المقدمة:
– في وطنٍ تتقاذفه التحديات وتغمره تداعيات الحرب، تشرق من أطراف الجريف غرب بارقة أملٍ استثنائية، تجسَّدت في “فريق الحاج” الحارة الثالثة بالجريف غرب. لم يكن هذا الفريق مجرد مجموعة شباب بادرت لمساعدة أهلها، بل هو مثال عملي على ولادة عمل منظم مجتمعي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا. من إزالة الركام إلى السعي لتأسيس منظمة طوعية رسمية، تسرد قصة تحوُّل العطاء العفوي لحملة نظافة بحي فريق الحاج الحارة الثالثة بالجريف غرب إلى مؤسسة طوعية مستدامة جاءت رسخ اهمية قروب النهضة وما يعصف بالاذهان التي تتابع انجازاتكم لتكون امل في تجسيد اعمال نيرة تخلد زكراكم في تاريخ فريق الحاج .
بعين التحليل والدعوة – مراحل تكوين منظمة طوعية بالفريق الحاج، الحاجة المُلحَّة لتنظيم الجهود، خطوات التسجيل الرسمي، والأفق العملي لتأسيس كيان يخدم الحي بقوة القانون وروح المبادرة. وبين السطور، نبعث نداءً لكل الجهات المسؤولة، وكل من يؤمن بأن النهضة تبدأ من الأحياء، لا من الأبراج العالية.
دعونا نخوض معًا تفاصيل هذا النموذج، الذي يصلح أن يكون خريطة طريق لكل المجتمعات الخارجة من النزوح، الساعية لبناء ذاتها بوسائلها وبإيمانها.
– العودة إلى الجريف غرب: بين أمل العودة وواقع التحديات
– بعد سنوات النزوح، عاد أهالي الحارة الثالثة بالجريف غرب ليجدوا منازلًا تفتغر لكل شئ ، وبنية تحتية تحتاج الى ترميم، واقتصادًا محليًا مشلولاً. الحاجة لم تكن فقط للمواد الغذائية أو الأدوية، بل لإعادة بناء الحياة نفسها: ترميم المنازل، تأمين فرص عمل، رعاية الأرامل والأيتام، وإعادة الأطفال لمقاعد الدراسة.
.في هذا المشهد الصعب، برزت الحاجة لفريق تطوعي منظم ومسجَّل رسميًا، يكون قادرًا على حصر الاحتياجات بدقة، والتنسيق الفعّال مع الجهات الداعمة، وضمان وصول المساعدات لمستحقيها بسرعة وشفافية.
– فريق الحاج: من المبادرة الفردية إلى العمل المؤسسي بدأ الفريق من قروب نهضة فريق الحاج بمجموعة شبابية جديرة بالاحترام ودموع عبر عن عمق القضية التي زرفها حسن عن بداية حملة الاصحاح البيئي في حي فريق الحاج وهو من أبناء الحارة، تحركت بداية الفكرة بدافع إنسانية خالصة لمساعدة جيرانهم في إزالة الركام وحملات نظافة لكل الحي ومساهمات مالية لدعم حملات النظافة، توزيع ، وجمع تبرعات عينية. لكن سرعان ما أدركوا أن التحديات أكبر من أن تُحَلَّ بمبادرات فردية.
. وجاءت فكرة تأسيس منظمة طوعية رسمية فهل ستلقى قبول من كل الحي لتصبح ضرورة حتمية لـ:
– الاستدامة: ضمان استمرارية العمل بعد انتهاء الحماس الأولي.
– المصداقية: كسب ثقة الأهليين والمتبرعين والمؤسسات الرسمية.
– التأثير الأوسع: الوصول إلى دعم أكبر مثل مشاريع إعادة الإعمار والتمكين الاقتصادي.
– التنسيق الفعَّال: أن تكون الجهة المعتمدة محليًّا للتواصل مع ديوان الزكاة والمفوضيات الإنسانية.
– التسجيل الرسمي: المفتاح الذهبي لتفعيل الدعم
– لا غنى عن التسجيل الرسمي للمنظمة التطوعية لضمان فعاليتها ووصول الدعم لمستحقيه. وهذا يتطلب خطوات عملية:
1. التنسيق مع مفوضية العون الإنساني:
.تُعدُّ المفوضية شريكًا استراتيجيًّا رئيسيًّا. التواصل معها لتسجيل المنظمة ضمن منظمات المجتمع المحلي المعتمدة يمنح الفريق:
– الشرعية القانونية: التمثيل الرسمي لأهالي الحي في المحافل الإنسانية.
– قنوات دعم مالي ولوجستي: الوصول إلى منح ومساعدات تمويلية لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية.
– التدريب وبناء القدرات: برامج تأهيلية للمتطوعين في إدارة المشاريع والحالات الإنسانية.
