32.6 C
Khartoum
الأربعاء, سبتمبر 17, 2025

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب رئيس وزراء من الحزب الشيوعي السوداني !!

إقرأ ايضا

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
رئيس وزراء من الحزب الشيوعي السوداني !!
بعد التقارب الوجداني بين برهاننا الكاهن والرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي بشرنا بالعديد من المفاجآت السارة القادمة إلينا من هناك قريبا جدا ، و( كية ) في بايدن رئيس امريكا المغادر – لضعف في الركب واليايات والكربريتر – وترامبها المنتظر في صفوف البدلاء رئيسا جديدا ايضا ، فإن مجلس السيادة بحسب رواة الاخبار يعكف على تسمية رئيس وزراء مدني لحكومة سودانية جديدة ، عليه فإن الحزب الشيوعي السوداني أو حزب المثقفين بحسب شهادة رئيس الجمهورية السابق او المخلوع او المسجون او المظلوم او الطاغية ( اي واحد فيكم يلبس الطاقية البتعجبو من النعوت السابقة ) ، في حواره التلفزيوني الذي اجراه معه الاستاذ حسين خوجلي من قبل ، قال المشير البشير انه في صباه كان يجلس في حلقات الراحل المقيم الاستاذ محمد ابراهيم نقد – أشهر اليساريين في الوطن العربي وأفريقيا – لينهل من ثقافته الثرة والتي افادته كثيرا – حسب قوله .
وبرحيل الاستاذ محمد ابراهيم نقد لعل الكتوف (إتلاحقت) داخل الحزب ( الوحيد ) الممنهج في السودان ، لذلك تخرج الى السطح بين الفينة والاخرى مشادات بين أهل الثقافة السياسية منه ليجد فيها منسوبو حزب البهجة (أمثالى) منفذا للضحك البرئ ، ويقيني ان الاستاذ الراحل كمال الجزولي هو بمثابة موسوعة فكرية متحركة وهو أكثر رجل متعلم في السودان يحب ترتيب اشيائه ولايخدش الآخرين أبدا حتى عن طريق النكتة والطرفة ، وخروجه الإضطراي من الحزب الشيوعي ( موتا ) فإننا نرى أن موسم تشليع الحزب قد بدأ ، ليلحق بحزبي السيدين العريقين ( الأمة والإتحادي ) وأحزاب الفكة التي راحت شمار في مرقة فاتحة الطريق للمؤتمر الوطني ( في ثوبه الجديد ) ليعود مرة أخرى لسدة الحكم بعد ان ظل في الصدارة طوال ثلاثين عاما مضت .
وللحزب الشيوعي السوداني العريق نوادر طريفة مع الإنقاذيين منذ مجيئهم لحكم البلاد في 30 يونيو 1989م ، ولكن أظرفها وأمرها في آن واحد هو ماحدث في صبيحة التاسع من مارس من العام 2011م حين قررت بعض الاحزاب والنقابات التجمع في ميدان ابوجنزير في قلب الخرطوم والإعتصام فيه في ثورة شعبية مماثلة لثورة إكتوبر 1964م ، وذلك لإجبار الحكومة على تسليم السلطة سلمياً حتى ان سقط فيها مليون شهيد بحسب ( مناشير ) الاحزاب التي تم توزيعها قبل التظاهرة الشعبية العارمة المنتظر قيامها في يوم 9 مارس ، فقامت الجهات الأمنية بأخذ إحتياطاتها وسبقت المعتصمين الى الميدان وما أن انبلج الفجر حتى رأى كل مواطن وكل متأهب للتظاهر الشرطة بزيها الازرق ( البهيج) في قلب الميدان وأفرادها مدججون بالقنابل المسيلة للدموع وفي ايديهم ( كبابي) شاي الصباح ، فأسقط في ايديهم جميعاً ولم يقترب أحد ، غير ان الراحل الاستاذ محمد إبراهيم نقد فعلها ودخل الى وسط الميدان ولم يجد أحداً ، ولعلي كنت اعلم ان المظاهرة ماهي الا جس نبض من المعارضة للحكومة وظل الحال هكذا حتى مغيب شمس اليوم المشهود بلا شهود فكتبت وانا اضحك ليس نكاية في الحزب الشيوعي الذي احب مثقفيه ونهجه التحاوري الخالى من العضلات ولا في المعارضة مجتمعة وليس حباً في الإنقاذ وقادتها الذين سحلوني في شارع البلدية قرب الصحيفة وهجموا على حقيبتي الخاوية الا من سندوتش عدس ومائة وخمسين جنيها وعلاج السكري ومفكرة وقلمين ظنا منهم بأنني تاجر دولارات فخابت ظنونهم فقلت لهم وانا ( بالنكس والفنلة ممسكا ببنطالي وقميصي في يدي ) بعد التفتيش : يا امنجية الله يسألكم وشي ده وش دولارات انا طويل وازرق وشين وماهيتي الفين جنيه دايرين مني شنو ،۔
واعود للمظاهرة مرة اخرى ولأنني لا أحب الفعاليات الملغاة فقلت حينها :
ضحك ظريف المدينة عصر الأربعاء الماضي وظل يُردِّد (إن زعيم الحزب الشيوعي عندما دخل ميدان التحرير – أقصد أبو جنزير – ولم يجد حتى غاسلي العربات، فتحسَّر وتأسَّف وسفَّ التُراب! وإمعاناً في (الكرتنة) التقط قطعة كرتون وكتب عليها (حضرنا ولم نجدكم).
وأردف (الظريف) أن الحزب الشيوعي (بيموت) في شهر مارس، ففيه حاول مع الرئيس الراحل جعفر نميري الذي كان رحمه الله (لحْمَهُ مُرْ) و(عينو حَمْرا)، وبالتعاون مع الأحزاب ذات السجادة الصوفية فنجح الزعيم نقد – رحمه الله – في انتفاضة 1985م واطاح به واصبح ابوعاج ( الرئيس الراحل نميري ) في خبر كان ولاجئا سياسيا غير مرحب به في المحروسة مصر .
وحباً في مارس رغم أن الانتفاضة تحققت في السادس من أبريل، إلا أن حزبه سطَّرها بأحرف من ذهب على (الكرتون) أيضاً! انتفاضة (مارس أبريل) المجيدة.
وظريف المدينة قال إنه ليس (جبهجي) – الجبهة الاسلامية القومية – وما بين الهلالين اسم الدلع للمؤتمر الوطني في الثمانينات – ولا ينتمي اليه ولا يعرف أين مقره الرئيس، لكنه مواطن سوداني مازال يعاني من ألم (البيات) تحت شبابيك (الأفران) المخابز ذات الرغيف سيئ الصُنع، ومازال يحب النوم في العراء فقد تعوَّده في دورة حتمية أقرها الحزب الشيوعي وأحزاب حكومة 1986م يساريين ويمينيين وطائفيين ومعارضين قسراً على جموع الشعب السوداني وخصَّص لها طلمبات الوقود الخاوية والمخابز القليلة العدد قبيحة المنظر وسيئة الخبز.
ولكن المواطن السوداني يعلم أن حكومة الإنقاذ المقبورة ليست خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد عانى منها طوال فترة حكمها ( الطويلة والمملة جدا) ولكنها رغم ذلك فهي أفضل السيئين، ففيها نَعِم بإمداد كهربائي مستمر، وبطُرق مسفلتة، وبوفرة في الأسواق، وثورة في الاتصالات بجميع أنواعها، وارتاح قبل كل شيء من صفوف العيش، البنزين، الصابون، السجائر وحتى الصحف على (قفا من يشيل) ولكن ( الفلس سكن الجيوب ) وهذه أم المعارك بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء القادم في عام2025 م ونتمنى ان يكون رئيس وزرائها من الحزب الشيوعي السوداني الفخيم .
رحم الله الاستاذ محمد إبراهيم نقد فقد كان شجاعاً لايخشى أحد ، وكان رحمه الله يقرأ ويتقبل كل ما يكتب عنه ، وكان ظريفاً حاضر النكتة ، غير ان حزبه الكبير اصبح بعيدا عن الشباب وهذا مؤشر غير جيد ، ونتمنى ان يصبح قوياً فاعلاً في مقبل الايام لأنه حزب سياسي لايعرف الفساد وان إختلفنا حول مرجعيته المعلومة للكل .

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة