40.3 C
Khartoum
الأحد, يونيو 22, 2025

سفر القوافي محمد عبد الله يعقوب شهادة نزار قباني .. وبسالة جيشنا العظيم ۔۔ وبنادق الفنانة حنان بلوبلو !!

إقرأ ايضا

سفر القوافي
محمد عبد الله يعقوب
شهادة نزار قباني .. وبسالة جيشنا العظيم ۔۔ وبنادق الفنانة حنان بلوبلو !!

في زيارته الثانية للسودان بعد مضي أكثر من عشر سنوات من زيارته الأولى للخرطوم في العام 1969 م قال الشاعر نزار قباني :
(( ها أنذا مرة أخرى في السودان، أتعمد بمائه، وأتكحل بليله، وأسترجع حبا قديما لا يزال يشتعل كقوس قزح في دورتي الدموية، عرفت في حياتي وفي رحلاتي كل أنواع اللآلئ البحرية، عرفت اللؤلؤ الأبيض، واللؤلؤ الرمادي، وعرفت اللؤلؤ الأخضر، واللؤلؤ الوردي، وعرفت الأوربي والآسيوي، واللؤلؤ الذي يوزن بالقيراط، واللؤلؤ الذي يوزن بالقصائد والدموع، واللؤلؤ الذي يتدلى على صدور الكواكب و… و… واللؤلؤ الذي يتدلى على صدور الجميلات .
بعد ثلاثين سنه من الغطس تحت سطح الماء، والغرق في بحار النساء اكتشفت أن اللؤلؤ الأسود هو الأغلى، والأحلى والأكثر إثارة، كما اكتشفت أن الذي يملك مثقالا واحدا من اللؤلؤ السوداني، يمتلك كنوز سليمان، والحور المقصورات في الجنات، ويصبح ملك الإنس والجان
الحب السوداني ليس جديدا علي، فهو يشتعل كالشطة الحمراء على ضفاف فمي، ويتساقط كثمار المانغو على بوابة قلبي، ويسافر كرمح أفريقي بين عنقي وخاصرتي، هذا الحب السوداني لا أناقشه، ولا أحتج عليه، لأنه صار أكبر من احتجاجي، وأكبر مني، صار وشما على غلاف القلب لا يغسل ولا يمسح .
قبل عشرة أعوام جئت إلى السودان ومعي وردة الحب، وقنديل الشعر الأخضر، بعد عشرة أعوام لا أعرف ماذا أحمل للسودان؟، فوردة الحب التي كنت أشكها في عروة ردائي أكلوها، وقنديل الشعر الأخضر الذي كنت أضئ به ليل العرب كسروه، حتى كلمات الغزل التي كنت أكحل بها عيني وطني صادروها، فالكلمة العربية أدخلوها إلى “الكرينتينا” لا لأنها تحمل جرثومة الكوليرا والملاريا، ولكن لأنها تحمل جرثومة الحرية، والكلام العربي أصدروا بحقه مذكرة توقيف، أحالوه إلى محكمة تهريب المخدرات، حتى الأفعال، والأسماء، والضمائر أخذوها إلى أقبية المخابرات، حتى نون النسوة، أدخلوها سجن النساء .
ها أنذا مرة أخرى في السودان، أبحث عن دفاتر حبي القديمة ، ولكن ماذا تنفع العودة إلى دفاتر الحب القديمة، مادام العاشق قد تغير، والمعشوق قد تغير، والعشق ذاته قد تغير.
ها أنذا مرة أخرى في السودان، فهل يمكنني أن أصرخ هنا كما أشاء وأنزف كما أشاء؟، أنا أعرف السودان جيدا، وأعرف السودانيين جيدا، وأعرف أن صدورهم كغاباتهم مفتوحة للأمطار والريح، وللبرق والرعد والحرية، لا تؤاخذوني على هذه المقدمة المكتوبة بالحبر الرمادي، فهل لديكم دواة خضراء أو زرقاء أو بنفسجية ، تعيروني إياها؟، ومع هذا سأحاول أن أخرج من الصخر ماءً ومن الأرض العطشى عشبا، ومن العتمة نجوما، وسأحاول في قراءاتي الشعرية أن أركز على شعر الحب، لأن الحب في الوطن العربي، هو هذا الطفل اللقيط الذي لا يعترف به أحد، ولا تفتح أمامه الأبواب، ومن يدري ربما أشعل لي السودان قناديل الأمل، وأرجع لي حبي الضائع، وحبيبتي التي ليس لها أرض أو وطن أو عنوان ) .
خروج أول
كان نزار قباني شاعرا للحب والثورة ، فهو الذي أشعل الإنتفاضة الفلسطينية الأولى بقصيدته المدهشة ( دكتوراة شرف في كيمياء الحجر) والتي يقول في مطلعها مخاطبا أطفال فلسطين الذين يتصدون للجنود الإسرائيليين بالحجارة 🙁 يرمي حجراً.. أو حجرينْ.. يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ .. يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ، ويأتينا.. من غيرِ يدينْ.. في لحظاتٍ.. تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ، ويولدُ وطنٌ في العينينْ في لحظاتٍ.. تظهرُ حيفا.. تظهرُ يافا.. تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ تضيءُ القدسُ، كمئذنةٍ بين الشفتينْ ..)
خروج أول
إذا كانت موريتانيا هي بلد المليون شاعر فإن في سوداننا أكثر من عشرة ملايين شاعر ولكن الركض خلف ( الرغيف ) قتل جزوة الحماس فيهم ، فالجائع لاتهمة الملهمة ، والمترف ينشد السياحة حتى في أرض التماسيح .
خروج ثان
في معركة العلمين قامت الأورطة الثانية السودانية بحماية ظهر الجيش الثامن البريطاني وإحباط خطة القائد الإيطالي روميل المعروف ب( ثعلب الصحراء ) وكانت القيادة البريطانية قد كلفت قوات سودانية بحراسة المدن وحراسة خطوط المواصلات داخل أراضي العدو المحتلة وعملت كل من أورطة الحدود الثانية ، الأورطة 14 شرقية ، فرقة المهندسين ، بلكات النقل ، أقسام الإشارة والسجن الحربي في الصحراء الغربية بالإشتراك مع القوات البريطانية خاصة في مناطق مصر، طبرق،دونا، ترانسيت ، بنغازي وطرابلس الغرب ، ولخًص القائد دنكات دور القوات السودانية في معارك شرق وشمال افريقيا بقوله أن أثار الحرب العالمية الثانية كانت اعمق في افريقيا ، وان افريقيا اصبحت مدينة بحصولها علي حريتها للجيش السوداني الصغير الممتاز ، وقد شارك الآلوف منهم في الحرب العالمية الثانية وقد وجدوا فرصة للتدريب الذي شمل التدريب الفني ، صيانة المركبات والمهارات الفنية بالإضافة الي الشئون الصحية ، فرأت الحكومة البريطانية أن تتكفل إعتباراً من اول سبتمبر 1940 بمصاريف قوة دفاع السودان الزائدة نتيجه لحالة الأمن الداخلي باريتريا واثيوبيا ،علي ان تدفع حكومة السودان ما كانت تدفعه لقوة دفاع السودان ، مع وضع إعتبار خاص للقوات السودانية .
خروج اخير
الفنانة الرائدة حنان بلوبلو لمع نجمها كمطربة شباك في ثمانينات القرن الماضي ، ودخلت ساحة الغناء السوداني بأغنيات متمردة وجدت قبولا طيبا من الشباب مثل ( حمادة ده ) و( أبويا يا دقليش بدخل معاك الجيش ) و( الرائد قام لي جبيت ) و( نقيب في الإحتياطي ) ، فكان لأغنياتها رغم بساطة كلماتها فعل النار في الهشيم إذ توجه كل الأقوياء من الشباب الى مراكز التجنيد في الجيش والشرطة والأمن ، بجانب أغنياتها الأخري الرائعة ويذكر أن شيخ النقاد الفنيين الراحل استاذنا ميرغني البكري هو من قدم بلولو للساحة الفنية ورعاها وهي دفعة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والزميل عبدالباقي خالد عبيد في برنامج جنة الأطفال بالتلفزيون القومي ..

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة