ما زال تراب السودان يروى بدماء الأطهار من أبناء هذا الوطن، وما زال الشرفاء يدفعون أرواحهم مهراً للأمن والكرامة، كما فعل اليوم النقيب البطل مصعب عمر عبدالرازق، الذي ارتقى شهيداً في ملحمة مواجهة شرسة مع مجموعة مسلحة متفلتة، ضمت 13 فرداً، هاجمت المدنيين وسعت لزعزعة الأمن في منطقة جبل أولياء، شرقي سوق المثلث، بالقرب من جامع المثلث.
العدو جاء في حافلة ينفث رعباً وخسة، فنهبوا المواطنين بسوق 6 في دار السلام، لكنهم وجدوا في طريقهم قلوباً لا تعرف التراجع، وأرواحاً قدّمت عهد الشهادة على عهد الحياة.. فكان رجال الاستخبارات العسكرية لهم بالمرصاد، بقيادة الفارس الشهيد النقيب مصعب عمر عبدالرازق، الذي واجههم ببسالة حتى الرمق الأخير، وارتقى مضرجاً بدم البطولة.
وقد أسفرت المواجهات عن:
استشهاد النقيب مصعب، وجندي آخر من القوات النظامية.
استشهاد امرأة مدنية بريئة كانت في محيط الاشتباك.
مصرع أحد أفراد المجموعة المسلحة.
إصابة 3 آخرين.
القبض على 4 من أفراد العصابة المتفلتة.
ملاحقة أمنية مكثفة لـ6 مسلحين فروا من موقع الاشتباك.
هذه المواجهه كشفت أن جبل أولياء ليست ساحة للانفلات، بل قلعة للمقاومة. ورغم الألم والفقد الجلل، إلا أن دماء الشهداء ترسم خارطة النصر وتؤكد أن السودان محروس برجاله الصادقين.
“من قُتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد”
رواه الترمذي والنسائي وأبو داود
رحم الله النقيب مصعب، رمزاً للشجاعة، ووساماً في صدر الوطن، وعهداً علينا أن لا ننسى، ولا نغفل، ولا نستكين، حتى نرى أرض السودان آمنة مطمئنة، حرة من فوضى السلاح والإرهاب.
وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة.