منذ ان لاحت تباشير وارهاصات بان البروفيسور كامل ادريس سيكون رئيس الوزراء المرتقب في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من تاريخ السودان وحتى تاريخ تكليفه برئاسة الوزراء استبشر الشعب السودان السوداني خيرا وخاصة العاملين بالدولة ، لانهم يعلمون الرجل جيدا وتدرجه منذ ان كان محاضرا في جامعة القاهرة ، تقلده وظيفة بالامم المتحدة وظيفة المسؤول عن حق المؤلف والحقوق المجاورة والمصنفات الادبية والفنية ( الوايبو) ، اي البروفيسور تدرج في السلك الوظيفي بالسودان مرورا بالامم المتحدة
كانت الصدمة كبيرة على العاملين ، وانت على اعتاب التسليم والتسلم ، بتخفيض بدل وجبة التي تم صرفها بالجديد لمدة ثلاثة اشهر ، وفجأة ودون سابق انذار قبل صرف المرتبات ، نزل القرار الجديد بتخفيض بدل وجبة للثلثين ، والغريب ان القرار تنبأ بعلم الغيب ، بزيادتها في العام 2026 الى 60000 والعام 2027 الى 90000 رغم اننا ليس لنا باع طويل في العمل الاداري ، لكن الموازنات توضع على حسب الظروف التي تمر بها البلاد ، لعل الله يحدث انفراجا فيزيد الى اضعاف مضاعفة ، فهذا خطا اجرائي ، فلماذا التسرع تفاءلوا الخير تجدوه ، فالعاملين بالدولة لايحملون السيد رئيس الوزراء ذلك القرار باعتباره لم يستلم فعليا بتسليم وتسلم من سلفه ، العاملون في الدولة يعلون عليك كثيرا في ترجيح كفة الميزان وان تضع الامور في نصابها كما كانت ، وكلهم ثقة في عقلك الراجح وامكانياتك الكبيرة التي اكتسبتها من داخل السودان وخارجه ، السيد رئيس الوزراء ان العاملين في بعض الوزارات التي لاتشملهم شروط الخدمة يتساءلون دائما لماذا هذا الفرق الكبير في البدلات فيكون اجمالي المرتب في الوزارات خمسة اضعاف او يزيد , فمثلا وزارات لصيقة بالمجتمع ووجدانه بل صنعت من الموظفين او العاملين في دولة كوادر مثل وزارة التربية التي تبدا مع التلميذ منذ الطفولة وحتى تخرجه من الجامعة طبيبا اومهندس ، و زارة الشباب والرياضة التي تمثل سفارة شعبية في تمتين العلاقات ، بالاضافة لوزارة الثقافة والاعلام والسياحة تلكم الوزارة التي التي تسهم في بناء المجتمع ورتق النسيج الاجتماعي ونبذ العنصرية والجهوية عن طريق الثقافة والفنون واثراء الوجدان والتراث الانساني من تراث وآثار ، بالاضافة للاعلام الذي اصبح مفتاح الهزيمة والانصار للدول والتعريف بها وو عاء للثقافة فضلا عن السياحة التي اصبحت تلعب دورا كبيرا في استقرار الدول ورفدها بالعملات الصعبة ، هذه نماذج بسيطة لبعض الوزارات التي هي خارج نطاق شروط الخدمة ، وعندما صدر قرار زيادة بدل وجبة وسكن فكان هذا القرار بردا وسلاما ، باعتباره يمثل شي من الانصاف ، ولكن سرعان ماتبخر الحلم ، السيد رئيس الوزراء العاملون يعولون عليك كثيرا في طاقمك الوزاري القادم ، بارجاع الامور الى نصابها ، فهم يعلمون الظروف التي تمر بها البلاد ويقفون مع جيشهم حتى النصر