41.8 C
Khartoum
الإثنين, يونيو 9, 2025

ظلامَ تحت الشمس وكوة ٌفي آخر النفق بقلم/محمد أبوزيد مصطفى

إقرأ ايضا

تمترست كثير من طوائف السلفيين الذين هم ابناء (علات) ينحدرون من ام واحدة هي (جماعة أنصار السنة) ، كما تنظيمات الإسلاميين الذين ينتمون لامهم التي رضعوا جميعاً من ثديها وهي (جماعة الإخوان المسلمون) وحرنت عند مصطلحات وشعارات وادبيات عجولة قبل أن تكتمل فيها الصورة والتصور مما اورث كثيراً منها تيهاً وضلالاً أبعدهم عن الوصول الي الغايات المرجوة رغم نبلها، والحال ان النبي – صلى الله عليه وسلم- صاحب الرسالة الأصل، قد أمره ربه الذي بعثه للتبشير بها الا يتعجل قبل أن تكتمل الصورة {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضَي إليك وحيه}، ولما كانت كلا الجماعتين قد نشأتا في بيئات سنية وكانهما قد تواطأتا علي أقتسام الأدوار، الا ان الحقيقة لم تكن كذلك رغم ان المشرب كان واحداً في عصر التنوير قبيل وبعيد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924م، فصوبت الجماعة الأولي جهدها نحو طوائف التصوف باعتبارها فرق مبتدعة ودمغها بالشرك والكفر. بينما قامت الثانية بتكثيف جهدها وافراغه في مناهضة حكام دولهم، باعتبارهم حكامأ جاهليين كفرة يجب مقارعتهم بكل ما يمكن.
فكل واحدة من الجماعتين قد حددت وجهتها ومُستَهدَفيها وافرغت جهدها فيه، إلا أن بعضاً من طوائف الجماعتين قد تطرفت وحكمت علي سائر المجتمعات المسلمة بالشرك والكفر بحجج مختلفة فالتقتا هنا في محطة الخوارج الذين كفروا سائر المسلمين بذنوب لا ترقي لذلك.
ثم بعد أن تطاول زمان الترحال وظهور الاختلالات النظرية والعملية من واقع التجربة العملية والاختلاط الإجباري بهذه المجتمعات والتحديات التي صاحبتهما فقد برزت تساؤلات عديدة ومعضلات نظرية افرزتها التجربة العملية للتعاطي الراشد معها ، عنئذٍ بدأت رحلة المراجعات والنقد الذاتي لتقويم المسار، ولكن بعد وابل من الخراب الكثيف والقطيعة النفسية والروحية المتطاولة مع ذوي القربي من اهل الملة والقبلة والوطن.
ومرد ذلك كله الي التعجل غير المحمود بينما انه في التاني السلامة، مضافاً الي ذلك قلة الزاد العلمي المتفقه، وفقدان التجربة الراشدة إلا من مقالات لا تغني في إكمال الصورة وهي مع قلتها تجدها مبعثرة يصعب الحصول عليها وتجميعها.
الآن وقد بلغ صبية هذه الجماعات سن النضج والرشد، فقد وجب عليهم بعدئذٍ أن يضعوا عصا ترحال التشرنق والخصومات التي لم تجدِ ولن تجدي نفعاً لبناء مستقبل راشد لوحدة جامعة، ونصرة مرتجاة، فان استمرار الفرقة والتخاصم واجترارهما والتباهي بهما شرٌ محض من مسببات الفشل الحتمي {ولا تنازعوا فتفشلوا}.
وعليهم جميعاً الاعتصام بالأمر الرباني الجازم {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} فإن الوحدة رحمة والفرقة عذاب،
وليكن الزاد هو العلم المحلي بالأدب والمعتق بالفقه والحكمة والبصيرة النافذة، فليس كل من حمل علماً وحفظ متناً فهو نافع بل ربما يضر في بعض الأحيان.. {ولو ردوه الي الرسول والي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.. فرب حامل علم ليس بفقيه..

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة