23.8 C
Khartoum
الأحد, يناير 12, 2025

إقرأ ايضا


من أرض المحنة وأخطاء الكيزان القاتلة !!
بالأمس علت أصوات جنودنا البواسل داخل مدينة ود مدني السني ، بعد أن حررها أحفاد بعانخي وترهاقا من دنس الجنجويد الذين نجسوا ماءها ، واستحيوا نساءها وكبلوا وقتلوا رجالها ووئدوا أطفالها وسرقوا مالها ودمروا عمرانها لا لشئ سوا أن أهل الجزيرة يمثلون جزءا من أساس السودان الحقيقي منذ أن خلق الله عز وجل الأرض وما عليها .
بالأمس تطايرت رؤوس الأوغاد من أل دقلو ومن شايعهم من مرتزقة دول أفريقيا وبعض عرب الشتات ، ففروا هاربين أمام ضربات جيشنا القوي الذي حاصرهم بحسب المصادر من ست جهات وبسبع متحركات ، وجنوده يرددون أهازيجهم الملهمة ( امة الامجاد حقيقة علمت معنى الرجالة … فيها احفاد النجومي فيها ابوقرجة البسالة) و( توكلنا على الله .. الله اكبر في ايدنا رشاش في ايدنا خنجر ) فأسكتوا طنينهم المزعج الى الأبد وباء الجنجويد بغضب من الله عظيم ، بالأمس إرتسمت صورة في كل ولايات السودان وخرجت الحسان من خدورهن والشيب والشباب والتحموا مع جنودنا البواسل في إحتفال عفوي قل أن يتكرر وجميعهم يهتفون ( جيش واحد شعب واحد ) ليسدل الفريق أول كباشي ورفيقه الفريق أول العطا الستار على معركة الجزيرة التي طالما أرقت مضاجع الكاهن البرهان رئيس مجلس السيادة ولكنه كان يدري رغم مغادرته للبلاد في أمور هامة ، أن من خلفه من قادة عتاة هم على قدر التحدي ..
بالأمس دخل جنودنا البواسل أحياء مدني الحبيبة فهتفت مارنجان وجزيرة الفيل ودردق والقسم الأول والتلفزيون وسائر أحياء أرض المحنة وباتوا في قلب الجزيرة وكان يوما .
اذن فالنؤرخ لهذا الحدث الهام وغيره من انجازات قواتنا المسلحة وأذرعها القوية بداية بجهاز المخابرات العامة والشرطة والقوات المشتركة والمستنفرين في محاولة لكتابة تأريخ جديد لسودان ما بعد الحرب يبدأ بالبندقية وينتهي بالمفك والذردية والمنجل والطورية والواسوق والكندكة والجراية .
ولنتعلم من أخطاء حكومة الإنقاذ ( البائدة ) التي جمعت في بداياته عهدها كماً هائلاً من المبدعين في شتى ضروب الإبداع وانتجوا لها ما عرف من بعد بالأدب الجهادي ، وعبر كلماته وموسيقاه تمكنت من تجييش الشعب السوداني بالدفاع الشعبي والدبابين والشرطة الشعبية الذين قادت بهم أشرس معاركها مع الجنوبيين الذين أصبحوا دولة الآن ، وأبرزها معارك صيف العبور والميل أربعين وخور انجليز وتوريت والعاديات ضبحا والمغيرات صبحا والكرتيب وبور وجبال تلشي وسندرو وغيرها من عمليات القوات المسلحة ضد المتمردين آنذاك ، وحينها كانت الإنقاذ كياناً سياسياً جامعا إلآ قليل من المعارضين الذين بطشت بهم ، وذلك قبل أن تصبح حزباً سياسياً محدوداً مهماً كان عدد مؤيديه يحمل اسم المؤتمر الوطني .
وكان الحداة من المبدعين يجدون التقدير داخل ميادين القتال والتدريب وفي المدن المحررة ووسط المقاتلين باعتبارهم جذوة الحماس التي تثبت النفوس في لحظات الترقب والإستعداد برفعهم للمعنويات للحيلولة دون العودة الى الوراء ، فسطع نجم قيقم ، شنان ، محمد عبدالحليم ، محمد عبدالسلام ، كسلاوي ، كمال ترباس ، سر الختم عووضة والراحل فراج الطيب ومن الضباط العقيد إبراهيم البشير ، المقدم فتح الرحمن الجعلي والرائد الشهيد وداعة الله إبراهيم في رائعته : يلا ياصيف العبور .. حرك الغضب اللي نام .. خلي عازة تعود عروس .. زاهية في مسك الختام .. بالإضافة الى العديد من الإعلاميين بمؤسسة الفداء التي كانت تنتج برنامج في ساحات الفداء للتلفزيون القومي ولم تكن هناك قناة فضائية خلافه أصلاً في ذلك الوقت ، فلمع نجم الأساتذة اسحق أحمد فضل الله ، عوض جادين محي الدين ، النورالكارس ، فضل الله أحمد عبدالله ورفاقهم وجميعهم تابعوا عمليات القوات المسلحة والدفاع الشعبي على الهواء مباشرة وظلوا يرصدونها بالكاميرا ليعدوا البرنامج الاسبوعي الذي كان يحرص كل أهل السودان على مشاهدته وباقي مشاهدي العالم قبل أن تعرف قناة الجزيرة السالبة للألباب اليوم .
ولكن الإنقاذ مع تغيير جلدها المستمر بداية بقرارات الرابع من رمضان الشهيرة التي ترجل بعدها الدكتور الترابي ( رحمه الله ) من قطار الحكم الإسلامي في السودان وهام على وجهه معارضاً شرساً وسجيناً مقيداً مروراً بحكومة الوحدة الوطنية بمشاركة بعض الأحزاب المنشقة عن اصولها نهاية ببوادر الجمهورية الثانية التي حملت تباشير مشاركة كل الكيانات السياسية بالبلاد في قيادتها ، فإن الإنقاذ رغم حفاظها على كادرها السياسي الذي نجا من استمالة الشق المخضرم من الإسلاميين بجناح الراحل الترابي إلا أنها اهملت كل الذين تغنوا باسمها وهي في السنة الاولى (حكم وسياسة ) فتفرقت بهم السبل وتركوا أدب الجهاد وأصبحوا يجاهدون للحصول على رغيف الخبز .
والآن فإن قادة الانقاذ يجلسون في سجون البرهان بلا حداة ولا مبدعين ، فقد كانوا ملوكاً تحت دوي الانتصارات الباهرة وكانت الإذاعة والتلفزيون حصراً لهم لأكثر من ثلاثين عاماً ثم كان الفطام المر ، حتى أغنياتهم وأناشيدهم ماعادت تبث ولم نعد نسمع شنان يستنهض الهمم بـ( اماماً اماماً جنود الفداء اعدوا الشباب ليوم النداء ) فقد طلقت الإنقاذ مبدعيها الجهاديين الى غير رجعة وما درت أن الأيام دول وأن السياسة لعبة قذرة لا ثابت فيها حتى وإن تنازلت عن ثلث مساحة السودان ، فهاهم الإنفصاليون قد أخذوا حقهم بالأصالة وحازوا على ثلث مساحة السودان القديم دولة لهم وعاشت جمهورية جنوب السودان .
فلا أحد يتغنى للإنقاذ ( المقبورة ) الآن بعد أن تركت الحبل على الغارب في كل مايهم الناس فأسقط في يد المواطن المسكين ، فثار ضدها بثورة ديسمبر الظافرة والمستلبة في آن واحد ، ليتم دفن الإنقاذ في كل مقابر السودان ، وأتى من بعدها قوم أرادوا أن يغيروا كل شئ فكان الرفض الشبعي حاضرا ليذهب ( المؤسس ) حمدوك ورفاقه في الحرية والتغيير الى ( المقابر السياسية في السودان والعالم أجمع ) أسوة بالإنقاذيين الفشلة ، وعليه فإن لم يتعلم البرهان ورفاقة من أخطاء الكيزان والقحتاويين فإن مصيرهم سيكون ذات المصير وسيبقى السودان طالما أن غرف الولادة في مستشقيات البلاد ( التي دمرها المأفون حميدتي ورفاقة من شذاذ الآفاق ) تنجب في كل ساعة بطلا ينتمي لجده بعانخي ويتنفس تراب هذه الأرض في عزة وشموخ .
خروج أخير
( من قلب الجزيرة .. من أرض المحنة .. برسل للمسافر أشواقي الكتيرة )

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة