36.8 C
Khartoum
الأربعاء, سبتمبر 17, 2025

سفر القوافيمحمد عبدالله يعقوبالبرقيق الثانوية و( شيشة ) حلفا دغيم و ( لاعبود ) !!

إقرأ ايضا


دخلت مدرسة البرقيق الثانوية ضمن قافلة وزارة الثقافة الإتحادية في اسبوع التعريف بدنقلا عاصمة الثقافة السودانية قبل اربعة اعوام ونصف العام ، وقال لي مديرها بأن هذه المدرسة درس فيها نفر مقدر من قادة الإنقاذ ( المقبورة ) مع عدد آخر من أبناء الولاية جلهم يقودون البلاد سابقا والآن ويصنعون القرار ولكن أياديهم ( قصرت) في حق مراتع صباهم ومركز تأهيلهم الثانوي الذي كان جواز مرورهم قبل نصف قرن أو يزيد لدخول الخرطوم عاصمة البلاد للدراسة ثم العمل ، ولكن مدرستهم قد شاخت وتصدعت حيطانها وأصابها الوهن وقريبا ستجثو على الأرض إن لم يدركوها بنفرة عاجلة لتظل منارة للعلم عبر الأزمان .
حضرة الناظر قال لى أنه تم تعيينه ذلك العام فقط مديرا لمدرسة البرقيق الثانوية وحدثني طويلا عن تاريخها الناصع وأشار الى مزرعة نموذجية في خلفية المدرسة مبينا أنه من قام بإحيائها بعد موات ، حيث قسم طلابه الى مجموعات ، وكل مجموعة عليها مهمة من مهمات الزراعة ، حتى إخضرت ونبت زرعها جازما بأنه في القريب العاجل سيدخل إنتاجها من الخضروات الى السوق لدعم ميزانية المدرسة من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه بالمواد المحلية .
هذه المدرسة رغم تصدع حيطانها العملاقة إلا أنها تقف في عزة وشموخ عليه يجب على خريجيها بداية من ( كل أبناء الولاية الشمالية ) نهاية بخريجي العام 2020م أن يكونوا رابطة بإسمها ويعملوا على إعادتها للحياة مرة أخرى ، لأنها سجل ناصع لتاريخ قل أن يتكرر وبالطبع نفر كريم من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير جميعهم مناط بهم دعم هذه المدرسة التي بناها المستعمر في أربعينات القرن الماضي .
خروج أول
طريق عبري حلفا وهو إمتداد للطريق القومي ( حلفا الخرطوم ) يحتاج الى صيانة عاجلة ، فقد مررنا به عقب مغادرتنا لمحلية البرقيق ووجدنا السيول قد جرفته في أكثر من مكان وبمساحة كبيرة أزالت معها الردميات الضخمة كاشفة عيب التشييد إذ أن الردميات الأساسية خلت من الحجارة والخرصانة المتوفرة بالمنطقة بجانب الأخطاء الهندسية الجسيمة بإغلاق منافذ السيول ، والمثل السوداني يقول ( الخور ما بخلي مجراه ) والتي تم سدها خيران معلومة لأهل المنطقة تماما ومنهم من قال للشركة المنفذة لحظة التنفيذ ( الخيران دي ما حتخلي الشارع ده سليم ) ولكن المهندس المقيم والمشرف والهيئة الإستشارية ( سدت دي بي طينة ودي بي عجينة ) حتى وقع الفأس في الرأس وهي سمة لازمت جميع إنجازات الإنقاذ في الطرق ، تفتتح سريعا وتنهار بإسرع مما شيدت به من وقت والشواهد كثيرة وآخرها طريق أم درمان بارا الذي جرفته سيول هذا العام 2019م لتقوم الحكومة الإنتقالية بصيانته من جديد مكلفا نصف المبلغ الذي شيد به .
والآن مطلوب الصيانة العاجلة بجهة أكثر تخصصية في بناء معابر كبيرة للسيول ومعالجة الأسفلت الذي ( طار ) تحت عجلات الشاحنات المصرية الثقيلة لجميع الطرق التي تم تشييدها سابقا وخاصة القومية منها على وجه التحديد إذ لا وجود للسكة الحديد في بلادنا وهي الناقل الأوحد للبضائع بجميع أقطار العالم .
خروج أخير
محلية حلفا تبدو أكثر أمنا وإستقرارا وتعايش سلمي ، فالأحوال هناك هادئة والناس يعملون في كل شئ إلا أن الأسعار مرعبة ، إذ تباع كباية الشاي بخمسمائة جنيه ( سادة ) و( شاي اللبن ) بألف جنيه جنيها وكذلك القهوة ، أحد عازفي فرقة الفنون الشعبية المرافقة لنا دخل السوق وعاد وكنت قد قلت له عن الأسعار أعلاه ، جاءني ضاحكا وقال أمام أعضاء البعثة ( يا استاذ عليك الله أكتب و( حجر الشيشة ) برضو بألف جنيه ، إذن على مديرها التنفيذي أن يضع قائمة للأسعار بالتراضي مع التجار وأصحاب الحرف وأن ينزل أسعار الطيبات ويرفع أسعار ( السطلنجيات) كالشيشة طالما أن قانونه المحلي يقرها إكراما لأولاد ( بمبة ) من سائقين وتجار و( سواح ) الذين أضحوا مواطنين من الدرجة الأولى بحلفا ( دغيم ) وبالطبع ( ولا عبود ) .

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة