30.4 C
Khartoum
الخميس, يوليو 31, 2025

الأيادي الآثمة ومواليد السفاح. عادل هواري

إقرأ ايضا

والآن بدأت معالم ما كنت أحاذر في الظهور!
لقد بدأنا مرحلة الفعل المُخزي عملياً بإعلان تكوين سلطة ثانية بالبلاد، وان بدت هشة وديكوريه فسيتولى (ارباب المشروع) تأطيرها ودعمها عسكرياً وترضية حواضنها بتوفير بعض اسباب العيش وطرد كل الوجوه المشبوهة والمشوهة في ذاكرة الشعب من المشهد والتضحية بهم في سبيل انزال مشروع افشال الدولة القسري، تنفيذاً للمرحلة الاولى من مراحل هذا المشروع، حتى الوصول إلى هدفه الاستراتيجي بالإقليم العربي الاسلامي الممتد من لبنان شمالاً مروراً بالعراق وسوريا واليمن وليبيا ثم السودان الذي سيكتمل به طوق الافشال المستهدف مرحلياً حول {الكيان الصهيو أمريكي}، وإرهاب مصر به وبتهديدها بتفعيل مخاطر جلطة سد النهضة على شريانها الحيوي، عطشاً أن شاؤوا، او غرفاً وكسر ارادتها بالتضخم الاقتصادي المفتعل إذا ما تمنعت عن الخضوع، هذا هو سيناريو المسلسل يا سادة.
وها هو السودان يرزح تحت وطأت إنزال هذا المشروع بتبديل السيناريوهات العسكرية والسياسية المرهقة لكسر إرادته لتكتمل به الحلقة الأخيرة من طوق الافشال السلطوي الخبيث، وها هم ينفذون اليوم مباشرةً إلى الهدف المحوري بعد ان عجزوا عن الإخضاع العسكري وذلك بإعلان هذه السلطة الضرار
بصورة ديكورية هشة، فالمهم الإعلان عن مولدها وإن كان المولود خدج او معاق فسيتولون رعايته حتى يشب عن الطوق ويتم دعمه بكل المعينات، سواءً المعيشية لضمان اخضاع الحاضنة الشعبية وعسكرياً لردع السلطة الأخرى إذا ما حاولت القضاء علي المولود..
وربما يقول قائل ماذا يضيرنا إذا ما أنشئت سلطة اخرى في تلك البقاع، اقول ان ذلك هو فشل الدولة وشل أوصالها تماماً ونزع سيادتها وعجرتها عن القيام بدورها كدولة تامة البنية والسيادة تجاه رعاياها والقضاء على أهليتها لتمثيلهم،،،
يجب إلا ننسى ان هناك هدف خفي لإعلان هذه السلطه، وقد اشرت الى ذلك في العديد من المقالات السابقة، وما سأذكره امرٌ ربما لا ينتبه أليه الكثير من الناس، حيث انه بعيد عن اهتمام العامة وهمومهم، غير ان خطورته تكمن في أن وجود سلطتين في دولة واحدة لن تعترف الامم المتحدة ولا المجتمع الدولي بسيادتها مطلقاً طالما لم تستطيع بسط سيطرتها على كامل ارضها ومواردها، ولا يمكن مخاطبتها على اساس انها دولة كاملة السيادة من قبل المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية المعتمدة، واقول لمن لا يعلم ذلك وليس له دراية بآلية اعتماد الامم المتحدة للدولة ككيان كامل الأهلية والاعتراف بسيادتها، عليه النظر الى الذي حلّّ بليبيا واليمن، وكذلك سوريا قبل اختفاء الاسد، وكذلك العراق بعد إعلان اكثر من سلطة موازية بها للوقوف على دورها كدول.
وماذا حل بها وبسيادتها!
هل تعترف الامم المتحدة بهذه الدول؟
هل ستكون هذه الدول في هيئة دولة سيادية او يمكنها تبني أي موقف يشير إلى سيادتها واستقلال قرارها فيما يتعلق الهيمنة على كامل أراضيها
