. يعتمد على زيوت السمسم الفائضة.
٢. بدعم فني من هيئة المواصفات لضمان الجودة.
٣. يهدف إلى تصدير 30% من الإنتاج.
ثالثاً: عمل مشروع النسيج التراثي:
١. يهدف إلى تسجيل علامة تجارية عالمية.
٢. تسويق رقمي عبر منصات التجارة الإلكترونية.
٢. زيادة دخل الحرفيين بنسبة 300% خلال 3 سنوات.
4.3 التفكير في عمل مركز الابتكار ١. العملي:
التصميم:
١. يجب ترميم مبنى المدرسة القديم (600م²).
٢. يجب التجهيزات:
أ. وحدات طاقة شمسية (بدعم برنامج الخليج العربي).
ب. توفير معدات تصنيع (ماكينات خياطة، آلات تقطيع ليزر).
ج. عمل برامج التدريبية:
١. عمل دورات من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة.
٢. اصدار شهادات تسويق رقمي من شركة زين السودان.
4.4 يحب ابتكار آليات تحفيز ملموسة:
أ. لتوفير دعم مالي:
١. لصندوق استثماري برأسمال 200 مليون جنيه.
٢. من تمويل حكومي 50%.
٣. لقطاع خاص 30%.
٤. لمنظمات 20%.
٥. توفيى قروض بفائدة 5% للمشاريع الزراعية.
ب. حوافز غير مالية:
١. توفير أراضٍ حكومية مجانية 10 سنوات.
٢. إعفاء ضريبي 5 سنوات.
٣. منح دراسية لأبناء رواد الأعمال.
رابعا: اازراعة المستدامة : يجب في التفكير في الزراعة المستدامة بعمل ابار ارتوزاية ومضخات لي كافة المشاريع الزراعية واستخدام الطاقة الشمسية فيها.
5. كلمة شكر وتقدير:
يملأ قلبي امتنان عميق للأخوة الكرام في غبيشة والقضارف، الذين استقبلوني بقلوبهم الواسعة وسهّلوا مهمتي، فكانوا عينيّ التي أبصرت بهما واقع القرية وطموحاتها. أتوجه بجزيل الشكر والعرفان إلى:
١. الأخوين الكريمين حسن السفالي ويوسف السفالي، أول من فتح لي بيتهم وقلبهم في ولاية القضارف.
٢. الأخ أبو القاسم عباس كان سبب في معرفتي بغبيشة.
٣. الأخ العزيز عمر حسن الصديق ومحمد حسن، الاخوين اشكرهم لصدقه وتعاونهم وقفتهم معي لم يتوقفوا الى الان في دعمهم لي الان لهم الشكر والتقدير والاحترام.
٣.الأخ ود حمدة وحرمه المصونة، على كرم الضيافة والدفء العائلي وعلى اتصاله يومي متفقدا احوالي واحوال اسرتي.
٤.الأخ عم حداد ابا وصديقا واخا وأبنائه الأكارم، على حسن الاستقبالهم لاخواني ومشاركتهم الفاعل .
٥. الأخ خالد وأبنائه، على روح التعاون والترحاب الصادق.
٦.الأخ عبد المنعم، ومحمد الحاج لمشاركتهم الآراء والأفكار ولقمة العيش.
لهم الشكر والتقدير والاحترام
6. الخاتمة:-
غبيشة ليست منسية بقدر ما هي تنتظر من يلتفت إلى ثروتها الحقيقية: الإنسان.
الاستثمار في تعليم أبنائها وبناتها، وصحة أسرها، ورفاهية سكانها، وتمكينهم بالمهارات والبنية التحتية الداعمة، هو الكفيل وحده بإطلاق طاقاتها الكامنة.
– إن بناء مدرسة جيدة، وتوفير عيادة مجهزة، وتمهيد طريق، وتوصيل ماء نظيف، وربط القرية بالطاقة والاتصالات، هي استثمارات في العقول والأيدي التي ستنهض بغبيشة.
– هذه المهمة ليست منوطة بالحكومة وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة تتضافر فيها جهود الدولة بمستوياتها، والمنظمات، وأبناء القرية المغتربين، ومبادرات الأهالي.
– عندما نؤمن بأن الإنسان هو الغاية والوسيلة، ستتحول غبيشة من قرية منسية إلى نموذج يُحتذى في تنمية الريف السوداني، وستشرق شمس نهضتها من خلال أبنائها المبدعين والمصلحين.
– كتب هذا المقال بعد اكتشاف ان عقليات سكان قرية غبيشه عقليات متجدده التفكير لا يعتمدون على مصدر عيش واحد يتجدد تفكيرهم في خلق فرص زيادة مستوى معيشتهم بتركيز على تقلبات السوق وهم الذين يخلقون فرص تجاره وفرص زراعة على حسب السوق وحسب تقلب المناخ زيادة الامطار او انخغاض او ارتفاع الاسعار في السوق ويسخدمون التخزين كا احد فرص الربح ….. الخ.
وللحديث بقية … قرية غبيشة: الاستثمار في الإنسان ركيزة النهضة المستدامة بقلم: خالد المصطفى
