✍️ خليفة جعفر على
في عمق الجغرافيا السودانية، تقف القضارف شاهدةً على مفارقة كبرى: ولاية تزخر بالتنوع والثراء السكاني، لكنها تُعامل كملحق إداري هامشي، لا يُؤخذ برأيها، ولا يُحتسب وزنها في معادلة السلطة والقرار.
على مدى سنوات، ظلت القضارف حبيسة تبعية مصطنعة لما يُعرف بالإقليم الشرقي ومن بعده الولاية الشرقية، رغم أن خصوصيتها المناخية، وتركيبتها الاجتماعية، وتنوعها الإثني يجعلها بعيدة تمامًا عن النموذج الذي تمثله ولايتا كسلا والبحر الأحمر. هي القضارف التي تحتضن كل القبائل السودانية، والتي لطالما كانت نموذجًا للتعايش الوطني، ومع ذلك لا يُنصفها المركز، ولا تمنحها الأقاليم المحيطة بها الاعتبار الذي تستحق.
لقد اعترف اتفاق سلام الشرق، ولو نظريًا، بخصوصية القضارف، وهو ما تجلّى في ظهور كيان الشمال والإثنيات الأخرى، ليحمل هموم هذه التركيبة الاجتماعية الفريدة. غير أن ما جرى لاحقًا، من تقليص للتمثيل، وتهميش للقرار، واستمرار للهيمنة التقليدية من مراكز كسلا وبورتسودان، جعل من كل تلك الوعود شعارات خاوية بلا أثر فعلي.
واليوم، وفي مرحلة يُفترض أنها تؤسس لحكم جديد قائم على العدالة والمشاركة، نجد أنفسنا أمام تكرار فجّ لنفس التهميش القديم: عضوان في المجلس السيادي يُعيّنان باسم الشرق، دون مشاورة أبناء القضارف، ولا أخذ رأي إداراتها الأهلية، في تجاهل متعمد وممنهج لصوت الولاية وإرادتها. والأسوأ من ذلك، أن تحركات بعض الأفراد تتم باسم القضارف دون أي تفويض أو قبول شعبي، ما يجعل تمثيلهم مرفوضًا جملةً وتفصيلًا.
من هنا، فإن صوتنا هذه المرة سيكون أعلى، ومطلبنا أكثر وضوحًا:
نُطالب بإقليم القضارف، لا كترف سياسي، بل كحق أصيل واستحقاق تأخر كثيرًا. نطالب بإقليم كامل السيادة، يُدار بإرادة أهله، ويُعبّر عن ثقافتهم، وتنوعهم، وتاريخهم النضالي، دون وصاية من أحد، ودون وصم بالتبعية لشرق لم نكن يومًا انعكاسًا له.
القضارف ليست تابعًا، وليست مجرد رقم في خرائط التقسيم الإداري. إنها قلب نابض من قلوب السودان المتعدد، وآن الأوان لأن تجد مكانها الطبيعي كإقليم قائم بذاته.
لذلك، فإننا نهيب بكل أبناء القضارف – في الداخل والمهجر – بأن يرصّوا الصفوف، ويوحّدوا الكلمة خلف هذا المطلب العادل.
#القضارف_إقليم
#القضارف_إقليم
ولتكن البداية تفعيل الهاشتاق لان صوت القضارف لن يُخرس بعد اليوم، ولن يُدار مستقبلها إلا بإرادة أهلها.
يونيو2025