أجمع المشاركون في المائدة المستديرة حول “فكر الاستشراف في فلسفة ابن خلدون”، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، بالمملكة المغربية ، أجمعوا على أن أفكار وكتب العلامة ابن خلدون ستظل مراجع قيمة صالحة لكل زمان ومكان، مطالبين بالتعمق في دراستها لكي تساعدنا على فهم وتحليل الحاضر واستشراف المستقبل ولكن من هو ابن خلدون ؟ وللتعرف على سيرة هذا الفيلسوف العربي دعونا نقرأ ما كتبته الزميلة صفية الدمرداش بالوفد المصرية تحت عنوان ( ابن خلدون.. رحلة الدبلوماسي الحكيم )
يعد ابن خلدون شخصية عبقرية فذة، وعالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والتخصصات التي إسهامات في التجديد بأسلوب الكتابة الفريدة التي عكست فكره المستنير في عرض ومناقشة الظواهر الاجتماعية التي استدل بها في كتابه مقدمة ابن خلدون.
اعترف العلماء والفلاسفة الأوروبيون في القرن التاسع عشر أيضًا بأهمية هذه المقدمة التي جعلت ابن خلدون أحد أعظم فلاسفة العصور الوسطى، ومؤسس علم الاجتماع على أسسه الحديثة من خلال صياغة النظريّات حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها حتى سبقت آراؤه ونظرياته ما توصّل إليه لاحقًا بعدّة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
استطاع ابن خلدون الجمع بين العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا، رغم أنه لم يول في بداية حياته الثقافية عناية خاصة بمادة التاريخ، لآنه لم يراقب الأحداث والوقائع عن بعد كبقية المؤرخين، بل ساهم إلى حد بعيد ومن موقع المسؤولية في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال حلال رحلة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما من الأندلس وحتى بلاد الشام.
قاد ابن خلدون المنهج التاريخي العلمي الذي يرتكز على أن كل الظواهر الاجتماعية ترتبط ببعضها البعض، فكل ظاهرة لها سبب وهي في ذات الوقت سبب للظاهرة التي تليها،حتى كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية أو ديمغرافية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية.
امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس وبقية بلاد شمال أفريقيا إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته
اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والأحزان على فقد الأعزاء إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة1348م تفرغ بعدها أربع سنواتٍ في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية، حتى اعتزل الناس آخر عمره، ليكتب سفره أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون مؤسساًلعلم الاجتماع بناءً على الاستنتاج والتحليل في التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير.
وعندما حدث وباء الطاعون الذي انتشر عام 1348م، ليعصف بمعظم أنحاء العالم شرقًا وغربًا، كان لهذا الحادث أثر كبير في حياة ونفسية ابن خلدون؛ فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخه الذين كان يتلقى عنهم العلم في تونس.
استقال ابن خلدون من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من أهم المصادر للفكر العالمي، ومن أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر وظل بها ما يناهز ربع قرن 784-808 هـ، وتوفي عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين عاما ودفن في باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم.( إنتهى )
خروج أول
نأمل أن ينصلح حال بلادنا حالا وان يجنبنا الله الموجة الجديدة من الكوليرا فلا قدرة لدينا لدحر الملاريا حتى .
خروج أخير
ارفعوا معنويات جيشكم السوداني فهو الصخرة الأولى والأخيرة التي تتحطم فيها جحافل الأعداء ودون معنويات ستخسرون وطنكم أيها المغردون خارج السرب .. ويا الحارس مالنا ودمنا .. جيشنا يا جيش الهنا ..