مثل الاف التلاميذ كان يتهيأ محمد فرحا للجلوس مع اصدقائه وزملائه لاداء امتحانات الشهادة الابتدائية اليوم، لكن يد المنية كانت اسرع واختطفت روحه البرىئة مساء امس الأول وهو فى طريق عودته من المكتبة بعد ان اشترى ” قلم وكراس”..
يا للفجيعة يابني، محمد صلى المغرب مع والده الصحفي ” ولدي واخوي” صلاح باب الله ، قبل ان يخرج فرحا باقتراب الامتحانات ممنيا نفسه بلقاء الزملاء والاقران فى اليوم التالي، لكن القدر قال قولته واختطف الصبي اليافع وهو فى طريق العودة ممن المكتبة، اتكأ محمد – (والدته المرحومة العزيزة “الصحفية نور)-
على الجدران حينما احس بان المنية تنشب اظفارها فى احشائه الغضة، قال للعابرين : “نادو لي ابوي وخلو بالكم من اخوى، ثم اغمض عينيه الى الابد”.
فاجعتنا فيك كبيرة يا محمد، كنت بعضا من طيف “نور” ونفحة من طيب ايامها بيننا، مازلنا نبكي فراقها المر ، تركتك واخوتك ذكرى عزيزة نالت منها المقادير اليوم بما يكفي لتجريف الجرح ألقديم ، أسأل الله ان يخفف عن صلاح، ويلهمه الصبر الجميل ، فقد افاض فى التجلد وهو يبلغني بصوت باك مرهق ” ولدك محمد مات يا استاذ”..
اللهم اجعل محمد شفيعا لصلاح، وكل اهل بيته، اللهم جازه بالجنة وافتح ابوابها لوالده الصبور، اللهم اجر صلاحا فى مصيبته، نعم لم يكن محمد بين اربعين الف تلميذ وتلميذة جلسوا اليوم لاداء الامتحانات، لكنه فاز بالمقعد السرمدي حيث تحلق روحه هناك بين حواصل طير خضر،والتحق بجوار رب كريم ، ذهب الى دار النعيم الدائم والحياة البرزخية، حيث لا عين رات ولا اذن سمعت ولاخطر بقلب بشر..
رحمك الله يا محمد يا ولدي…
ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك لمحزونون..
كتب محمد عبدالقادر واوجعني جدا محمد.. وماتت نفحة من “نور”
