32.4 C
Khartoum
الخميس, سبتمبر 18, 2025

العدل المؤجل… هل يُرد الحق إلى أهله في موسم الأمل؟. رسالة مفتوحة إلى سعادة والي القضارف لإنهاء معاناة مزارعين الفشقة الكبرى الذين سُلبت أراضيهم لعقود عبر البريد الإسفيري رسالة إلى سعادة الفريق / محمد أحمد حسن – والي ولاية القضارف – الموقر (بواسطة سعادة السيد المدير التنفيذي لمكتب الوالي المحترم

إقرأ ايضا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد،

نرفع إليكم هذه الرسالة، وسعادتكم تواصلون أداء مهامكم الجليلة في خدمة ولاية القضارف وأهلها الكرام، متمنين لكم دوام التوفيق والسداد، وأن يمكّنكم الله من حمل هذه الأمانة بما عهدناه فيكم من صدق النية، ونبل المقصد، وحسن الإدارة.

سعادة الوالي الموقر،
إنها رسالتنا الثالثة إليكم، نبعث بها عبر مكتبكم الكريم، بكل التقدير والرجاء، ونوقن تمامًا أنكم خير من يُصغي لصوت المظلوم، وخير من يُنصف أصحاب الحقوق ممن أنهكتهم سنوات الإقصاء والتهميش.

لقد تابعنا باهتمام بالغ جهودكم المشهودة في فتح واحد من أعقد الملفات التي أعجزت الولاة السابقين، إما تجاهلاً أو معالجةً سطحية لا تتعدى تشكيل لجان حبيسة الأدراج، بينما ظل المتضررون من مزارعي الفشقة يُكابدون فقد أراضيهم دون معين أو ناصر.

غير أنكم، وبما عرف عنكم من صدق التوجه ووضوح الرؤية، بادرتم باتخاذ خطوات شجاعة، تمثلت في تشكيل لجنة مختصة للنظر في قضية الأراضي المسلوبة من مزارعي الفشقة، وهي الخطوة التي استبشر بها الجميع خيرًا، لا سيما وأنكم من أبناء الفشقة والقضارف، الأدرى بحجم المعاناة، والأقرب لفهم جذورها وتعقيداتها.

وقد باشرت اللجنة أعمالها بمهنية ونزاهة شهد بها كل من تابع مجريات عملها، وحرصت على استيفاء كل الجوانب القانونية والإدارية كما وجهتم سيادتكم، إلى أن رفعت تقريرها النهائي إليكم بعد أن أكملت دورتها القانونية على الوجه الأكمل.

سعادة الفريق،
ها هو الموسم الزراعي قد بدأ بشائره، رغم تأخر هطول الأمطار، والمتضررون يترقبون بقلق بالغ ما ستؤول إليه قرارات هذا الملف، بعدما وضعوا أملهم في عدلكم وإنصافكم، إلا أن المؤسف أن من اعتدوا على الأراضي عادوا مجددًا لزراعة المشاريع المتنازع عليها، ضاربين عرض الحائط بقراركم الواضح بعدم تجديد تلك المشاريع، وهو ما ولّد حالة من الإحباط والسخط وسط المزارعين الأصليين، الذين يرون أراضيهم تُستغل أمام أعينهم، فيما الحلم بالعودة إليها يوشك أن يتبخر مرة أخرى.

ولذلك، يلتمس المتضررون من سيادتكم – وقد ضاقت بهم السبل، ونفد صبرهم – أن تتكرموا بالمصادقة على توصيات اللجنة الموقّرة، وإصدار توجيهاتكم العاجلة بتنفيذ ما جاء في تقريرها، وذلك لإنصاف من سُلب حقهم لسنوات، ورد الاعتبار لمزارعين عانوا مرارة الظلم، وكابدوا أوجاع الحرمان في صمتٍ مؤلم لعقودٍ ثلاث.

إن هذا القرار – يا سعادة الفريق – سيكون بمثابة ميلاد جديد لأسرٍ كاد اليأس أن يسكن وجدانها، وسيفتح أبواب الرجاء أمام من انتظر طويلاً أن يُرد إليه حقه المسلوب. فبكم، وبحزمكم، تتحقق العدالة، ويُثبت الحكم أنه قائم على أسس من الإنصاف والمروءة.

وفقكم الله، وسدد على درب الحق خُطاكم، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم، ونِعمَ ما يُرجى منكم أن تُرفع المظالم على أيديكم.

وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة