التفاصيل المريرة للحرب لاتترك للإنسان مساحة أخري (للتفكير) إلا أن يري وقد اكتمل تطهير الوطن من هذا (البلاء) المسمي بالتمرد فلايبقي منه (جندب واحد) يطلق صريراً في أي مخبأ…وهل هنالك ماهو أشد وطأة علي النفس من أن تري طفلاً يصرخ في حضن أمه ولايعرف أنها مقتولة ويرقد رأسها علي دمها المسفوك…وأليس مايدمي الإمعاء أن تري جندياً مقاتلاً (يدهسه) الأوباش بالتاتشر، أو أولئك الذين (دفنوا أحياء)..أو فتاة (تغتصب) وتباع في أسواق الرق، أو أخري يشترك في زواجها أكثر من رجل…ناهيك عن قتل الأبرياء (بدم بارد) في مجازر نفذها هؤلاء الوحوش، والنهب وحرق البيوت والمرافق العامة..؟!! لاشئ قد يشغل بال إنسان سوداني تشرّب من نبع الوطنية، غير التفكر في تلك الصفحات السوداء التي تحوي جرائم التمرد..!
شرف المواقف الوطنية يجبر كل منا أن (ينصب تفكيره) واهتمامه بمايجري في ميادين القتال أو ساحات (معركة الكرامة)..فهنا الرجولة وصناعة التأريخ الذي لاينسي…وهنا (الإنصراف التام) لإنقاذ الوطن والشعب من هذه (المحنة الكبري)، وهنا (شموخ) الشهداء و(عطر) دمائهم لأجل وطن لايركع لغير الله..هنا (قداسة) مشهد (جندي مقاتل) يمسك ببندقيته وقد (تغبّر وجهه) بغبار المعركة و(جفّت) شفتاه من العطش وتصبب جسده (عرقاً)..إنه طعم الحاضر ولونه وهمه، أما أن تكون هنالك مساحة (للجدل العقيم) حول كراسي الوزارة والنميمة والقطيعة (السخيفتين)، فتلك هي أقصي درجات (الخزي والعار) تجاه من يقاتلون ويُقتلون لأجل أن نعيش (سادة أحراراً) فوق ارضنا…تباً لأي إنصراف عن المعركة الأم، و(حسرة) تلحق بمن ينشغل (بسفاسف الأمور) والوظائف التي (لاتدوم) فيحرم نفسه من (عبق) المعركة والتفاعل مع (بطولات) المقاتلين الأوفياء الفرسان..!!
*تشكيل الحكومة من صلاحيات السيد رئيس الوزراء، فلا (تحولوا) بينه وبين اداء مهمته، واتركوا (الجدل العقيم) حول قسمة الوزارة وانصبة الحركات المسلحة، فهذه الحركات اكتسبت الآن (مكانة مرموقة) في نفوس الشعب علي دورها (المشهود) في معركة الكرامة وانحيازها للشعب، ونقول لهم (ماأتاكم) رئيس الوزراء (فخذوه) ومافاتكم (فتجاوزوه)، بلا إحتقان أو شحناء حوله حتي لايصفكم الناس (بالإبتزاز) فتفقدوا وهج موقفكم (الباذخ) في معركة الكرامة، فالأمر كله فترة محدودة و(ستنقضي) وقد تعودون اكثر قوة عبر صناديق بالإتتخابات..فكل من (يقاتل) في الميدان يكتسب إحترام وتقدير و(محبة) الشعب والحركات المسلحة لها نصيبها من هذا (التشريف) وهو أعظم درجة من كل مناصب الحكومة وتعبها فلاتفتحوا ياسادة منافذ لهذا الصراع البغيض حول كراسي الوزارة..!!
سنكتب ونكتب…!!!