يظل التنادي علي أهمية الفنون المختلفة والآداب بكل أنواعها؛ حاضرا، وضرورة حتمية لاي تغيير يراد احداثه، في المجتمع.. ولاي مجتمع ينشد السمو والرقي، تلك هي القضية، اذا تحدث كلها ادوارا متنوعة في عمليات تطويرية يحتاجها المجتمع الإنساني، والمسرح أحد هذه الأدوات التطويرية الضرورية من منظور واقعي يلبي الحاجة، إذ انه أداة فعالة في تلك العمليات الهادفة لأي تطور أو تحسين في المجتمع المنشود، إذ هو مدرسة الحياة العامرة بالابداع، وارتقاء أي مجتمع رهين بالتطور مقرون بهذه الخاصية. منطقه صناعة العرض المسرحي في السودان، واحدة من ادوات هذا النشاط الانساني المميز، لها العديد من تلك المساهمات، اذا بنشاطها اوجدت لها مساحة واسعة من التناول لقضايا المجتمع وهمومه، وتطوره والارتقاء به لعوالم تعني بهذه الحياة. شاركت مؤخرا في مهرجان ايام قرطاج المسرحية الدولي في دورته (25) في الفترة ما بين (23 وحتى 30 نوفمبر 2024م) بمسرحية: أيس دريم (ICE DREA) خارج المنافسة الرسمية (العروض الموازية).. من ضمن (125) عرضا فنيا من (32) بلدا عربيا وأفريقيا وأوروبيا ومن أمريكا اللاتينية.. منها 19 عرضا مسرحيا من الدول العربية.. وجاء شعار المهرجان تحت عنوان (المسرح مقاومة.. والفن حياة).. ورد في تقرير للتلفزيون الوطني التونسي ان عرض مسرحية أيس دريم هو العرض الوحيد الذي جسد شعار المهرجان من خلال التحديات التي واجهة فريق العمل للوصول إلى قرطاج ومن ما جسده العرض من قضايا تعبر عن المقاومة.. هذه هي المشاركة الثانية لمنطقة صناعة العرض المسرحي في مهرجان ايام قرطاج المسرحية حيث كانت المشاركة الأولى في العام 2022م بعرض مسرحية (النسر يسترد اجنحته) صناعة عرض وليد عمر الالفي.. ومسرحية آيس دريم أو الأحلام المثلجة تناولت استحقاق العشق والحب والاحلام الانسانية المشروعة في لون غير مطروق، تلك العلائق الانسانية، لواقع يلقي بظلاله الباذخة علي تحقيق تلك الاحلام الانسانية، كاستحقاق لا يقبل التنازل عنه، منطقة العطف الإنساني، لا تحتاج لارتهان، أو تأجيل او صكوك تنظمها.او قوانين تحاسب بها او عليها، المحبة حق مشروع، وكيف لا فهي بذرة الوجود، التناول الجرئ في هذا العمل المميز يفتح شابيك للنور والضوء ليزيل تلكم العتمة والغباش، ويضئ ما هو مسكوت عنه، في مجتمع مازال يحتاج لكثير من هذه الإبداعات، التناول الجرئ لمشكلات المجتمع تحتاج لرؤية واضحة، وفضاء يلامس هذه الاشكاليات التي تعيق عملية النمو القاصد لهزيمة مواقع المسكوت عنه وهو حق مباح.. عرض مسرحية آيس دريم تعتبر نبؤة مبكرة للحرب العبثية الدائرة الان.. حيث تم إنتاجه قبل اشتعال حرب أبريل 2023م ضمن مشروع مسرح الشدة بتمويل من الصندوق العربي لدعم الثقافة والفنون (آفاق) وهو من صناعة وليد عمر الالفي وتمثيل كل من (الرشيد أحمد عيسى ومحمد احمد الشاعر ورماح القاضي ونمارق عبدالله ورامز سراج وادم منقة) في المرحلة الأولى التي قدمت فيها ثلاثة عروض في إقليم النيل الأزرق وولاية سنار وولاية الخرطوم يوم (8) أبريل 2023م بمركز ام درمان الثقافي.. التحية للمبدعين الذين شاركوا في هذا المنتوج الانساني البديع بالرغم من قله الامكانيات وغياب الدعم الرسمي للدولة والتحية للذين مدوا يد العون والمساهمة في تذليل العديد من العقبات والتحديات لتشارك هذه المجموعة في ظل تعقيدات راهنه يحسها الجميع، فمنهم من قدم مساهمات مالية وآخرى لوجستية تستحق التحية والتقدير.. فريق العرض الذي شارك في قرطاج وليد عمر الالفي في صناعة العرض ومكرم ألمانسي في العمليات الفنية والتنفيذ وعبد الرحمن الشبلي في دور المعلم، ومحمد أحمد الشاعر في دور الغريب وهدى مامون في دور العاشقة ونمارق عبدالله في دور الطبيبة وأشرف الجلاصي في دور العاشق وادم علي ادم منقة في دور حارس التلاجة، وممسك بقارب التجديف الاداري الهادي الشواف.. التحية للجمهور الذواق والذي شارك بالحضور والمتابعة و لاسرة المهرجان، يظل المسرح الهادف ضياءا ليزيل ظلام الدروب الوعرة، ويسرج أهدافه لوعي مطلوب بارادة هادفة للتنوير والتطوير والتغيير.
الي ان نلتقي. يبقي الود بيننا.
بخلاف ذلك.
معا_نزيل عثرات ونسد فرقات واحتياجيات في مراكز الايواء والتكايا والمشافي، وغرف الطوارئ وندرء معا مخاطر الازمات والكوارث والاوبئة، ونسهم جميعا في مشاريع الشباب التوعوية من أجل غد مشرق وضاء.
#غدا_تخضر_الأرض_اليباب
الحياة مهنتي .. الطيب كنونة : آيس دريم احلام مستحقة.
