بقلم : أسامة الصادق ابو مهند
إعلاء قيم المحبة والتآخي، وقبول الأخر عبر إشاعة القيم الوطنية في عقول الجميع، هي بلا أدنى شك من القيم والمعتقدات الدينية الراسخة، والتي تعضدد على أهمية هذا الأمر بمكان في حياة المجتمع، إيماناً أن الوطن هو الوعاء الذي يضم الجميع وهو بلا أدنى شك القيمة العليا التي يجب أن تقدر وتجل من الجميع، بغرض جعل عبائة الوطن، هي العبائة الرئيسية التي يرتديها الجميع مع الاحتفاظ بخصوصية المعتقدات والقوميات والطوائف، بحيث لاتتقاطع البته مع مصلحة العليا للوطن، وهذه الأمور والمفاهيم الانسانية النبيلة، تحتاج لزرعها وترسيخها في المجتمع، الى جهود حثيثة من الجميع وخاصة الشرائح التي ذكرت آنفاً وعلى كل منهم أن يأخذ دوره الريادي والايجابي من موقعه الذي فيه، من أجل نشر ثقافة التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع، لنشر هذه القيم الانسانية النبيلة التي تنفع الجميع وتجنب المجتمع الفرقة والتنازع الذي يخلق الدمار، وغرس كل هذه المفاهيم الأساسية في الشباب فهم اللبنة الأساسية في بناء المستقبل الآمن ويجب زرع كل قيم المحبة والتسامح والتعايش السلمى، في نفوسهم منذ النشأة الأولى، حتى إذا فشل (الكبار) في تحقيق السلام والأمن المجتمعي، عسى أن ينجحوا هم في (المستقبل) بالحفاظ على مجتمعاتهم من هذه المخاطر الهدامة والتي جلها من غرس الساسة.
• أهمية وجود التعايش السلمي وجوداً (حقيقياً) لا شكلياً، إلى عضدد تلك القيم النبيلة، ويشكل محور النقد الذاتي من أهم (الحصون) لمبدأ التعايش، حيث إن حصانة النقد الذاتي التي تزدهر في مجتمعات التعايش الحقيقي ستكون لها بمثابة المسار الذي يصفي صحة المجتمع والوطن من تلك الشوائب باستمرار، وبالتالي يصبح نمط التعايش في أي مجتمع هو حصانة مستمرة ومتجددة عبر النقد الذاتي، من الارتداد إلى حضيض الأمراض الاجتماعية المزمنة من قبلية وعرقيه وطائفية لا تبقي ولا تذر. ونهاية القول يعتبر تاج التعايش وحصنه الآمن قيمة المواطنة، بوصفها تعريفاً (حصرياً) وعمومياً للفرد في الدولة، وهي تقوم على مبدأ المساواة الكاملة بين جميع أفراد الشعب أمام (النظم والقوانين) بعيداً عن أي اعتبار (للقبيلة_ اللون_ العرق_ الطائفة) لأن تفعيل مبدأ المواطنة على النحو الصحيح لياخذ التعايش السلمي المطلوب، النمط الاجتماعي الحاكم لكل العلاقات البينية حيال مختلف مكونات المجتمع في الوطن.
•مبدأ التعايش لم يعد مجرد ترف فكري يقتصر على (المتعلمين والمثقفين) بل ضرورة ملحه لحماية (مستقبل الآجيال) من أخطار دعوات (الكراهية والعنف والإقصاء) على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية. وهذا يستدعي استنهاض قدرات المجتمعات الإنسانية وتوحيد جهودها لتعزيز مسار التعايش كقيمة إنسانية جامعة تكفل حماية التنوع، وتعزز الحوار والتعاون. ومن هنا، تأتي أهمية العمل على غرس قيمة التعايش في وسائل الإعلام، والأسرة وأماكن العبادة، وفى دور العلم وفى النوادى بزرع قيم المحبه والسلام والتعايش السلمى.