في جلسة حوارية نابضة بالحماس والتفكير العميق، جمعتني بمجموعة من شباب ولاية سنار المهمومين بقضايا مجتمعهم، طرحوا رؤية جريئة وعملية لاستغلال المساحات الزراعية الشاغرة، وتحويلها من أرضٍ مهملة إلى مشاريع تنموية تسهم في معالجة البطالة وتشغيل الشباب.
هؤلاء الشباب، عبر اتحادهم الولائي، أعادوا تعريف مفهوم التنمية من مجرد سياسات حكومية إلى مبادرات شعبية قادرة على التغيير. من خلال هذا المشروع، ينقلون أنفسهم من دائرة الاستهلاك إلى ساحة الإنتاج، ليصبحوا منتجين وأصحاب مشاريع، يساهمون في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
*المشروع المقترح… زراعة الأمل*
اقترح الشباب أن تمنحهم حكومة الولاية صلاحية استغلال الأراضي الزراعية غير المستغلة، على أن يتم تمويل المبادرة من خلال بنك السودان المركزي. وتشمل مجالات الاستثمار المقترحة: زراعة محاصيل استراتيجية مثل الذرة، الفول السوداني، السمسم، والدخن إنتاج الأعلاف الحيوانية لتغذية مشاريع الثروة الحيوانية تربية الماشية والدواجن لتوفير مصادر غذائية وفرص تشغيل إضافية
هذه الأنشطة، بحسب الشباب، كفيلة بتحويل مئات العاطلين إلى قوة إنتاجية تدفع بعجلة التنمية، وتحارب البطالة، وترسخ ثقافة الاعتماد على الذات.
*الحكومة. شريك في الحل أم متفرج؟*
يرى الشباب أن الحكومة تستطيع أن تلعب دورًا حاسمًا عبر تسهيل الإجراءات، وتوفير التمويل، واحتضان الفكرة بالتخطيط والدعم الفني. وإذا تحقق ذلك، فإن النتائج المتوقعة تشمل:
ضخ ملايين الجنيهات في خزينة الدولة تنشيط الاقتصاد المحلي في المجتمعات الريفية تكوين منظومة زراعية ذات استدامة وربحية عالية
هكذا، يتحول الشباب من عبءٍ اقتصادي إلى فاعلين في التنمية،
ومن الحالمين إلى أصحاب أثر، شريطة أن تجد هذه المبادرة آذانًا صاغية واستجابة فاعلة من حكومة الولاية.
فهل ستلتقط الحكومة هذه الإشارة؟ وهل تنجح سنار في احتضان مبادرات شبابها وتحويلها إلى إنجازات ملموسة؟ الإجابة تحملها الأيام القادمة.
وللحديث بقية عبر نوافذ إعلامية
mortda7519@gmail.com