–قصة تبدأ تحت الأرض… ولا تنتهي عند حدود السماء–
. في قلب جبال زاغروس، حيث الصخور تحرس الأسرار، بنت إيران أعقد منشآتها النووية داخل طبقات لا تخترقها الأقمار ولا القنابل الذكية. مشروع “درع الإيمان” الذي يربط بين نطنز وفوردو عبر شبكة أنفاق بطول 40 كيلومترًا ليس مجرد بنية تحتية، بل عمود الفقر لبرنامج نووي غير خاضع للمساءلة.
المنشآت السرية تتخفى خلف واجهات صناعية في قم ويزد، وتُحاط بطبقات صخرية وسرّية إدارية تعجز عنها أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ما خفي أعظم، ففي هذه السراديب الصامتة، تُنقل المواد المشعة بعيدًا عن الضوء.
بعيدًا عن الأنفاق، وفي سماء الصحراء الإيرانية، تختبر طهران صواريخ تتجاوز حدود المدى والفيزياء. صاروخ “شهاب-إكس” نجح في اختراق درع “ثاد” الأمريكي بنسبة 70%، بينما “قاهر البحار” يغوص في عمق المياه ليخرج برسالة لا يمكن اعتراضها.
صناعة الموت تتقدّم. إذ تكشف الوثائق عن اختبارات على قنبلة نووية مصغّرة تحت جبل دامافاند، وتصميمات مُسربة من معهد “ماكس بلانك” الألماني تساعد في تصغير المفعلات لتناسب رؤوس الصواريخ الجديدة.
الأخطر أن إيران تمتلك فعليًا نحو 42 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 90%، وهي كمية كافية لصنع قنبلتين. هذه المادة لا تُخزن في مكان واحد، بل تتحرك باستمرار داخل شاحنات مصفحة في مسارات يصعب التنبؤ بها.
وحين ضربت أمريكا منشآت نطنز وفوردو في يونيو 2025، كان الاعتقاد أنها أوقفت البرنامج. لكن الحقيقة أن الضربة عطّلت القديم، بينما نُقلت الأجهزة المتطورة إلى “شاهد” في زاغروس. تقرير أمريكي سُرّب بعد يومين وصف الوضع بوضوح: “ما دمرناه كان الواجهة فقط”.
الرد الإيراني لم يكن تقليديًا. في أقل من 72 ساعة، تعرّضت قاعدة التنف الأمريكية لهجوم صاروخي، واندلعت اشتباكات قرب قاعدة حرير في كردستان العراق، وتزامن ذلك مع إعلان طهران بدء توسيع النشاط النووي دون قيود.
البرنامج الإيراني ليس محصورًا في النووي وحده. هناك وحدات سيبرانية تخترق أنظمة الطاقة في أوروبا وأمريكا، وطائرات مسيرة مثل “شهيد-142” تحمل شحنات كيميائية جرى اختبارها في سوريا، وسفن شبح تنقل القنابل القذرة في عرض البحر.
تمويل هذا الكابوس يتم عبر شبكة تُعرف بـ”الهلال المالي”، تستخدم بنوكًا وهمية في طشقند وبيروت ودبي، وتغسل أكثر من 30 مليار دولار سنويًا، جزء كبير منها يُحوّل إلى تقنيات ومكونات عسكرية تُشترى بالعملات الرقمية على منصات مجهولة.
وفي الخفاء، تدير طهران جيشًا غير مرئي من “الخلايا النائمة”، موزعة في الخليج وأوروبا، تنفذ مهام تجسس واغتيالات، وتعمل تحت غطاء دبلوماسي أو تجاري. أكبر شبكة ضُبطت كانت في الكويت عام 2023.
السباق لم يتوقف على الأرض، فمشروع “كاشف الغطاء” البحري يشير إلى امتلاك غواصات نووية قادرة على إطلاق صواريخ تكتيكية من قاع بحر عُمان، دون المرور بأي رصد دولي. تلك الغواصات المموهة، ظهرت لأول مرة في تدريب نهرّي خادع.
في مختبرات سرية بمدينة قم، تعمل إيران على “حرب بيولوجية منسية”. مشروع “الطاعون الأسود” يهدف لتسليح الحشرات ونشر الجمرة الخبيثة بين المزارع الخليجية. تقارير سرية أكدت أن بعض العينات المُختبرة دوليًا كانت هجينة وخطرة.
وفي صباح 20 يونيو، نفذت واشنطن ضربة جوية استهدفت مفاعل “البرز” السري، مستخدمة مقاتلات F-35 وقنابل خارقة للتحصينات. ورغم حجم الدمار الظاهري، أكدت الأقمار الصناعية أن أنظمة الطرد المركزي الحديثة لم تُصب.
وما إن هدأت النيران، حتى أعلنت إيران ما يُعرف في دوائرها بـ”الصبر الحذر”، وهو اصطلاح لا يعني التراجع، بل الإعداد لرد مُباغت ومركب. إشارات مشفّرة أُرسلت لوحدات إيرانية في سوريا والعراق واليمن ولبنان، تُشبه تلك التي سبقت اغتيال قاسم سليماني.
الرد المنتظر لا يُرجح أن يكون مباشرًا. إيران تملك سيناريوهات معقدة تشمل غرق ناقلات نفط، وهجمات سيبرانية على الساحل الأمريكي، وحتى تفجير قنبلة إشعاعية فوق فلسطين المحتلة، فيما تُحرك غواصاتها للاقتراب من مواقع استراتيجية في الخليج.