– التشبيك مع المنظمات الدولية: فتح آفاق للتعاون مع هيئات الأمم المتحدة والجهات المانحة الكبرى.
2. التعاون مع ديوان الزكاة والرعاية الاجتماعية:
.يبقى الديوان الشريك الأهم في توفير الدعم المستدام عبر أموال الزكاة والصدقات. المنظمة المسجلة تستطيع:
– تقديم قوائم موثقة بأسماء المستحقين وأولويات الاحتياج (مواد بناء، مستلزمات طبية، سلات غذائية شهرية).
– المشاركة في تخطيط وتنفيذ حملات الدعم الميدانية تحت إشراف الديوان.
– رصد التحديات الجديدة (كالأمراض المزمنة أو الأطفال غير الملتحقين بالتعليم) وإبلاغ الديوان لمعالجتها.
– رؤية عملية: كيف نؤسس لمنظمة الحي الفاعلة؟
.تحتاج الحارة الثالثة بالجريف غرب إلى:
– توحيد الجهود: تجميع الشباب النشط والمبادرات القائمة تحت مظلة واحدة باسم “منظمة إعمار الحارة الثالثة – الجريف غرب”.
– تقسيم العمل: تشكيل لجان متخصصة (الإغاثة العاجلة، إعادة الإعمار، الرعاية الصحية، التعليم، التمكين الاقتصادي).
– التواصل الاستراتيجي: تعيين منسقين للعلاقات مع:
– ديوان الزكاة (لتقديم تقارير الاحتياج ومتابعة توزيع المساعدات).
– مفوضية العون الإنساني (لتسجيل المنظمة وتلقي الدعم والتدريب).
– البلدية والخدمات الأساسية (لتنسيق إصلاح البنية التحتية).
– الشفافية المطلقة: إنشاء نظام رقابي بسيط لتوثيق المساعدات الواردة والصادرة، ونشر تقارير دورية للأهالي.
– دعوة لكم: لننظم أنفسنا اليوم من أجل غد أفضل
– .قصة فريق الحاج تثبت أن التغيير يبدأ بخطوة. نداءنا:
– لشباب الحارة الثالثة بالجريف غرب:
.توحَّدوا الآن، وشكِّلوا نواة المنظمة الرسمية. تواصلوا مباشرة مع مفوضية العون الإنساني لبدء إجراءات التسجيل. لا تؤجلوا الغد، فكل بيت مدمر، وكل طفل بلا مدرسة، وكل مريض بلا دواء هو مسؤوليتكم أمام الله والوطن.
– لمفوضية العون الإنساني وديوان الزكاة:
.دعم هذه المنظمات الناشئة في الأحياء المنكوبة مثل الجريف غرب هو استثمار في الاستقرار. نطالبكم:
– تبسيط إجراءات تسجيل منظمات المجتمع المحلي.
– تخصيص دعم سريع للمنظمات في المناطق الأكثر تضررًا.
– تنظيم ورش عمل مكثفة لبناء قدرات المتطوعين الإدارية والفنية.
– لأبناء الجريف غرب:
.ساندوا شبابكم بالانضمام للعمل، أو بالتبرع، أو حتى بكلمة تشجيع. الثقة في عملهم المنظم هي الوقود الذي سيدفع بعجلة الإعمار.
– الخاتمة: من الحارة الثالثة.. تُبنى نهضة الجريف غرب
– من بين ركام الحروب ونكبات النزوح، يخرج شباب الحارة الثالثة بفكرة تنبض بالحياة: تنظيم العمل الطوعي تحت مظلة قانونية معترف بها.
.إن تأسيس “منظمة طوعية مسجَّلة” هو الحبل المتين الذي سيربط الحي بدوائر العون الوطني والدولي، وهو أيضًا الخطوة الأولى في طريق طويل من البناء والتمكين.
ندعو الجميع – شبابًا ومسؤولين وأهالي – أن يحتضنوا هذا المشروع، لا كخدمة إنسانية فقط، بل كمشروع نهضة، ولتكن الجريف غرب أولى المحطات التي تُثبت فيها المجتمعات المنكوبة قدرتها على الوقوف من جديد بإرادتها وبعزم شبابها.
– التحية لقروب النهضة والمكتب التنفيذي وللاخ خالد مهدي والاخ عادل محمد الطيب والاخ مصطفى زروق والاخت امال حاكم والامين خليل وتوحيد وعوض احمد الصديق وكلكم على قلب رجل واحد شايلين هم فريق الحاج وتحية للزين لم اقم بزكرهم التحية والتقدير والاحترام لكم ولصاحب الدموع الحنينة التي ابكتنا الاخ الحنين ( حسن)
فريق الحاج الحارة الثالثة بالجريف غرب: نواة أمل تُحيي العمل الطوعي المنظم ✍️ قلم وطني بقلم: خالد المصطفى
