39.2 C
Khartoum
الأحد, يوليو 6, 2025

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب مريومة وبناتها ۔۔ ينتجن مجتمعات 300 جوال دخن في العام !!

إقرأ ايضا

التقيت بهن في ضواحي محلية السريف بني حسين في شمال دارفور قبل سنوات ، الحاجة مريومة إمرأة تجاوزت الستين عاما ولكنها رغم ذلك قوية بإيمانها وحبها لوطنها الصغير قرية ايبو بمحلية السريف بني حسين بشمال دارفور فهي لاتلجأ للاغاثة ولاتعرف النزوح ومغادرة الديار ولدت وتربت في قريتها الصغيرة التي لاتكاد تظهر في خريطة السودان الجغرافية وقد لاتكونوا قد سمعتم بها اصلا ’ ولكني ذهبت اليها في مكانها ورافقتها الي حيث العزة والكرامة .. حقلها الخصيب في وديان دارفور حيث الدخن الذي به تسير الحياة وتقام به الافراح ويتواسي به اهل ايبو في الاتراح وبدونه لاتكون حياة الدارفوريين ابدا .
الحاجة مريومة وبناتها وهن ليس بالضرور بناتها نسبا فكل بنيات الفريق بناتها هكذا قالت لي وابانت انها في كل عام عند هطول الامطار تقوم برفقة البنات والنساء في القرية بتنظيف الارض واعدادها للزراعة بواسطة اله بسيطة تسمى الجراية ومن ثم ترش بذور الدخن وتتوالى عملية رعاية الحقل (المخمس او المخمسات ) والواحد يعادل واحد فدان بالتنظيف الدوري ويسمى الحش – اي حش الحشائش المتطفلة الي ان يبلغ المحصول مرحلة الحصاد فتأتي النساء ويقمن في الحقل لاسبوع او اكثر ومن ثم يقمن بعملية ( دق العيش ) يدويا اذ لاتوجد اية الآت زراعية ولا كهرباْولاصنابير مياه فقط مايهب به الرحمن الرحيم من امطار وسيول ووديان .
واكدت الحاجة مريومة بأنهن عقب الحصاد والذي جاء وفيرا ذلكم العام بأن كل أم تشرع في الاعداد لزواج بنتها او ابنها او ختانهم فقد فاض الزرع والضرع وابتهج الكل فلما لايمتد الفرح ليشمل العرسان و( أولاد وبنيات الطهور ) واضافت ان كل القرية عقب الحصاد تلبس الجديد في الثياب والاحذية وتجدد القطاطي من الداخل وتبتاع المتزوجات ( الحلل ) الملونة وهي الزينة الاولى في المنطقة مؤكدة ان كل امرأة ليس لديها ما لايقل عن خمسة عشرة (كورة او حلة ) داخل جدران قطيتها فأنها لاتعد امرأة كاملة وعلى زوجها ان يأتي لها بضرة فورا .
واردفت انهن يتزين بالكحل والخمرة والدلكة كسائر نساء السودان غير انهن لايلبسن الذهب بل السوميت وهو حجر كريم مائل للبياض والاصفرار ويبلغ سعر العقد منه الاربعين الف جنيه سوداني وتلبسه المرأة ويتدلى من رقبتها حتى اخمص قدميها وهمست بأن الرجال يحبون المرأة التي تلبسه في المناسبات .
وعن انتاجها ال سنوي من جوالات الدخن قالت الحاجة مريومة انها تنتج مابين 25 الي 30 جوالا لوحدها وباقي النساء يكون انتاجهن في هذه الارقام او يقل قليلا واشارت الي ان معظم الرجال لايشاركون في عملية الزراعة او الحصاد ويكتفون بمهمة حمايتهن من اي طارئ انسانا كان او حيوانا بريا متوحشا وضحكت وقالت ( كلو في النهاية لأبوالعيال ) .
وعن المحاصيل الاخرى قالت الحاجة انهن يزرعن البطيخ والتبش خارج الحقل ويتركنه للغاشي والماشي مؤكدة ان ابقار القرية تعلف قصب الدخن بشراهة ويزيد انتاجها من اللبن ثم مازحت الحاجة بقولي ان كانت تحب القنوات التلفزيونية او السينما فسألتني من الذي صنعها فقلت الخواجات فردت بقوة ( اعوذ بالله من حاجات الكفار دي)
خروج اخير
مازالت النساء في دافور الكبرى هن محور ومركز الاقتصاد الاسري منذ الاف السنين ، فالتحية لكل الدارفوريات بعطائهن غير المحدود حتى اضطرهن الجنجويد لحمل القرنوف مؤخرا ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة