… هو التقدير المتأخر
قد لا يبذل الناس جهدًا لمساعدتك وأنت حي،
لكنهم قد يقطعون مسافات شاسعة
لحضور جنازتك بعد وفاتك.
ومعظم الدموع في الجنائز ليست من الحزن فقط،
بل من اللوم والندم على ما كان يمكن فعله ولم يُفعل.
اللامبالاة في الحياة..
والحزن عند الموت
كثيرًا ما نشهد في حياتنا كيف يتجاهل الناس بعضهم البعض
أو يقللون من أهمية وجود الآخرين حتى تأتي لحظة الفقد.
حينها فقط يدركون كم كان هذا الشخص جزءًا مهمًا من حياتهم.
ربما يكون الانشغال بالحياة،
أو عدم إدراك قيمة العلاقات الإنسانية،
هو ما يدفع الناس إلى إهمال مشاعر الآخرين،
لكن عندما يرحل شخص عزيز،
تنهال الذكريات،
ويظهر الندم على ما لم يُقل أو يُفعل في وقته المناسب.
لماذا لا نقدّر الآخرين إلا بعد رحيلهم؟
هناك عدة أسباب وراء هذه الظاهرة:
1. الاعتياد:
عندما يكون شخص ما دائمًا في حياتنا،
نعتبر وجوده أمرًا مسلمًا به،
ولا ندرك قيمته إلا بعد فقدانه.
2. الانشغال بالحياة:
نعيش في دوامة العمل والالتزامات،
مما يجعلنا نؤجل التعبير عن الحب والتقدير للأشخاص الذين يهموننا.
3. الخجل أو الجفاء العاطفي:
بعض الناس يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم،
فيظلون صامتين حتى يفوت الأوان.
4. الغرور أو العناد:
أحيانًا يمنعنا الكبرياء من اتخاذ خطوة نحو شخص ما،
حتى ولو كان بحاجة إلينا، لنكتشف لاحقًا أننا خسرنا فرصًا لا تعوض.
كيف نغيّر هذه العادة المؤلمة؟
إذا أدركنا أننا نندم بعد فوات الأوان، فلماذا لا نتخذ خطوات لتغيير ذلك؟
إليكم بعض الطرق لتقدير من حولك قبل فوات الأوان:
عبّر عن مشاعرك اليوم، وليس غدًا:
لا تنتظر المناسبات أو الظروف المثالية لتخبر شخصًا
ما أنك تقدّره أو تحبه.
اقضِ وقتًا مع من تحب:
مهما كانت انشغالاتك،
خصص وقتًا لعائلتك وأصدقائك،
فالعلاقات الإنسانية هي ما يبقى في النهاية.
قدّم المساعدة عندما
تستطيع:
لا تؤجل فعل الخير،
فاليد التي تمتد للمساعدة في الحياة أثمن من أي رثاء بعد الوفاة.
تجنب الندم:
فكر دائمًا،
هل ستندم لاحقًا إذا لم تقل شيئًا أو لم تفعل شيئًا؟
إذا كانت الإجابة نعم،
فافعلها الآن.
وختاماً
الحياة قصيرة،
ولا أحد يعرف متى تكون اللحظة الأخيرة.
لذلك،
بدلاً من أن نبكي في الجنازات
ونلوم أنفسنا على ما لم نفعله،
لنجعل حبنا وتقديرنا واضحًا اليوم.
فالكلمات التي تُقال في حياة الشخص أغلى بكثير من الدموع التي تُذرف بعد رحيله.