الرئيس البشير يحكي حينذاك بعد إعلان السودان (تمزيق) فاتورتي القمح والسكر في بدايات حكم الإنقاذ، أنه وصلت لميناء بورتسودان باخرة محملة (بالقمح الأمريكي)، لكن السودان (اعتذر) وأوضح أنه ليس في حاجة إليها، (ألح) الامريكان علي الحكومة لإستلامها ولما تكرر الرفض في جانب الحكومة، طلب الأمريكان بأخذها (مجاناً)، وأيضاً تم رفضها فقد كان لدي السودان (مايكفيه) من القمح.. ونذكر هنا أن (الحصار الإقتصادي) علي السودان كان وقتها اشده، وكانت أمريكا (تقف) وراء الحصار… لكن ظلت (الإرادة الوطنية) حاضرة بقوة، وكما قال بروف أحمد علي قنيف وزير الزراعة، فإن توفر الإمكانيات الطبيعية للسودان من (ماء وأرض) مع توفر الإرادة الوطنية، (سهلت) إنجاز تمزيف فواتير (إستيراد) سلعتي القمح والسكر…وقد بدأت أمريكا بموقفها ذاك كحال (القاتل) الذي يمشي (باكياً) في جنازة (القتيل)..أو ربما هي كانت تفترض في شعبنا الغباء والمسكنة..!!
الآن أمريكا من جديد تكر مسبحة (سخفها) وترسل لميناء بورتسودان (شحنة قمح) وكانت قبل أقل من أسبوع اعلنت عن (عقوبات) ضد السودان إستناداً لأكذوبة الأسلحة الكيميائية، وليت أمريكا (أرفقت) مع الشحنة (تفسيراً) تستفيد منه شعوب العالم، توضح به أن كيف تجرؤ علي وضع الوجه (العدواني) والوجه (الإنساني) في ماعون واحد وتقدمه لشعب السودان..؟!! فهل ياتري استفادت أمريكا في ذلك بالمثل السوداني الذي يقول: (الأضينة دقه واتعضر ليهو…)…في كل الأحوال فإن أمريكا لاتستحي وتظل في (غطرستها وتجبرها)، والسودان لايحتاج لقمحها لأننا نمتلك (الوفرة) منه وأراضينا (البكر الخصبة) وبمياهنا العذبة تنتج لنا اطناناً من (الذرة) ومختلف الأغذية، فنأكل مما نزرع حتي نشبع والحمد لله كثيراً والتحية لكسرة (الفيتريته) وعصيدة (الدخن) والقراصة المصنوعة من (قمح) الشمالية ونهر النيل والجزيرة..!!
سلوكيات أمريكا العدوانية تجعل من قمحها (سلعة ملغومة) يعافها كل شعب حر، ومحاولة الظهور بعاطفة (إنسانية) يصبح (خداعاً) مفضوحاً طالما ظلت متطبعة (بوجه عدواني)، فلن يستقيم الظل والعود أعوج، وشكرا للحكومة السودانية أنها (ردت) شحنة القمح الأمريكي ورفضت استلامها، وليت أمريكا التي تدعي زعامة العالم، تجد لنفسها الوجه الإنساني (الحقيقي) وتضعه مكان وجهها (العدواني) حتي تجد الإحترام من شعوب العالم..!!
سنكتب ونكتب…!!!