ومواردها؟ …
وهل لها تمثيل سلطوي في المحافل الدولية؟ ،،،،
ثم من هو رئيس ليبيا او اليمن، ومن يمثلها، ومن له حق التحدث بإسمها بصفة رسمية؟!هذا هو الهدف الخفي الخبيث لجعل كل هذا الطوق العربي الإسلامي حول (الكيان الصهيو أمريكي) كيانا جغرافيا عليه قطيع من البشر هائمين على وجوههم لا يدرون عن مصيرهم والى من يتبعون، منقوصي الهوية والأمان، ولا يعلمون كيف يردون المظالم عن انفسهم، نعم ستصبح البلاد عبارة عن مسخ بلا سيادة ولا توجه وبلا دور ولاتفاعل ولا مشاركة معتبرة لها في محيطها الإقليمي، ولن يكون للمسؤلين شاغل سوى ترصد السلطة الغريم، وسيحدث شلل كارثي في وظيفة الدولة بالداخل، حيث لا سيطرة ولا خطط ولا استراتيجيات واضحة غير الانشغال بالاستقواء على الغريم الموازي…
لا تحسب ذلك يحدث في كل هذه الدول صدفة، بل هو عمل ممنهج ومدروس كمرحلة اولى يعمل من خلالها على شل الدولة وتقسيمها سلطوياً دون السماح بتقسيمها جغرافياً وهذا ما كنت اقوله كثيراً وفي شتى المنابر المنصات المتاحة حتى ملني البعض…
هذا هو بالفعل ما انتهت اليه الحالة السودانية بإعلان هذه السلطة الضرار، وإن بدت ميتة لكنها خطوة ماكرة ليجعلونها كمن سبق عليهم الحكم بتنزيل مشروع الافشال على رأسهم وراس شعوبهم قسراً وان تمنعوا…
لذا اقول ان اردنا النأي بأنفسنا عن هذا المخطط، يجب ان تقف الحكومة السودانية المؤقتة الحالية على اطراف أصابعها مستودة بالجماهير بكامل ارادتها ووعيها داعما لها لمنع ثبات هذه السلطة الضرار
قبل ان تصل إلى ما يريدون، وقبل ان تكتمل بنيتها العسكرية، فتقذف ان قذفنا، وتفجر ان فجرنا، وتهاجم إذا ما هاجمنا، وياتي ارباب المشروع في ثياب الأجاويد الحاديين على مصالحنا ليقولوا كفاكم قتالاً ودماراً لشعبكم الطيب والذي نحن هنا لناخذ بيده وننقذه من شراستكم، فأوقفوا هذا العبث بالامن الاقليمي والعالمي وليظل كلاً منكم في حدوده ومواقع سيطرته، وليكتفي كلاً منكم بما هو تحت يديه حتى ننظر في امركم، وهكذا تكون جوديتهم بمثابة وضع ختم الافشال حيث يقنن به الفشل. ثم يتوقف القتال بعد ان تكتمل مهمته كوسيلة انجزت غرضها بجدارة، ومن ثم يضاف هذا البلد الصامد المقاوم الى سلسلة الطوق المستهدف،
ونلبس حينها ثوب الضياع المهترئ، ونتغنى شوقاً إلى ما كنا عليه قبل ان نكفر بأنعم الله…
هذا ما سيحدث فينا إن لم ننتبه ونعقد العزم وعياً ونضحي بكل شئ لهزيمة هذا المشروع القاتل حتى ان خسرنا جميع علاقاتنا بأرباب هذا المشروع وحتى جيراننا بالمنطقة، فالموقف كارثي ويستحق النضال ولا اقول الجهاد حتى لا ارمى بالإرهاب، لنسميه نضالاً نبيلاً حتى وإن كانت أدواته خراطيش عصابات غاضبة، وإياكم ان تستعظموا شيئاً وإن تجاوز قدرتنا قفل قيل (وتصغر في عين العظيم العظائم)، ولا تهتموا كثيرا بالخسائر وإن كانت انفساً عزيزة، فمهما تكن فلن تساوي جزءا يسيراً من خسائر فشل الدولة
وخسارة الذات والقيم إذا ماتهاونا لا قدر الله،،،
وليس لنا ونحن كذلك إلا حسبنا الله
ونعم الوكيل.

مقالات تهمك أيضا

الأكثر قراءة