المقدمة:-
– حين تنطق الكفاءة قبل الهوية في زمنٍ أنهكته الحسابات الضيقة، وتنازعت فيه الدولة بين تيارات الولاء والشلليات، آن الأوان لعودة الروح إلى مؤسسات الحكم، عبر مشروع يقوم لا على من يعرف من، بل على من يعرف ماذا وكيف. هؤلاء المرشحون لا يجمعهم حزب ولا توصية قبلية، بل تشدّهم قواسم نادرة: الكفاءة، والنزاهة، والخبرة العملية. لم تُنقّب أسماؤهم في دفاتر الولاءات، بل استخرجت من ميادين التجربة، ومراكز الأبحاث، والحقول التي تعرف الشمس والطين. كلُّ اسمٍ في هذه القائمة لا يحتاج تبريرًا، بل سيرة، ولا يطلب تمجيدًا، بل فرصة. هذا ليس مجرد تشكيل وزاري، بل محاولة استعادة المعنى المفقود للمسؤولية. (هل سيختار دكتور كامل ادريس كم وزير من هؤلاء).
– في لحظة فارقة من تاريخ الدولة، حيث لا يُجدي التجميل السياسي ولا تَحتمل الأرضُ مزيدًا من التجريب، برزت الكفاءة كمطلب سيادي، وحلّ الفعل محلّ القول، فلم تكن الأسماء التي طُرحت عابرة في سجلات الترشيح، بل كانت مساراتها تنطق عنها وهي في الاتي:-
1. وزير المالية: الدكتور كمال حسن علي، رجل أعاد هيكلة أنظمة الجباية في ثلاث دول أفريقية، ونجح مرتين في اختبارات صندوق النقد الدولي، يُمسك بالميزانية كما يُمسك الجراح بالمبضع، بدقة لا تخطئ موطن النزف.
2. وزير الدفاع: اللواء المتقاعد عبد الرحمن محمد أحمد، القائد السابق في الكتيبة الدولية المشتركة بإفريقيا الوسطى، خبير بالعمليات الميدانية، معروف بقدرته على الدمج بين صرامة الانضباط العسكري وضرورات و شهادته محفوظة في تقارير في سجل التعليم العالي والبحث العلمي، ومساره لا تلوّنه الأهواء.
3. وزير الخارجية: الدكتور سمير الزين، سفير السودان السابق مهندس الصياغات الدقيقة ومفاوض الملفات الشائكة، رجل يعرف أن كرامة الوطن تُصان بكلمات تُقال في الصمت الرسمي لا بضجيج الميكروفونات.
4. وزيرة العدل: الدكتورة منى بابكر، قاضية دستورية سابقة، كلمتها ميزان وقضاؤها وازن بين نص القانون وروح العدالة، قادت مبادرات إصلاح قوانين الأسرة، وسجلها في الشفافية القضائية يسبق اسمها.
5. وزير الأمن القومي: اللواء عثمان داؤود، قائد سابق في قوات حفظ السلام، يتقن قراءة المشهد الأمني بمنظار استراتيجي، يؤمن بأن الأمن هو استباقٌ للمخاطر لا رد فعل عليها.
6. وزير الصحة: الدكتور ياسر فضل الله، طبيب الميدان لا العيادات الفاخرة، أنشأ خمسين عيادة طوارئ في دارفور، ومارس الطب كرسالة لا كمهنة، بشهادة من منظمة الصحة العالمية.
7. وزيرة النقل: المهندسة حياة عثمان، مهندسة السكك الحديدية الصامتة، أعادت وصل شرق السودان بباقي الجسد الوطني، ورفعت كفاءة النقل البري بأعمال تتحدث عنها القطارات.
8. وزير الإسكان: الدكتور عادل نورين، مهندس الأحلام المتواضعة، شيّد عشرة آلاف وحدة سكنية للنازحين، بأساليب هندسية تحفظ الكرامة وتراعي الفقر.
9. وزير الري: المهندس وديع إسماعيل، ابن نهر النيل، جدّد نظم الري في أكثر من خمسمئة مزرعة، وكانت معارفه في علوم المياه أوسع من الخرائط، وأعمق من القنوات.
10. وزيرة الثقافة: الدكتورة منال عثمان، من البحر الأحمر جاءت، تكتب تاريخ البجا ولغتها تعانق التراث لا تمحو جذوره.
11. وزير الشؤون الاجتماعية: الأستاذ يوسف آدم، رجل الأحياء الهامشية وملاجئ المعاناة، قاد برنامج إعادة تأهيل عشرة آلاف نازح، وكان بيته قبل الوزارة مفتوحًا للعابرين.
12. وزير الصناعة: الدكتور عبد الله الصافي، أعاد تشغيل ثلاثة مصانع وطنية متوقفة، رفع الإنتاج المحلي بالشراكة لا بالخصخصة، وأعاد للمنتج السوداني اعتباره.
13. وزير الزراعة والأمن الغذائي: المهندس بشير محمد نور، من مشروع الجزيرة خرج، يستخدم الذكاء الاصطناعي في مراقبة الإنتاج الزراعي، ويعرف أن الغذاء لا يُزرع فقط، بل يُدار علميًا.
14. وزير الاستثمار: الدكتور نزار الفكي، صاحب قاعدة بيانات الاستثمار الوطني، جلب سبعة مشاريع كبرى من الخليج وأفريقيا، لا يبيع التراب بل يُسوّق الفُرص.
15. وزير الاتصالات والتحول الرقمي: المهندس يوسف إبراهيم، قاد حملة “سودان بلا أوراق”، رقّم أكثر من خمسين خدمة حكومية، وجعل من التكنولوجيا بابًا للشفافية.
16. وزيرة الشباب والرياضة: الأستاذة سميرة آدم، أنشأت مئتي مركز تدريب مهني، ووسّعت مفهوم الرياضة من المباريات إلى مشاريع التمكين، شبابها يعمل قبل أن يتحدث.
17. وزير البيئة والتنمية المستدامة: الدكتور موسى آدم، من غرب كردفان حمل هم البيئة، زرع خمسة ملايين شجرة، وحصل على تقييم عالٍ من برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
18. وزير السياحة: الدكتورة زينب البشير، أطلقت تطبيق “اكتشف السودان”، روّجت للمواقع الأثرية ككنوز لا كديكور، ودعمت السياحة البيئية بالشراكة مع منظمة السياحة العالمية.
19. وزير التجارة: المهندس سامي خليفة، بنى منصة تصدير إلكترونية للصادرات الزراعية والحيوانية، حصل على دعم من منظمة التجارة العالمية، وجعل من السوق بوابة سيادة لا تبعية.
20. وزير البحث العلمي: الدكتور محمد فضل، أنشأ مركزًا لأبحاث الطاقة النووية السلمية، بتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكانت أبحاثه منشورة لا محفوظة في الأدراج.
21. رئيس مجلس مكافحة الفساد: الدكتورة تهاني جبريل، أنشأت نظام بلاغات إلكتروني سري، وعُيّنت بقرار من القضاء الأعلى لضمان استقلالها، لا يشفع لها إلا الأرقام.
22. رئيس مجلس الخدمة المدنية: الأستاذ الطاهر الحاج، وضع أول مصفوفة وطنية لتقييم الأداء، ربط الترقي الوظيفي بالكفاءة لا بالقرابة، ورفض ثلاثين توصية سياسية.
23. رئيس مجلس الانتخابات: الدكتور طارق الدومة، أشرف على نموذج تسجيل رقمي للناخبين، خبير في نظم التصويت الآمنة، ويحمل خبرة عالمية
24. رئيس مجلس حقوق الإنسان: الأستاذ وليد إسماعيل، أنشأ قاعدة بيانات محايدة لانتهاكات الحرب، وأعاد تعريف الحقوق كممارسة لا كشعارات.
25. رئيس مجلس الرقابة المالية: الدكتورة رانيا تاج الدين، أطلقت نظام “شفافية الميزانية”، وأُختيرت من اتحاد المحاسبين العرب لخبرتها في الرقابة على العقود الحكومية.
– هذه الكوكبة ليست مجرد وزراء، بل خلاصة تجربة وطن يبحث عن نفسه في زحام الأزمات، وجواب عاقل على سؤال: “متى تنتصر الكفاءة على الولاء؟”. هنا الجواب بأسماء لا تطلب المجد، بل تصنعه بصمتٍ وهمة.
– الخاتمة:- وزراء يشبهون وطنهم
– إنّ من يجلس على كراسي الوزارات لا يغيّر شكل الدولة، بل جوهرها. وحين تُسند الحقيبة لمن حمل الفكرة والقدرة معًا، فإنّ الإصلاح يتحرّر من الوعد إلى الفعل. هؤلاء المرشحون لا يشكّلون تشكيلة سلطوية، بل شبكة حلول. فيهم الاقتصادي الذي خَبِر المؤسسات المالية الدولية، والطبيب الذي صنع المعجزات في ميدان النزوح، والضابط الذي حمى ، والباحثة التي دوّنت تاريخ السودان في سجلات العالم. إننا أمام فرصة تاريخية: أن نعيد تعريف الوزارة من كونها غنيمة إلى كونها أمانة، ومن كونها منصة خطاب إلى كونها أداة بناء. فالكفاءة ليست شعارًا، بل أسلوب حكم، وهؤلاء هم إجابتنا الصريحة على سؤال المستقبل: كيف تبنى الدولة حين تُسنَد المناصب إلى من يستحقها حقًّا.