19.9 C
Khartoum
الإثنين, ديسمبر 23, 2024

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب حكايات من زمن الكيزان والفلول ودولة 56 !!

إقرأ ايضا

قال الإمام الشافعي : ( وما من شدة الا سيأتي ۔۔ لها من بعد شدتها رخاء ) ، لقد انستنا هذه الحرب المشؤومة جمال النيل في الخرطوم بالليل كما يتغنى المغني ، بعد ان تدمر كل شئ ، واضحى الناس لايبالون بما يحدث أمامهم من فواجع متصلة ومتواصلة كأننا ندفع ضريبة انتماءنا لهذا الوطن وقواته المسلحة الباسلة دون ان نحمل سلاحا او نطلق رصاصا فيكافئنا الجنجويد القتلة بمزيد من التدوين العشوائي ردا دائما لهذا الانتماء الذي رضعناه من آثداء أمهاتنا
ولن نحيد عنه وإن أبادونا جميعا في يوم واحد ۔
وهذه ترويحة خرطومية من زمن الكيزان والفلول ودولة 56 حسب تعريف ( ملاقيط ) أفريقيا الأوباش ۔
( 1 )
كنت في مدينة سنار في مهمة صحفية ، وفي طريق العودة وجدت جرارا من ذوي الـ( 22 لستك) وقد إنكفأ على جانب الطريق بين مدينتي الحاج عبدالله وود الحداد فتانثرت حمولته من الخراف بين نافق وآخر ( بكاتل في الروح ) وكم تأسفت لهذا الأمر ولكنه القضاء والقدر ، غير أن صاحب الضأن سيضيف ما فقده عبر هذه الكارثة في أسعار الخراف الحية الموجودة في الجرار والجرارات الأخرى الداخلة الى ولاية الخرطوم ، ولن تنجح الولاية في إثنائه عن السعر الجديد الذي سيقول به لأن التجارة ( شطارة) ولا أحد يرضى بالخسارة ، وما رأيتها من خراف لن يقبل مالكها أن يبيعها بالكيلو فهي كبيرة وسمينة وتصلح للتصدير فقط و( الجاتك في مالك سامحتك ۔۔ ويا حليل الشية والمرارة النية ).
(2)
كانت هناك حملة إعلامية قوية تقوم بها هيئة الإذاعة والتلفزيون الاتحادية بتوعية الناس في ولايات دارفور الخمس وكردفان الثلاث والنيل الأزرق بمخاطر حمل السلاح وإلزامية تسلميه للسلطات طواعية ، وأنا أتابع الحملة على المذياع زراني جاري الكردفاني وأخذ يستمع ، وبعد برهة قال لي ( لو الحكومة دايرة تلم السلاح من الناس عليها تعلن أنو كلو زول يسلم بندقية يعرسوا ليهو مرة والبسلم إتنين يدوا مرتين وابوتلاتة بنادق يعرسوا فتاة وعزبتين وكده ) فقلت له وإن جاء أحدهم بعشرة بنادق أو 50 بندقية ؟ فحك جاري رأسه بعد أن تفاجأ بسؤالي ورد على الفور ( زول زي ده يدوه 20 سنة سجن لأنو تاجر سلاح وعمل البلاوي دي كلها في الناس ) فضحكت وضحكت أم العيال معي فقد كانت تستمع اليه بصوته الجهور ، وبناء على توصية جاري وبعد تعديلات كثيرة أقترح أن يمنح كل شخص يأتي بخمس بنادق أو يدل على مكان وجودها أو أكثر منها ، يمنح شيلة كاملة ومعها دولاب ملابس وسريرين وإن زاد عنها يتم ضمه لمجلس الشيخ او العمدة او الشرتاي او الناظر او المك او الدمنقاوي او أي مسمى للإدارة الأهلية في منطقته بإعتباره سوداني أصيل ، وعلى نواب البرلمان القادم التعاطي مع هذا الطرح الجديد حتى نخرج خطر السلاح من قرانا فرقاننا ومحلياتنا بأقصى سرعة . واليوم اصبحنا نطرب ولا ننام الا ان سمعنا ( لعلعة الرصاص ) ۔
(3)
كثر المتسولون في اسواق الخرطوم الولاية وأضحوا أكثر من رواد الأسواق وجلهم ولا أقول كلهم ليس لهم علاقة بالرقم الوطني أو السودان في الأساس ، فلماذا لا يرحلون الى بلدانهم وهم يرسمون صورة شائهة في اسواقنا وطرقاتنا بإستمرار وبعضهم لايتحدث العربية إطلاقا ، وهناك (فرق) كثيرة من (مداحي) الأسواق الذين أصبحنا لا نفهم ما يقولون به ، فقط ( الطار ) الذي يحملونه يدلل على هيئتهم ، فأين سلطات ولاية الخرطوم من هذا الهراء؟ وأين مصنفات الخرطوم ومجلس الدعوة والإرشاد أيضا من حاملى المايكرفونات في الأسواق الذين يفتون كيفما يشاؤون دون علم ؟!، واليوم اضحى كل الاجانب جنودا في مليشيا الدعم السريع ۔
(4)
الى رئاسة وزراء حكومة البرهان الجديدة ( يا العزيزة الطال عشان جيتك وقوفنا ) ۔ رحم الله استاذنا سعد الدين ابراهيم ۔

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة