حين تتشابك التحديات وتشتد الأزمات، يبرز معدن القادة الحقيقيين، أولئك الذين لا تكتفي أدوارهم بالجلوس خلف المكاتب، بل يتقدمون الصفوف، يحملون همّ الوطن ويدعمون حُماته. من بين هؤلاء، تلمع سيرة الأستاذة نجاة أحمد محمد، التي جسدت بحكمتها وإخلاصها معادلة نادرة بين العمل المؤسسي والدعم الميداني، فكانت وزارة المالية في عهدها جسراً بين قاعات الإدارة وميدان الشرف.
في زمنٍ تتعانق فيه ميادين الشرف مع ساحات العطاء، ويختبر الوطن عزيمة أبنائه وبناته، برزت الأستاذة نجاة أحمد محمد، المدير العام المكلف لوزارة المالية بولاية القضارف، كرمزٍ نسائي وطني، يقف بثبات وإقدام في صفوف الدعم والإسناد للقوات المسلحة الباسلة، متمثلةً في الفرقة الثانية مشاة، وللمقاومة الشعبية، والمستنفرين، ولكل قوة وطنية تتقدم جبهات الدفاع عن السودان وأهله.
لقد جسدت الأستاذة نجاة المعنى العميق للشراكة الوطنية، فكانت وزارة المالية في عهدها حصنًا اقتصاديًا وسندًا مؤسسيًا، يمد أذرعه إلى الميدان، ويضخ موارده لتعزيز قدرات الأبطال، مؤمنةً أن معركة الكرامة لا تنتصر بالسلاح وحده، بل بالعزائم الموحدة، والموارد المسخرة، والإرادة السياسية الصادقة.
إن ما تقوم به وزارة المالية تحت قيادتها ليس مجرد التزام وظيفي، بل هو عهد وطني، وواجب أخلاقي، وإيمان راسخ بأن القوات المسلحة ليست مجرد مؤسسة نظامية، بل هي قلب السودان النابض، ودرعه الحامي، وسيفه البتار في مواجهة كل من تسوّل له المساس بأرضه وعزته.
ومن هذا المنطلق، جاء دعمها للمقاومة الشعبية والمستنفرين وكل الأعمال الوطنية، ليشكل لوحة متكاملة من التلاحم بين الدولة ومواطنيها، وليبرهن أن السودان، حين تتوحد إرادته، يصبح حصنًا لا تهزه العواصف، ورايةً لا تنكس، وصوتًا لا يخفت في ميادين العزة.
إن مسيرة الأستاذة نجاة أحمد محمد، هي شاهد حي على أن المرأة السودانية ليست غائبة عن صناعة المجد الوطني، بل هي في القلب منه، تصوغ بعملها وإخلاصها سطورًا من نور في سجل التاريخ، لتبقى سيرتها نبراسًا لكل جيل، وعنوانًا للعطاء الذي لا يلين.
فلتمضِ الأستاذة نجاة أحمد محمد في دربها المضيء، حاملةً راية الوفاء للوطن، ومترجمةً بصمتها في ميادين العزة والبناء، ولتبقَ وزارة المالية في عهدها قلعةً للعطاء، وسندًا للمرابطين، وجسرًا بين ساحات الخدمة المدنية وخطوط المواجهة. وسيكتب التاريخ، بأحرفٍ من ذهب، أن في زمن المحن، كانت هناك امرأةٌ بحجم الوطن، وقفت حيث يجب أن يقف الشرفاء، وأعطت كما يعطي الكبار، حتى غدت مثالًا للفخر، وعنوانًا للكرامة، ورمزًا للعطاء الذي لا ينضب.