30.4 C
Khartoum
الخميس, يوليو 31, 2025

……… الدنيا بخير …… الدنيا بخير عنوان مقالي هذا اخترته بعناية لتأكيد ما قاله الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم… الخير في وفى أمتي الي يوم القيامة…

إقرأ ايضا

قبل قراءة المقال ارجو ان يسمح لي القارئ الكريم فضلا لا امرا أن الخص بعض المشاهد من فيديو شاهدته قبل ايام والذي مثل شخوصه وجسدوا قصة جديرة بالمتابعة لما فيها من محاولة جادة لاحياء بعض القيم ومكارم الاخلاق التى تكاد أن تختفى فى هذا الزمان…

فى ذلك الفيديو مثل رجل سعودي دور رجل ثري قابل فى الطريق رجلا فقيرا بصحبة زوجته المسنة المريضة… عرض الرجل السعودي على الرجل المسن الفقير أن يسلمه شنطة بها مليون ريال نظير أن يقوم بتطليق زوجته المسنة المريضة فرفض الرجل المسن الفقير ذلك العرض الذي يسيل له لعاب كل فقير ولم تجد محاولات زوجة الرجل الفقير المتكررة بإقناع زوجها باستلام المبلغ لإصلاح شأن أسرتهم الفقيرة وبناتها مذكرة لزوجها أنها مريضة وعلى حافة القبر فاستمر زوجها فى رفض عرض السعودي متمسكا بزوجته التى يحبها لدرجة الهيام فما كان من الرجل السعودي إلا أن عبر عن إعجابه بإخلاص حب ذلك الفقير لزوجته ووفاءه لها وقام بتسليم مبلغ المليون ريال للرجل الفقير دون شرط بتطليق زوجته بل ذهب الرجل السعودي ابعد من ذلك حيث تكفل بتوفير تكاليف علاج الزوجة المريضة وتوفير كل ما تحتاجه الاسرة لإصلاح شأنها ..

مستصحبا ملخص مشاهد الفيديو المشار إليها ارجو من القارئ الكريم أن يكمل قراءة مقالى هذا والذي اخترت له عنوان.. الدنيا بخير …. وقد اجتهدت فى هذا المقال أن اتناول ما ورد فى الفيديو من خصال ومكارم اخلاق تحتاجها البشرية بشدة فى هذا الزمان الذي أحسبه أنه يقترب بسرعة من إصابته بالعقم أن يلد مثل تلك القيم والمثل….

يا سلااااااااااااااااااااااااام
قصة معبرة مؤثرة تذكرنا بماض جميل لأناس عاشوا مع قيم ومكارم اخلاق ومبادئ حقة كلها للاسف تكاد تكون اندثرت وماتت وحلت محلها اضادها مثل الأنانية والغدر والخيانة وقد نعاها للبشرية شاعر المرؤءة حينما قال…

مررت على المرؤءة وهي تبكي فقلت علام تنتحب الفتاة….

فقالت كيف لا ابكى واهلى دون خلق الله ماتوا…..

القصة بشخوصها الذين أجادوا تمثيل أدوارهم ببراعة جسدت مجموعة من مكارم الاخلاق والمبادئ الحقة التى اندثرت والبشرية فى امس الحاجة لنفض غبار السنين عنها وإعادتها ليعيشها الناس الذين حرمتهم أعمارهم الصغيرة من أن يكونوا من أصحاب الحظوة لقطف ثمارها التى استمتع بها اجيال من البشر عاشوا فى ذلك الزمن الجميل….

رجل البر والإحسان الرجل السعودى جسد لنا الكرم والشهامة والمرؤة متسربلا بحقائق أنه ما نقص مال من صدقة….ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ..وصنائع المعروف تقى مصارع السوء…. وغيرها من المحفزات التى ضمنها الله ورسوله لكل فاعل خير لوجه الله …

المرأة التى مثلت دور امرأة مريضة مرضا عضالا أفقدها الامل فى حياة أطول جسدت للبشرية معاني الايثار وهزيمة الأنانية وهى تصر على زوجها كبير السن أن يأخذ مبلغ المليون ريال من الرجل المحسن لا بهدف علاجها بل لرعاية وتزويج واسعاد بناتها بعد موتها…

الرجل المسن الذي مثل دور زوج المرأة المريضة جسد للبشرية مجموعة من مكارم الاخلاق شملت ثقة لا تتزعزع فى رحمة ربنا وانتظار الفرج من عنده وذلك من إخلال إصراره فى رفض استلام مبلغ مليون ريال من الرجل السعودي نظير تطليق زوجته وثباته على ذلك الموقف رقم العرض المالى المغري وهو بذلك يجسد حبه الشديد لزوجته رغم مرضها وبذلك وجه رسالة للبشرية أن الدنيا بخير وان حب القلوب لا يزال موجود بقوة ومنافسا لحب الجيوب الذي تفشى بصورة طاغية فى علاقات البشر والازواج فى زمن الأنانية وحب الذات الذي نعيشه فى حاضرنا وواقعه الأليم ….

انتهت القصة بنجاح المرأة وزوجها المسن ورجل البر والإحسان السعودي فى تجسيد قيم ومكارم اخلاق اندثرت مثل الحب الصادق والايثار والكرم والشهامة والمروءة وفوق ذلك كله ثقة فى الله ورجاء فى غوثه وعونه ورحمته لا يتزعزع لتنتهى القصة بإعجاب رجل البر والإحسان بالحب الصادق بين المرأة المريضة وزوجها المسن مما دفعه بتسليم مبلغ المليون ريال لزوج المرأة المريضة ليصرف على علاج زوجته وإصلاح كافة شئون أسرتهم ووعدهما بتوفير اي مبالغ إضافية يحتاجونها فى المستقبل…

وختمت القصة بشكر الرجل المسن وزوجته المريضة لرجل البر والإحسان السعودي ودعواتهم الصالحات ليبارك له فى ماله وعمره وكتبت تلك الخاتمة ذات الدلالات العميقة بمداد من دموع ذلك الرجل المسن وقد ربح بيع الجميع مع الله الجواد الكريم الذي خزائنه ما لها من نفاد…

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. تسليما كثيرا…

دكتور عباس طه حمزة صبير
جامعة الخرطوم

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة