يمكننا أن نقول إنه بعد تحرير ولايات الجزيرة وسنار والعاصمة الخرطوم ، وكردفان الكبرى الا من بعض الجيوب الصغيرة ، وبعض من ولايات دارفور المنكوبة ، يمكننا الآن ان نقول انه قد بدأت مؤشرات نهاية الدعم السريع ( جغما ومتكا وفتكا وعريدا ) – بحسب الصول الراحل محمد علي عبدالمجيد ( طيب الله ثراه ) ـ ولكن نعود الى الوراء قليلا لنقف على هذا السرطان كيف أتى وكيف إستشرى كالنار في الهشيم وكيف انتهى او كاد بضربات الميامين من ابناء السودان في الجيش والمشتركة والأمن والشرطة والمستنفرون ،
فلنرجع للوراء ثمان سنوات كاملة ، فعندما بدأت بشائر الإنفراج الإقتصادي والسلام تعم ربوع السودان برفع الحصار الأمريكي الجزئي وومن ثم مهلة الستة أشهر لرفعه تماما في مارس من العام 2017م ، وعندما أدرك بعض قادة التمرد عدم جدوى الحرب وعادوا تحت مظلة الحوار الجامع للمشاركة في التنمية ، إشتعل قلب الحركة الشعبية بقيادة الحلو وعرمان وبعض صويحباتها مثل حركة عبد الزاحد حقدا دفينا وغبنا مدفونا و( حرقة ولهيبا )، فقامت بقتل عدد من رعاة قبائل البقارة ونهبت الفي رأس من الأبقار ، إضافة لبعض عمليات النهب الصغيرة في عدد من المناطق بالولايات المتأثرة بالتمرد لتعلن لأمريكا بأن السودان غير آمن وغير جاهز لرفع الحصار عنه ، ولتعلم من غادروا التمرد بأن ممتلكات أهلكم تحت نيران الحركة الشعبية ، ولكن قبل ذلك كان رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ( آنذاك ) المشير البشير قال لضباطه وجنوده بمنطقة وادي سيدنا العسكرية ، قال (من يرفض الحوار فقد أذنا بالحرب عليه ) ومن بعده وبأقل من عام قال قائد قوات الدعم السريع اللواء ( حينها ) محمد حمدان دلقو الشهير بـ( حميدتي ) في حواره مع صحيفة الأهرام اليوم للزميلين ابوبكر مختار وميسون البصير مجيبا على السؤال المتعلق بالتمرد في دارفور، قال إنه ( لايوجد تمرد بولايات دارفور الآن ، بل هناك تفلتات من بعض اللصوص ، وإن ماتبقى من قوات الحركات قد دخلت ليبيا وهو ينتظرها في الحدود وأقسم أنها لن تدخل دارفور مرة أخرى ) ، فسأله أبوبكر بقوله : فلماذا تفاوض الحكومة الحركات في اديس ابابا فرد بعفوية 🙁 والله أنا زاتي محتار الحكومة بتحاورهم في شنو ؟؟ ) ۔
وبالعودة لتصريحات البشير قبل أكثر من عام – 2015م من ذلكم التاريخ – حين ظن المتمردون أن الدولة في حالة ضعف وتحتاج الى ( أخذ نفس) كي تستجمع قواها ، فالبشير قد أكد جاهزية القوات المسلحة و( الدعم السريع ) في أي زمان وأي مكان قاطعاً الظنون والتكهنات والأمنيات في رؤوس مهووسي الحرب الأهلية والصعاليك وقطاع الطرق وأثرياء الحروب القذرة – بحسب وصفهم لحركات الكفاح المسلح أنئذ – . وسبق وأن قال قادة إسلاميون : (( نحن أهل السودان لن نركن للتمرد وقد مللنا – هذه الحجوة – ، فكل يوم تخرج علينا مجموعة من شذاذ الآفاق ويحصلون على السلاح ويدعون أنهم يمثلون منطقة ما في النيل الأزرق أو جنوب كردفان أو ولاية من ولايات دارفور الخمس ويزعزعون الأمن والسلام في (قراهم) أولاً ، ثم ينتقلون الى المحليات ثم الى رئاسة الولايات إن استطاعوا وينضم اليهم كل عاطل موهبة والباحثين عن الثراء السريع عبر ( قلع ) أموال ومقتنيات الآمنين وبعدها ينالون الشهرة فتعترف بهم امريكا واسرائيل وسكارى أوروبا ، ثم يحملون زعيمهم من داخل الارضي السودانية التي يحتلونها بالطوافات الى أقرب عاصمة افريقية تدين لهم بالولاء ، ومنها الى الميديا الاوروبية والامريكية ليعلن قائدها (قاطع الطريق) إنه يمثل المنطقة كذا من السودان وأن أهله يعانون من التهميش وهضم الحقوق واستحواذ العرقيات الشمالية على الثروة والسلطة والسيادة دون أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة ، وتعلن قوى الاستكبار دعمها لهذا النضال المشروع وينال القائد بعض الأسلحة والذخائر والعتات العسكري واللوجستي من المخابئ الصهيونية والاوروبية في الدول المجاورة للسودان مع حفنة من الألآف أو الملايين من الدولارات ويرسمون ( لقاطع الطريق ) الاجندة الحقيقية الواجبة التنفيذ ويقولون له دع أهلك وقريتك فإن البشير ملزم بتوصيل الطعام والشراب والدواء لهم في معسكرات اللجوء بضمانات الأمم المتحدة، إما أنت وأفراد مليشياتك فعليكم العمل على محو السلطة الإسلامية القائمة في السودان من الوجود ، وفور الوصول الى هذا النصر ستكون قائداً للجيش أو وزيراً للخارجية أو نائباً للرئيس أو رئيساً للجمهورية )).
اءا فلتكن قواتنا المسلحة مستعدة ومن أراد الإمساك بالكلاش أو الجيم 3 أو الاربجي أو حتى المدفع الطويل (130) عليه أن يتجه منذ الآن الى خيام التجنيد المنصوبة في جميع محليات السودان شريطة أن تنطبق فيه الشروط ويكون لائقاً طبياً ومن داخل وحدته ووفق توجيهات قائده يمكنه أن يمارس حبه للبندقية وفق الضوابط الإسلامية أولاً والعسكرية، ثانياً والعالمية، ثالثاً لأن وظيفة الجندي في القوات المسلحة هي حماية الحدود الدولية وإسكات نيران المليشيا ورد العدوان الخارجي ولاعلاقة له بالمواطنين الا وجوده بينهم مواطناً صالحاً لذلك يلقب جندي القوات المسلحة بـ( المواطن مرتين ) الأولى لتحمله عبء الدفاع عن الوطن وحده والثانية لمشاركته في المناشط الحياتية داخل ولايته .. إذا فإن ( العين الحمراء) أقيم من (موية السكر ) وقديماً قال أبوتمام للمعتصم (السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب).. فنحن أهل السودان لانريد أن نخسر دجاجة واحدة بعد الآن دعك من نفس بشرية ، لايهمنا أن قاد البلد الجيش أو حزب الأمة أو الحزب الاتحادي أو حزب البعث أوالحزب الشيوعي ، المهم أن نتفق على قومية القوات المسلحة وأن الإسلام ديننا الاوحد أن لا فرق بين الناس في كل شئ وأن تنمي الولايات بقدر تنمية العاصمة وأن يتوفر التعليم والصحة وسبل كسب العيش للخريجين والفاقد التربوي معاً وفق منهج علمي لايفرق بين الخرطوم والجنينة أو الروصيرص وحلفا أو سواكن وكادقلي وأن تظل القوات المسلحة حارسة للوطن من الخارج والداخل حتى لا ( تفرفر ) فئران التجارب من جديد . ثم جاءت ثورة ديسمبر المجيدة وبعد حين أضحت ( مديدة طاعمة ) فشربتها قحت لوحدها ، وتبختر قادتها في قاليري الجوازات الأجنبية ، فكانت ازالة التمكين وهاجس هيكلة الجيش وتفكيك جهاز الأمن وزيادة المرتبات بأرقام فلكية وإقرار سيداو والإعتراف بالمثليين علاقة وزواجا ، فسقط الجنيه السوداني وطارت دولارات البنك المركزي لصالح أمريكا في قضايا هالكة لم نرتكب جرمها ولكن ( المؤسس) حمدوك دفعها لمن لا يستحق ، وتم التشفي والتشريد لمنسوبي الخدمة العامة مدنيين وعسكريين وبدأ التململ داخل الثكنات العسكرية ، فجاءت ثورة البرهان وحميدتي ، ولكن الأخير رأى أن سيده قد أطيح به ، فلماذا يظل نائب فاعل ، ولم لآ ( يجغم ) السودان كله بعد أن خبر بفطنة ( الراعي) ومعايشة البريه أين يكمن ضعف القطيع ، وبأن قحت ماهي إلا نمورا من ورق وظن أن القضاء على الجنرالآت البرهان وكباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر سيجعل القوات المسلحة في يده ( صرة في خيط ) داخل دولابه الكبير ، ليطلق بعدها ( أشاوسه ) في السودان ويصبح حميدتي ملكا وآل دقلو أمراء ويقف خلفه شيطان العرب بن زايد وكل الطامعين في خيرات السودان من أرجوزات دول الجوار وأوروبا والخالة أمريكا في بناء مجده ويصبح أبناء بعانخي وترهاقا والكنداكات عبيدا وجواري لديه لتصبح قبيلة الرزيقات ( الماهرية ) فقط هم السادة وهم الرقم الوطني للسودان الجديد وتخصص لهم المناصب العليا والقيادات ويحرسهم ابناء المسيرية والبني هلبة والتعايشة والزيادية والبني حسين ورزيقات السودان وغيرهم من القبال العربية بإمتدادتها داخل وخارج السودان في مالي والنيجر وتشاد وأفريقيا الوسطى والكاميرون ونيجيريا وليبيا والجزائر وموريتانينا والصحراء الغربية وغيرها . بل يغير أسم السودان الى ( مملكة آل دقلو العربية ) وينال الشعب السودان الحر صك ( التابعية ) أسوة بالممالك العربية المجاورة ويصبح إسم الملك محمد حمدان دقلو ( جلالة الملك المفدى محمد حمدان دقلو ملك مملكة آل دقلو العربية ) . كان هذا حلم آل دقلو ورغم إختفاء حميدتي المريب ( جغما اومتكا اوفتكا اوعريدا ) منذ بداية حربه على البلاد والعباد ، فإن الرقيب أول ( معاش ) عبدالرحيم حمدان دقلو مازال يحلم بهذا الأمر ولم ( يقنع أويقتنع ) برتبة الفريق أول خلا التي يضعها في كتفه الآن وقد تبعثر جنده بين قتيل وجريح ومأسور ومجنون في كل ميادين القتال لأنه ( جربندي ) لم يدخل الكلية الحربية ( أم الكلالي ) فكيف يقاتل بتكتيك علمي مدروس ، بل كيف ( يحفر بالإبرة) وهو يحمل ( حربة ) ، وغرر به ضباط الجيش الذين إنشقوا ودخلوا معه في ( زريبة ) الدعم السريع ، لأنهم خانوا القوات المسلحة أولا ، فمن السهل عليهم أن يخونوا رقيب أول بيادة لايصلح إلا لرفع التمام وتوزيع ( الأوامر جزء أول ) وليس قائدا لخمسمائة ألف مليشي فاقد تربوي .. فكانت نهاية مأساة أسمها الدعم السريع ، أدخلنا فيها( أسد أفريقيا )ا المشير عمر حسن أحمد البشير ليظل حاكما للأبد وأطلق ليه إسم ( حمايتي ) ولكن يفعل الله ما يشاء .
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب نهاية الدعم السريع و( ندامة ) الانقاذ والحركة الاسلامية !!
